تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
كتب اللغة لان شأن اللغوي إنما هو التفسير بالاعم و شرح الالفاظ ببيان موارد أستعمالاتها و ليس من شأنه تعيين المعاني الحقيقية و لا أنه من أهل خبرة ذلك إذا لا سبيل إلى تعيين معنى الانآء لان ما ذكروه في تفسيره من أنه كوعاء لفظا و معنى ( 1 ) أو أنه الوعاء و الجمع آنية و جمع الجمع أوان كسقاء و أسقية و أساق ( 2 ) تفسير بالاعم لعدم صحة استعمال الانآء فيما يصح استعمال الوعاء فيه إذ الوعاء مطلق الظرف يجمع فيه الزاد أو المتاع فيصدق على مثل الصندوق و غيره مما لا يصدق عليه الانآء .ففي كلام علي عليه أفضل الصلاة : يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ( 3 ) فترى أنه سلام الله عليه قد أطلق الاوعية على القلوب مع أنه لا يصح إطلاق الآنية عليها إذ لا يصح أن يقال : القلوب آنية فبذلك يظهر أن الوعاء لا يرادف الانآء فهو من التفسير بالاعم .بل قد يقال : إنه من التفسير بالمبائن لان الوعاء قد أخذ فيه مفهوم أشتقاقى بمعنى المحل و يعينه ما يضاف أليه فيقال وعاء من أوعية الماء و ليس كذلك الانآء فتفسير أحدهما بالآخر من التفسير المبائن و صدقهما على بعض الموارد إنما هو بأعتبارين بمعنى أن الانآء إنما تطلق الوعاء عليه بالاضافة إلى ما يوضع فيه و لا يطلق عليه إذا لو حظ الظرف شيئا مستقلا في نفسه .و المتحصل أن مفهوم الانآء من المفاهيم المجملة و معه لابد من الاقتصار على المقدار المتيقن منه و يرجع إلى البرائة في الزائد المشكوك فيه لانه من الشبهات الحكمية التحريمية و القدر المتيقين من مفهوم الانآء هو الظروف المعدة للاكل
1 - كما في المصباح .2 - كما في أقرب الموارد .3 - نهج البلاغة : باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام رقم 147