ملك الآلاء هو الذي ملكته النعمة لله‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فالطائع في الإمكان أن يكون صاحب كره والكارة في الإمكان أن يكون طائعا فأعظمالآلاء و أتمها بل هي النعمة المطلقة أنيرزق الخلائق طاعة الله فإنهم لذلك خلقوا

ملك الآلاء هو الذي ملكته النعمة لله‏


فملك الآلاء هو الذي ملكته النعمة لله وهو
قوله عليه السلام أحبوا الله لما يغذوكمبه من نعمه‏
و كل ما سوى الله متغذ فكل ما سوى اللهمنعم عليه فكل من تعبدته نعمة الله لله فهوملك الآلاء و الآلاء من جملة الملك فيحتاجإلى نعمة و تلك النعمة عين وجودها و بقائهافي المنعمين عليهم فالنعم ملك الآلاء أيضافإذا كان ملك الآلاء المنعم عليهم ردتهمالنعمة إلى الله فكان ملكهم لله بتلكالنعم فهم ملك الآلاء فملك الآلاء من كانبهذه الصفة و إذا كان ملك الآلاء عبارة عنعين الآلاء فصفة هذا العين أن لا تنسب إلاإلى الله فإن نسبت إلى غير الله فذلك منجهة المنعم عليه لا من جهة النعمة و المنعمعليه هو المذموم بقدر ما أضاف من الآلاءإلى غير الله‏

حسن استماع الجن لسورة الرحمن‏


لما تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّمسورة الرحمن العامة لجميع ما خلق اللهدنيا و آخرة و علوا و سفلا على الجن‏
فما قال في آية منها فَبِأَيِّ آلاءِرَبِّكُما تُكَذِّبانِ إلا قالت الجن و لابشي‏ء من آلائك ربنا نكذب فمدحهم رسولالله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه بحسنالاستماع حين تلاها عليهم و لم يقولواشيئا من ذلك‏
و لم يكن سكوتهم عن جهل بأن الآلاء من اللهو لا أن الجن أعرف منهم بنسبة الآلاء إلىالله و لكن الجن وفت بكمال المقام الظاهرحيث قالت و لا بشي‏ء من آلائك ربنا نكذبفإن الموطن يقتضيه و لم تقل ذلك الصحابة منالإنس حين تلاها عليهم شغلا منهم بتحصيلعلم ما ليس عندهم مما يجي‏ء به رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم فشغلهم ذلك الحرصعلى تعمير الزمان الذي يقولون فيه ما قالتالجن أن يقول النبي صلّى الله عليه وسلّمما يقول من العلم فيستفيدون فهم أشد حرصاعلى اقتناء العلم من الجن و الجن أمكن فيتوفية الأدب بما يقتضيه هذا الموطن منالجواب من الإنس فمدحهم رسول الله صلّىالله عليه وسلّم بما فضلوا به على الإنس وما مدح الإنس بما فضلوا به على الجن منالحرص على مزيد العلم بسكوتهم عند تلاوتهو لا سيما و الحق يقول لهم وَ إِذا قُرِئَالْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا و السورة واحدة في نفسهاكالكلام غير التام فهم ينصتون حتى يتمهافجمع الصحابة من الإنس بين فضيلتين لميذكرهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر فضل الجن فيما نطقوا به فإن نطقهمتصريح بالعبودية بلسان الظاهر و هم بلسانالباطن أيضا عبيد فجمعوا بين اللسانينبهذا النطق و الجواب و لم يفعل الإنس منالصحابة ذلك عند التلاوة فنقصهم هذااللسان فكان توبيخ رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم إياهم تعليما بما تستحقهالمواطن أعني مواطن الألسنة الناطقةليتنبهوا فلا يفوتهم ذلك من الخير العمليفإنهم كانوا في الخير العلمي في ذلك الوقتو حكم العمل في موطنه لا يقاومه العلم فإنالحكم للموطن و حكم العلم في موطنه لايقاومه العمل و الجن غرباء في الظاهر فهميسارعون في الظهورية ليعلموا أنهم قد حصللهم فيه قدم لكونهم مستورين فهم إلىالباطن أقرب منهم إلى الظاهر و التلاوةكانت بلسان الظاهر و الإنس في مرتبةالظاهر فحجبهم عن الجواب الذي أجابت بهالجن كونهم أصحاب موطن الظاهر فذهلوا عنالجواب لقرينة حال موطنهم و لو وفوا بهلكان أحسن في حقهم فنبههم رسول الله صلّىالله عليه وسلّم على الأكمل في موطنه و هوالمعلم فنعم المؤدب‏

ملك الآلاء في سورة الرحمن‏


فمن أراد تحقيق ملك الآلاء فليتدبر سورةالرحمن من القرآن و ينظر إلى تقديم الإنسعلى الجن في آيتها و قوله تعالى خَلَقَالْإِنْسانَ أيضا فابتدأ به تقديرا ومرتبة نطقية تهمما به على الجن و إن كانالجن موجودا قبله يؤذن بأنه و إن تأخرتنشأته فهو المعتنى به في غيب ربه لأنهالمقصود من العالم لما خصه به من كمالالصورة في خلقه باليدين و علمه الأسماء والإفصاح عما علمه بقوله عَلَّمَهُالْبَيانَ‏

ملك الآلاء و هو ملك الشاكرين‏


و بعض أصحابنا يطلق ملك الآلاء على مايحصل للعبد من مزيد الشكر على نعم اللهفذلك القدر لمن حصل له يسمى ملك الآلاء فهوملك الشاكرين فمن شكر نعم الله بلسان حق وناب الحق مناب العبد من اسمه الشكور و هوشكره لعباده على ما كان منهم من شكرهم علىما أنعم عليهم ليزيدوا في الأعمال فيمقابلة شكره فيكون ما جازاهم به من ذلك علىقدر علم الشاكر بالمشكور و الله هو الشاكرفي هذا الحال و هو العالم بنفسه فالجزاءالذي يليق بهذا الشاكر لو جوزي هو الذييحصل لهؤلاء الشاكرين الذين لهم هذا الحالفهذا الجزاء يسمى ملك الآلاء و هو أعظمالملك و هو قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍناضِرَةٌ إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ أي نعمربها جمع آلاء و إلى ربها المضافة إليه هناالذي يستحقها لو قبل‏

/ 694