الأمر عليه فليس بأيدينا سوى أسماءالأسماء فإذا وقع التنزيه لأسماء الأسماءفتنزيه العبد الكامل أولى بالحرمة لأجلالصورة و لا سيما الوجه إذ كان الوجه أشرفما في ظاهر الإنسان لكونه حضرة جميع القويالباطنة و الظاهرة و وجه كل شيء ذاته
مر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علىرجل و هو يضرب وجه غلام له فقال له رسولالله صلّى الله عليه وسلّم اتق الوجه فإنالله خلق آدم على صورته
و هو محل الإقبال على الله دون غيره منالجهات فهي الجهة العظمى
الفرق بين الخلق و التقدير
و من علوم هذا المنزل العلم بالفرق بينالخلق و التقدير فالتقدير متعلق الاسمالمدبر و المفصل لا غيرهما من الأسماء و قدقال يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُالْآياتِ و كلا الاسمين تحت حيطة الاسمالعالم و لا دخول للاسم القادر في هذهالحضرة فإن هذه الأسماء الثلاثة راجعة إلىذات الحق و لا يكون الحق مقدورا لنفسه فلاحكم للاسم القادر هنا فالاسم المقدر هوالمعتبر في هذه المرتبة و الخلق يطلبالاسم القادر عقلا و يطلب الاسم القائلكشفا و شرعا و إنما قلنا كشفا ليفرق في ذلكبين الولي و النبي لأن كل واحد من هذينالرجلين يقول بهذا بخلاف ما يعطيه النظرالفكري للعقل بدليله فكما تميز الاسمالقادر من المقدر لفظا و معنى كذلك تميزالخلق من التقدير لفظا و معنى فبالتقديريقع البيان في صور الموجودات على اختلافذواتها حسية كانت أو معنوية من عالمالحروف الرقمية أو اللفظية أو الفكرية ومن عالم الأعيان القائمة بأنفسها و منعالم الأعيان التي لا تقوم بأنفسها و يدخلفي ذلك عالم النسب فبما في هذه الأعيان منالتسوية لذوات أشخاصها في عالم الغيب والشهادة يكون خلقا و لا يدخل في هذا عالمالنسب لأنها ليست أعيانا وجودية و لا تتصفبالعدم المطلق لكونها معقولة و بما فيهاكلها من التمييز الذي يتضمنه أعيانها عقلاكان أو حسا يكون للتقدير لا للخلق فإذا ظهرعين ما ذكرناه من كل عالم للحس أو للعقل عنالاسم الخالق أو المدبر المفصل و المقدرعلق نفع بعضه ببعض فنفعت الأعيان بعضهابعضا و دعاهم الحق إليه من خلف ستر هذهالأعيان عند توجه بعضها لبعض بالمنافعفيدعو كل صورة من كل صورة إليه فمنا منيشعر فيعرف من دعاه و منا من يلتبس عليهذلك و لا يعرف كيف الأمر و يجد في نفسه قوةالفرقان و لا يبدو له وجه الفرقان و منا منلا يلتبس عليه ذلك و يكون أعمى مكفوف البصرأكمه فيقول ما ثم إلا ما نشاهد و هي أعيانهذه الصور فنحن ثلاثة أصناف صنف سليمالنظر حديد الطرف و صنف قام به غشاء فيعينيه فلا يتحقق الصور مع معرفته أن ثم أمرأما و لكن لا يحقق صورته و منا من هو أكمهما أبصر شيئا قط فهو مستريح الخاطر و ما ثمصنف رابع و تختلف منافع هذه الصور باختلافالقوابل و السائلين و كل سائل يسأل بحسبحاجته و عرضه و قد يكون ضروريا و قد لا يكونو على الحقيقة ما ثم إلا ضروري و لهذايتعين العطاء فإن السائل ما يسأل إلا لغرضأحوجه ذلك الغرض إلى السؤال فالغرض هوالسائل و اللسان بالحال أو بالمقال هوالمترجم عن ذلك الغرض و ليس لذلك الغرضحياة إلا بتحصيل ما سأل فيه فإن لم ينلههلك فكان المانع له مما سأل فيه كان سببزوال صورته من العالم فنقص بمنعه صورة منالعالم كانت مسبحة لله تعالى و المحققيريد أنه لو زاد و لا ينقص و الأغراض قدتكون مذمومة و إذا مكنت مما تطلبه وقعالإنسان في محظور أشد من قتل هذا الغرض بمامنع من سؤاله و كيف التخلص في هذه المسألةفاعلم أنه لا يخاطب بقضاء الأغراض علىالإطلاق من هو مقيد معقول في قبضة عقلالتكليف و إنما هذا المقام لأصحاب الأحوالالمغلوب على عقولهم فإن قلت فالحفظ أحسنكما قال الإمام في وله الشبلي حين قيل لهإنه يرد في أوقات الصلوات فإذا فرغ حكمعليه حال الوله و حال بينه و بين عقله الذييعطيه الصحو فقال الإمام أبو القاسمالجنيد بن محمد سيد هذه الطائفة الحمد للهالذي لم يجر عليه لسان ذنب و لم يضف إليهالذنب و لكن يتعلق به لسان الذنب من حيثالصورة عند من لا يعرفه و هو في نفس الأمرغير مذنب قال بعض أصحابنا فلو لا إن التنزهعن جريان لسان الذنب أولى و أعظم لما حمدالله على ذلك هذا الإمام قلنا ليس الأمركما زعمت و أن هذا الإمام خاف على من لميبلغ هذه الرتبة أن يظهر بها و هو غير محققبها فيخطئ فيقع في الذنب و لهم الشفقة علىالعالم و أما أن يكون من طريق الأفضلية وكيف يكون ذلك و قد أطلق سبحانه ألسنة عبادهعليه و على رسله بالذم و السب فلصاحب هذاالوله فيمن ذكرنا أسوة و عز فليس في ذلكفضل عندنا
علم الرحمة التي أبطنها الله في النسيانالموجود
و مما يتضمن هذا المنزل علم الرحمة التيأبطنها الله في النسيان الموجود في العالمو إنه لو لم يكن