الأولياء الخاشعون‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



من البلاء الموقوف إزالته على الطب و لايقدح في صبرهم شكواهم إلى الله في رفع ذلكالبلاء عنهم أ لا ترى أيوب سأل ربه رفعالبلاء عنه بقوله مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ أي أصابمني فشكا ذلك إلى ربه عز و جل و قال له وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ففي هذهالكلمة إثبات وضع الأسباب و عرض فيها لربهبرفع البلاء عنه فاستجاب له ربه و كشف مابه من الضر فأثبت بقوله تعالىفَاسْتَجَبْنا لَهُ أن دعاءه كان في رفعالبلاء فكشف ما به من ضُرٍّ و مع هذا أثنىعليه بالصبر و شهد له به فقال إِنَّاوَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُإِنَّهُ أَوَّابٌ أي رجاع إلينا فيماابتليناه به و أثنى عليه بالعبودية فلوكان الدعاء إلى الله في رفع الضر و رفعالبلاء يناقض الصبر المشروع المطلوب فيهذا الطريق لم يثن الله على أيوب بالصبر وقد أثنى عليه به بل عندنا من سوء الأدب معالله أن لا يسأل العبد رفع البلاء عنه لأنفيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي بمايجده من الصبر و قوته قال العارف إنماجوعني لأبكي فالعارف و إن وجد القوةالصبرية فليفر إلى موطن الضعف و العبوديةو حسن الأدب فإن القوة لله جميعا فيسأل ربهرفع البلاء عنه أو عصمته منه أن توهم وقوعهو هذا لا يناقض الرضاء بالقضاء فإن البلاءإنما هو عين المقضي لا القضاء فيرضىبالقضاء و يسأل الله في رفع المقضي عنهفيكون راضيا صابرا فهؤلاء أيضا همالصابرون الذين أثنى الله عليهم‏

الأولياء الخاشعون‏


و من الأولياء أيضا الخاشعون و الخاشعاترضي الله عنهم تولاهم الله بالخشوع من ذلالعبودية القائم بهم لتجلى سلطانالربوبية على قلوبهم في الدار الدنيافينظرون إلى الحق سبحانه من طَرْفٍخَفِيٍّ يوجده الله لهم في قلوبهم في هذهالحالة خفي عن إدراك كل مدرك إياه بل لايشهد ذلك النظر منهم إلا الله فمن كانتحالته هذه في الدار الدنيا من رجل و امرأةفهو الخاشع و هي الخاشعة فيشبه القنوت منوجه إلا أن القنوت يشترط فيه الأمر الإلهيو الخشوع لا يشترط فيه إلا التجلي الذاتي وكلتا الصفتين تطلبهما العبودية فلا يتحققبهما إلا عبد خالص العبودية و العبودة و لهحال ظاهر في الجوارح التي لها الحركات وحال باطن في القلوب فيورث في الظاهر سكوناو يؤثر في الباطن ثبوتا و القنوت يورث فيالظاهر بحسب ما ترد به الأوامر من حركة وسكون فإن كان القانت خاشعا فحركته في سكونو لا بد إن ورد الأمر بالتحرك فيورث القنوتفي الباطن انتقالات أدق من الأنفاسمتوالية مع الأوامر الإلهية الواردة عليهفي عالم باطنه فالخاشع في قنوته في الباطنثبوته على قبول تلك الأوامر الواردة عليهمن غير أن يتخللها ما يخرجها عن أن تكونمشهودة لهذا الخاشع فالخاشع و القانتخشوعه و قنوته إخوان متفقان في الموفقينمن عباد الله‏

الأولياء المتصدقون‏


و من الأولياء أيضا المتصدقون والمتصدقات رضي الله عنهم تولاهم اللهبجوده ليجودوا بما استخلفهم الله فيه مماافتقر إليه خلق الله فأحوج الله الخلقإليهم لغناهم بالله فالكلمة الطيبة صدقة ولما كان حالهم التعمل في الإعطاء لا العملدل على أنهم متكسبون في ذلك لنظرهم أن ذلكليس لهم و إنما هو لله فلا يدعون فيما ليسلهم فلا منة لهم في الذي يوصلونه إلى الناسأو إلى خلق الله من جميع الحيوانات و كلمتغذ عليهم لكونهم مؤدين أمانة كانتبأيديهم أوصلوها إلى مستحقيها فلا يرون أنلهم فضلا عليهم فيما أخرجوه و هذه الحالةلا يمدحون بها إلا مع الدوام و الدءوبعليها في كل حال و العارفون هنا في هذهالصفة على طبقتين منهم من يكون عين مايعطيه مشهودا له أنه حق لمن يعطيه لأن اللهما خلق الأشياء التي يقع بها الانتفاعلنفسه و إنما خلق الخلق للخلق فهذا معنىالاستحقاق و طبقة أخرى يكون مشهودا لهمكون خالق النعمة مختارا فيبطل عندهمالاستحقاق بأنهم يرون أن الله ما خلقالخلق أجمعه إلا لعبادته و لهذا قال وَإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُبِحَمْدِهِ و يسجد له و كان إيصال بعضالخلق للخلق بحكم لتبعية لا بالقصد الأولو إن لم يكن هناك ما يقال فيه قصد أول و لاثان و لكن العبارات من أجل إبراز الحقائقتعطي ذلك و لله عباد من المتصدقين أقامهمالحق بين هاتين الطبقتين فهم ينظرون فيحين كونهم متصدقين الاستحقاق لبقاء عين منتصدق عليه ليصح منه ما خلق له من التسبيحلربه و الثناء عليه و لكن لا من حيث إنه آكلمثلا و لا شارب في حق من يكون بقاؤه بالأكلو الشرب فذلك لا يكون باستحقاق و إنماالاستحقاق ما به بقاؤه و أسبابه كثيرة ثمتنظر هذه الطبقة الثالثة المتولدة بينهمامن عين آخر معا و هو أن تنظر إلى الحق منحيث ما تقتضيه ذاته فيرتفع عندها الاختيارو ترى أن المظاهر الإلهية هي المسبحة فلايسبح الله إلا الله و لا يحمده إلا

/ 694