سماء و أرض فإنها في السماء و الأرض معنى وصورة و هما في الناس معنى لا صورة و الجامعبين المعنى و الصورة أكبر في الدلالة ممنانفرد بأحدهما و لهذا قال وَ لكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فالحمدلله الذي جعلنا من القليل الذي يعلم ذلكفجمع الجبل بين الصورة و المعنى فهو أكبرمن جبل موسى المعنوي إذ هو نسخة من العالمكما هو كل إنسان فإذا كان الجامع بينالأمرين و هو الأقوى و الأحق باسم الجبلصار دكا عند التجلي فكيف يكون موسى حيثجبليته التي هي فيه معنى لا صورة و لماكانت الرؤية لا تصح إلا لمن يثبت لها إذاوقعت و الجبل موصوف بالثبوت في نفسه وبالإثبات لغيره إذ كان الجبل هو الذي يسكنميد الأرض و يقال فلان جبل من الجبال إذاكان يثبت عند الشدائد و الأمور العظامفلهذا أحاله على الجبل الذي من صفاتهالثبوت فإن ثبت الجبل إذا تجليت إليه فإنكستراني من حيث ما فيك من ثبوت الجبل
فرؤية الله لا تطاق
فلو أطاق الشهود خلق
فلم تكن رؤيتى شهودا
و إنما ذلكانفهاق
فإنها كلها محاق
أطاقه الأرض والطباق
و إنما ذلكانفهاق
و إنما ذلكانفهاق
قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرأيت ربك قال نوراني أراه
و ذلك أن الكون ظلمة و النور هو الحقالمبين و النور و الظلمة لا يجتمعان كما لايجتمع الليل و النهار بل كل واحد منهمايغطي صاحبه و يظهر نفسه فمن رأى النهار لمير الليل و من رأى الليل لم ير النهارفالأمر ظاهر و باطن و هو الظاهر و الباطنفحق و خلق فإن شهدت خلقا لم تر حقا و إنشهدت حقا لم تر خلقا فلا تشهد خلقا و حقاأبدا لكن يشهد هذا في هذا و هذا في هذا شهودعلم لأنه غشاء و مغشي
«بسم الله الرحمن الرحيم»
«الباب العاشر و مائتان في المكاشفة»
إذا الحق أعطاك أسماءه
بأن الأمانة محمولة
فإن أنت أفهمت مقصوده
بأحكامها فمتى ما دعي
من أجل التصرف فيها و لم
فإنك عبد و أسماؤه
مقام الأمانة أوردها
بما زادك الحال في أمرها
فهذي مكاشفة ترتضي
و صاحبها سيد قدعصم
فخذها أمانة منقد فهم
و حاملها جاهل قدظلم
فأنت المكاشففلتلتزم
بها فأجب أمره واحتشم
يكن ينبغي لك أنتحتكم
ربوبية عرضت فاحترم
إلى ربها أولا واعتصم
و حقق إشارتهاو اغتنم
و صاحبها سيد قدعصم
و صاحبها سيد قدعصم
المكاشفة تطلق بإزاء الأمانة بالفهم وتطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال و تطلقبإزاء تحقيق الإشارة
اعلم أن المكاشفة عند القوم تطلق بإزاءالأمانة بالفهم و تطلق بإزاء تحقيق زيادةالحال و تطلق بإزاء تحقيق الإشارة اعلم أنالمكاشفة متعلقها المعاني و المشاهدةمتعلقها الذوات فالمشاهدة للمسمى والمكاشفة لحكم الأسماء و المكاشفة عندناأتم من المشاهدة إلا لو صحت مشاهدة ذاتالحق لكانت المشاهدة أتم و هي لا تصح فلذلكقلنا المكاشفة أتم لأنها ألطف فالمكاشفةتلطف الكثيف و المشاهدة تكثف اللطيف وبقولنا هذا تقول طائفة كبيرة من أهل اللهمثل أبي حامد و ابن فورك و المنذري و قالتطائفة بالنقيض و إنما قلنا إنها أتم لأنهما من أمر تشهده إلا و له حكم زائد على ماوقع عليه الشهود لا يدرك إلا بالكشف فإنأقيم لك ذلك الأمر في الشهود من حيث ذاتهصحب ذلك المشهود حكم و لا بد لا يدرك إلابالكشف هكذا أبدا فالمكاشفة إدراك معنويفهي مختصة بالمعاني و مثال ذلك إذا شاهدتمتحركا يطلب بالكشف محركه لأنه يعلم أن لهمحركا كشفا و لهذا يتعلق العلم بمعلومين ويتعلق البصر الذي هو للمشاهدة بمعلوم واحدفيدرك بالكشف ما لا يدرك بالشهود و يفصلالكشف ما هو مجمل في الشهود
المكاشفة على ثلاثة معان
فالمكاشفة كما قلنا على ثلاثة معان