العلماء بالله بمنزلة الطبيب منالعالم‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید








  • جهلت مقادير الشيوخ
    و استنزلت ألفاظهم
    جهلا و كان لهاالشموخ‏



  • أهل المشاهد والرسوخ‏
    جهلا و كان لهاالشموخ‏
    جهلا و كان لهاالشموخ‏





العلماء بالله بمنزلة الطبيب منالعالم‏



الشيوخ نواب الحق في العالم كالرسل (ع) فيزمانهم بل هم الورثة الذين ورثوا علمالشرائع عن الأنبياء (ع) غير أنهم لايشرعون فلهم رضي الله عنهم حفظ الشريعة فيالعموم ما لهم التشريع و لهم حفظ القلوب ومراعاة الآداب في الخصوص هم من العلماءبالله بمنزلة الطبيب من العالم بعلمالطبيعة فالطبيب لا يعرف الطبيعة إلا بماهي مدبرة للبدن الإنساني خاصة و العالمبعلم الطبيعة يعرفها مطلقا و إن لم يكنطبيبا و قد يجمع الشيخ بين الأمرين و لكنحظ الشيخوخة من العلم بالله أن يعرف منالناس موارد حركاتهم و مصادرها و العلمبالخواطر مذمومها و محمودها و موضع اللبسالداخل فيها من ظهور الخاطر المذموم فيصورة المحمود و يعرف الأنفاس و النظرة ويعرف ما لهما و ما يحويان عليه من الخيرالذي يرضى الله و من الشر الذي يسخط الله ويعرف العلل و الأدوية و يعرف الأزمنة والسن و الأمكنة و الأغذية و ما يصلح المزاجو ما يفسده و الفرق بين الكشف الحقيقي والكشف الخيالي و يعلم التجلي الإلهي ويعلم التربية و انتقال المريد من الطفولةإلى الشباب إلى الكهولة و يعلم متى يتركالتحكم في طبيعة المريد و يتحكم في عقله ومتى يصدق المريد خواطره و يعلم ما للنفس منالأحكام و ما للشيطان من الأحكام و ما تحتقدرة الشيطان و يعلم الحجب التي تعصمالإنسان من إلقاء الشياطين في قلبه و يعلمما تكنه نفس المريد مما لا يشعر به المريدو يفرق للمريد إذا فتح عليه في باطنه بينالفتح الروحاني و بين الفتح الإلهي و يعلمبالشم أهل الطريق الذين يصلحون له منالذين لا يصلحون و يعلم التحلية التي يحليبها نفوس المريدين الذين هم عرائس الحق وهم له كالماشطة للعروس تزينها فهم أدباءالله عالمون بآداب الحضرة و ما تستحقه منالحرمة

إن الشيخ عبارة عمن جمع جميع ما يحتاجإليه المريد السالك في حال تربيته وسلوكه‏



و الجامع لمقام الشيخوخة إن الشيخ عبارةعمن جمع جميع ما يحتاج إليه المريد السالكفي حال تربيته و سلوكه و كشفه إلى أن ينتهيإلى الأهلية للشيخوخة و جميع ما يحتاجإليه المريد إذا مرض خاطره و قلبه بشبهةوقعت له لا يعرف صحتها من سقمها كما وقعلسهل في سجود القلب و كما وقع لشيخنا حينقيل له أنت عيسى بن مريم فيداويه الشيخ بماينبغي و كذلك إذا ابتلي من يخرج ليسمع منالحق من خارج لا من نفسه بمحرم يؤمر بفعلهأو ينهى عن واجب فيكون الشيخ عارفابتخليصه من ذلك حتى لا يجري عليه لسان ذنبمع صحة المقام الذي هو فيه فهم أطباء دينالله فمهما نقصهم شي‏ء مما يحتاجون إليهفي التربية فلا يحل له أن يقعد على منصةالشيخوخة فإنه يفسد أكثر مما يصلح و يفتنكالمتطبب يعل الصحيح و يقتل المريض فإذاانتهى إلى هذا الحد فهو شيخ في طريق اللهيجب على كل مريد حرمته و القيام بخدمته والوقوف عند مراسمه لا يكتم عنه شيئا ممايعلم أن الله يعلمه منه يخدمه ما دامت لهحرمة عنده فإن سقطت حرمته من قلبه فلا يقعدعنده ساعة واحدة فإنه لا ينتفع به و يتضررفإن الصحبة إنما تقع المنفعة فيها بالحرمةفمتى ما رجعت الحرمة له في قلبه حينئذيخدمه و ينتفع به فإن الشيوخ على حالينشيوخ عارفون بالكتاب و السنة قائلون بهافي ظواهرهم متحققون بها في سرائرهم يراعونحدود الله و يوفون بعهد الله قائمونبمراسم الشريعة لا يتأولون في الورع آخذونبالاحتياط مجانبون لأهل التخليط مشفقونعلى الأمة لا يمقتون أحدا من العصاة يحبونما أحب الله و يبغضون ما أبغض الله ببغضالله لا تأخذهم في الله لومة لائميَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ المجمع عليهيُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ و يعفون عنالناس يوقرون الكبير و يرحمون الصغير ويميطون الأذى عن طريق الله و طريق الناسيدعون في الخير بالأوجب فالأوجب يؤدونالحقوق إلى أهلها يبرون إخوانهم بل الناسأجمعهم لا يقتصرون بالجود على معارفهمجودهم مطلق الكبير لهم أب و المثل لهم أخ وكفؤ و الصغير لهم ابن و جميع الخلق لهمعائلة يتفقدون حوائجهم إن أطاعوا رأواالحق موفقهم في طاعتهم إياه و إن عصواسارعوا بالتوبة و الحياء من الله و لاموانفوسهم على ما صدر منهم و لا يهربون فيمعاصيهم إلى القضاء و القدر فإنه سوء أدبمع الله هينون لينون ذوو مقة رُحَماءُبَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداًفي نظرهم رحمة لعباد الله كأنهم يبكونالهم عليهم أغلب من الفرح لما يعطيه موطن‏

/ 694