الأسرار التي منحه الله على العبد - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



من الوضوح لا يغيب عنه منها شي‏ء في غايةالصفاء و في هذا التجلي‏
يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم ترونربكم كما ترون القمر ليلة البدر
فمن بعض ما يريد بهذا التشبيه الذي وقعبالرؤية إدراك ذات القمر لضعف أشعة القمرأن يمنع البصر من إدراك ذاته و الصحيح فيذلك أنه يريد به إذا كسف ليلة بدره فإنهعند ذلك يدرك البصر ذات القمر التي لا تقبلالزيادة و لا النقصان فهو إدراك محقق لذاتالقمر ثم قال في نفس الحديث أو كما ترونالشمس بالظهيرة ليس دونها سحاب و في ذلكالوقت يكون نورها أقوى فتظهر الأشياء كلهابها فيدرك البصر كلما وقع عليه من الأشياءإدراكه حين كشفت له هذه الشمس و إذا أرادأن يحقق النظر إلى ذات الشمس في هذه الحالةلا يقدر فأوقع التشبيه أن هذا التجلي ليسيمنع أن يرى الناس بعضهم بعضا أي لا يفنىفلهذا أوقع التشبيه برؤية القمر ليلةالبدر و برؤية الشمس و ما اقتصر على واحدمنهما و أكد البقاء في هذا المشهد بقوله لاتضارون و لا تضامون من الضيم و الضم الذيهو المزاحمة و من الضير و الإضرار و لمادخلت هذا المنزل وقع لي فيه التجلي فيالنور الذي لا شعاع له فرأيته علما و رأيتنفسي به و رأيت جميع الأشياء بنفسي و بماتحمله الأشياء في ذواتها من الأنوار التيتعطيها حقائقهم لا من نور زائد على ذلكفرأيت مشهدا عظيما حسيا لا عقليا و صورةحقية لا معنى ظهر في هذا التجلي اتساعالصغير لدخول الكبير فيه مع بقاء الصغيرعلى صغره و الكبير على كبره كالجمل يلج فيسَمِّ الْخِياطِ يشاهد ذلك حسا لا خيالا وقد وسعه و لا تدري كيف و لا تنكر ما تراهفسبحان من تعالى عن إدراك ما تكيفه العقولو فضل إدراك البصر عليها لا إِلهَ إِلَّاهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فأظهر عجزالعقول بهذا التجلي الذي أظهر به قوةالأبصار و فضلها على العقول و أظهر فيتجليه في النور الشعشعاني عجز الأبصار وقوة العقول و فضلها على الأبصار ليتصفالكل بالعجز و ينفرد الحق بالكمال الذاتيفمن عاين هذا المنزل يرى من العجائب والآيات ما لا يمكن أن يحويه غيره و أول هذاالمنزل عند دخولك فيه ترى نفسك مظهرا للحقفإذا رأيته تتحقق من نفسك أنه ليس هو و هوآخر هذا المنزل فيتضمن أوله هو مشاهدة ويخاطبك في هذا التجلي بأنه ليس هو فإنه منالتجليات التي لا تفني عين المشاهدة فتجمعبين الرؤية و الخطاب و آخر هذا المنزليتضمن الهو و هو في الغيب من غير رؤية و هومتعلق نظر العقل فأول هذا المنزل بصري وآخره عقلي و ما بينهما و هذا منزل يتضمنأيضا ما نذكره‏

الأسرار التي منحه الله على العبد


فاعلم إن الأسرار التي يمنحها الحق عبدهمن أهل هذه الطريقة على قسمين منها أسرارتعطيك بذاتها إن تظهرها في الأكوان من غيرحرج في ذلك عليك و لا تحتاج في إظهارهاللغير إلى إذن إلهي و أسرار لا تعطيكبذاتها هذا الحكم و هي على قسمين قسم منهاتحتاج في إظهاره إلى إذن إلهي فإن أظهرتهعن غير إذن قوبلت و وقع الحرج و الجناحعليك في إظهاره و قد وقع لي مثل هذا و لكنبحمد الله قوبلت بالعتاب لا بالعقاب رحمةمن الله بي و عناية و أسرار أخر لا يعطيهاالحق لأحد بواسطة فلو طلبت الأذن فيها إذاأطلعك الحق عليها أن توصلها ما أذن لكفإنها أذواق لا تعرفها من غيرك بمجردالعبارة عنها فإنها مما ينفرد الحقبإيصالها من الحق إلى العبد كما يفعلبالأحوال فلو رام أحد أن يعبر عن الشوقالذي يجده إلى من اشتاق إليه ما أطاق ذلك ولا وصل إلى فهم الآخر منه شي‏ء إلا أن يقومالشوق به مثل ما قام بصاحبه فيعرف عند ذلكحقيقة مسمى هذا اللفظ و كذلك ما في معناه وكلذة الجماع التي حرمها العنين لا يتمكنلمن قامت به أن يوصلها بالتعريف إلىالعنين و كذلك كل علم يتعلق بالحواس لايمكن للعقل أن يصل إلى معرفته بنفسه و لابالعبارة عنه إلا أن يحس به الآخر فالذييختص بهذا المنزل معرفة الأسرار التييتوقف إظهارها ممن قامت به و أعطيته علىالأذن الإلهي و معرفة الأسرار الإلهيةالمستورة خلف حجاب الصور التي لا تظهر إلالمن كان على بينة من ربه في ذلك فإذا شهدتالبينة لها عند العبد قبلها فلا يحتاج إلىشاهد مثل ما يحتاج في غيرها فإذا حصل العبدفي هذا المقام و وهبه الحق من هذه الأسراروهب تجل و اطلع على أمور غامضة من العلمبالله سترها في نفسه و كتمها عن غيره وفاءبحق الأمانة و حفظها و معرفة بقدرها ومنزلتها و يطلع على هذه الأسرار معنا منينسب بعض الأفعال إلى غير الله منالمعتزلة و الفلاسفة و أهل الشرك الذينعبدوا غير الله مع عبادة الله فقد ينفردونفي أوقات مع الله دون الشريك و ذلك فيأوقات الضرورات المهلكة التي يقطعون فيهاإن آلهتهم لا تغني‏

/ 694