مشهده فلا يزال حزنه دائما أبدا
مقام الحزن مستصحب للعبد ما دام مكلفا وفي الآخرة ما لم يدخل الجنة
و هو مقام مستصحب للعبد ما دام مكلفا و فيالآخرة ما لم يدخل الجنة فإن في الآخرة لهمحزن التغابن لا حزن الفزع الأكبر و الخوفيرتفع عنهم مطلقا إلا أن يكونوا متبوعينفإن الخوف يبقى عليهم على الاتباع كالرسلفالحزن إذا فقد من القلب في الدنيا خربلحصول ضده إذ لا يخلو و الدار لا تعطيالفرح لما فيه من نفي المحبة الإلهية عمنقام به و ما يزيل الحزن إلا العلم خاصة و هوقوله فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا فالحزنمثل العلم سواء يرتفع بارتفاع المحزونعليه و يتضع كذلك كالعلم يشرف بشرفالمعلوم و الحزن مقام صعب المرتقى قليل منالخلق عليه هو للكمل من الناس
الباب الخامس و مائة في ترك الحزن
الحق أعطى كل شيء
فما ترى من فائت
الحزن حكم واقع
هذا فلا تحفل به
فإنه حكم البدا
خلقه ثم هدى
قد فات فالحزن سدى
لفائت و ما عدا
فإنه حكم البدا
فإنه حكم البدا
لا يخرج عن مقام الحزن إلا من أقيم فيمقام سلب الأوصاف
هو حال و ليس بمقام و هو مؤد إلى خرابالقلوب و في طيه مكر إلهي إلا للعارف فإنهلا يخرج عن مقام الحزن إلا من أقيم في مقامسلب الأوصاف عنه قيل لأبي يزيد كيف أصبحتقال لا صباح لي و لا مساء إنما هي لمن تقيدبالصفة و أنا لا صفة لي و ذلك لما سأله بكيفو هي للحال و هو من أمهات المطالب الأربعةو له من النسب الإلهية سَنَفْرُغُ لَكُمْأَيُّهَ الثَّقَلانِ على قراءة الكسائي وكُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ و يخفض القسطو يرفعه فهذا مقام الكيف في الإلهيات
الصباح و المساء لله و هو تعالى المقيدبالصفة
و أما أبو يزيد فما قصد التمدح بهذا القولو إنما قصد التعريف بحاله فإن الصباح والمساء لله لا له و هو المقيد تعالى بالصفةو العبد العنصري مقيد بالصباح و المساءغير مقيد بالصفة و لهذا نفى الصفة فقال لاصفة لي لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا فالصباحو المساء يملكه و لا ملك لأبي يزيد عليهمالأنهما بالصفة يملكان و أبو يزيد لا صفة لهفمن لا علم له بالمقام يتخيل أن أبا يزيدتأله في هذا القول و لم يقصد ذلك رضي اللهعنه بل هو أجل من أن يعزي إليه مثل هذاالتأويل في قوله هذا فإن قال من يتأول عليهخلاف ما قلناه من أنه تأله في قوله بقولهضحكت زمانا و بكيت زمانا و أنا اليوم لاأضحك و لا أبكي فاعلم أنه ثم تجلى يضحك و مارأيت أحدا في هذا الطريق من أهل الضحك إلاواحدا يقال له علي السلاوي سحت معه و صحبتهسفرا و حضرا بالأندلس لا يفتر عن الضحك شبهالموله و ما رأيته جرى عليه قط لسان ذنب وأما البكاءون فما رأيت منهم إلا واحدايوسف المغاور الجلاء سنة ست و ثمانين وخمسمائة بإشبيلية و كان يلازمنا و يعرضأحواله علينا كثير الجزع لا تفتر له دمعةصحبته في الزمان الذي صحبت الضحاك
انتقال أبى يزيد عن مقامى الضحك و البكاء
و أما كون أبي يزيد انتقل عن هذينالمقامين إلى المقام الذي بينهما فإنهمامن الأمور المتقابلة التي ما يكون بينهماواسطة كالنفي و الإثبات لا كالوجود والعدم و الحار و البارد فإن بينهما واسطةتأخذ من كل طرف بنسبة تميزه عن الطرفين وكذلك إذا لم يكن الشخص في موجب ضحك و لاموجب بكاء كحالة البهت لأهل الله فهو لاضاحك و لا باك فوصفه البهت و التعري عنالموجبين فأراد التعريف ما أراد التمدح
الباب السادس و مائة في معرفة الجوعالمطلوب
الجوع موت أبيض
ما لم يؤثر خبلا
فاحكم به تكن به
موفقا مسددا
و هو من أعلام الهدى
فهو دواء و هو دا
موفقا مسددا
موفقا مسددا
الموتات الأربعة في طريق أهل الله
الجوع حلية أهل الله و أعني بذلك جوعالعادة و هو الموت الأبيض فإن أهل اللهجعلوا في طريقهم أربع موتات هذا أحدها وموت أخضر و هو لباس المرقعات إلا المشهراتكان لعمر بن الخطاب ثوب يلبسه فيه ثلاثعشرة رقعة إحداهن قطعة جلد و هو أميرالمؤمنين و موت أسود و هو تحمل الأذى و موتأحمر و هو مخالفة النفس في أغراضها و هولأهل الملامية
الجوع المطلوب للسالكين
فالجوع المطلوب في الطريق هو للسالكينجوع اختيار لتقليل فضول الطبع و لطلبالسكون عن الحركة إلى الحاجة فإن علافلطلب الصفة الصمدية وحده عندنا صوم يومفإن زاد فإلى السحر هذا هو