(السؤال الخامس و الأربعون) بأي شي‏ء نالالتقدمة على الملائكة‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فإن ارتقى عن درجة البشرية كلمه الله منحيث ما كلم الأرواح إذ كانت الأرواح أقوىفي التشبه لكونها لا تقبل التحيز والانقسام و تتجلى في الصور من غير أن يكونلها باطن و ظاهر فما لها سوى نسبة واحدة منذاتها و هي عين ذاتها و البشر من نشأته ليسكذلك فإنه على صورة العالم كله ففيه مايقتضي المباشرة و التحيز و الانقسام و هومسمى البشر و فيه ما لا يطلب ذلك و هو روحهالمنفوخ فيه و على بشريته توجهت اليدانفظهرت الشفعية في اليدين في نشأته فلايسمع كلام الحق من كونه بشرا إلا بهذهالضروب التي ذكرها أو بأحدها فإذا زال فينظره عن بشريته و تحقق بمشاهدة روحه كلمهالله بما يكلم به الأرواح المجردة عنالمواد مثل قوله تعالى في حق محمد صلّىالله عليه وسلّم و في حق الأعرابيفَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهو ما تلاه عليه غير لسان محمد صلّى اللهعليه وسلّم فأقام محمدا صلّى الله عليهوسلّم في هذه الصورة مقام الروح الأمينالذي نزل بكلام الله على قلب محمد صلّىالله عليه وسلّم و هو قوله أَوْ يُرْسِلَرَسُولًا يعني لذلك البشر فَيُوحِيَ إليهبِإِذْنِهِ ما يَشاءُ الله تعالى مما أمرهأن يوحى به إليه فقوله إِلَّا وَحْياًيريد هنا إلها ما بعلامة يعلم بها أن ربهكلمه حتى لا يلتبس عليه الأمر أَوْ منوَراءِ حِجابٍ يريد إسماعه إياه لحجابالحروف المقطعة و الأصوات كما سمعالأعرابي القرآن المتلو الذي هو كلام اللهأو حجاب الآذان أيضا من السامع أو حجاببشريته مطلقا فيكلمه في الأشياء كما كلمموسى من جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ... فيالْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ منالشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى‏ إِنِّي أَنَاالله فوقع الحد بالجهة و تعين البقعةلشغله بطلب النار الذي تقتضيه بشريتهفنودي في حاجته لافتقاره إليها و الله قدأخبر أن الناس فقراء إلى الله فتسمى اللهفي هذه الآية باسم كل ما يفتقر إليه غيرةإلهية أن يفتقر إلى غير الله فتجلى الله لهفي عين صورة حاجته فلما جاء إليها ناداهمنها فكان في الحقيقة فقره إلى الله والحجاب وقع بالصورة التي وقع فيها التجليفلو لا ما ناداه ما عرفه و في مثل هذا يقعالتجلي الإلهي في الآخرة الذي يقع فيهالإنكار و قوله إنه على أي عليم بما تقتضيهالمراتب التي ذكرها و أنزلها منزلتها وقوله حكيم يريد بإنزال ما علمه منزلته و لوبدل الأمر لما عجز عن ذلك و لكن كونه علياحكيما يقضي بأن لا يكون الأمر إلا كما وقعو لما أخبر نبيه بهذه المراتب كلها التيتطلبها البشرية قال له و كذلك أي و مثل ذلكأَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً من أَمْرِنايعني الروح الأمين الذي نزل به على قلبكالذي هو روح القدس أي الطاهر عن تقييدالبشر فقد علمت معنى البشر الذي أردنا أننبينه لك بما تقتضيه هذه اللفظة باللسانالعربي‏

(السؤال الخامس و الأربعون) بأي شي‏ء نالالتقدمة على الملائكة‏


الجواب إن الله قد بين ذلك بقوله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها يعنيالأسماء الإلهية التي توجهت على إيجادحقائق الأكوان و من جملتها الأسماءالإلهية التي توجهت على إيجاد الملائكة والملائكة لا تعرفها

التجليات الإلهية للأسماء هي كالموادالصورية للأرواح‏


ثم أقام المسمين بهذه الأسماء و هيالتجليات الإلهية التي هي للأسماءكالمواد الصورية للأرواح فقال للملائكةأَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ يعنيالصور التي تجلى فيها الحق إِنْ كُنْتُمْصادِقِينَ في قولكم نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَو هل سبحتموني بهذه الأسماء التي تقتضيهاهذه التجليات التي أتجلاها لعبادي و إِنْكُنْتُمْ صادِقِينَ في قولكم و نقدس لكذواتنا عن الجهل بك فهل قدستم ذواتكم لنامن جهلكم بهذه التجليات و ما لها منالأسماء التي ينبغي أن تسبحونى بها فقالتالملائكة لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ماعَلَّمْتَنا فمن علمهم بالله أنهم ماأضافوا التعليم إلا إليه تعالى إِنَّكَأَنْتَ الْعَلِيمُ بما لا يعلمالْحَكِيمُ بترتيب الأشياء مراتبهافأعطيت هذا الخليفة ما لم تعطنا مما غابعنا فلو لا أن رتبة نشأته تعطي ذلك ما أعطتالحكمة أن يكون له هذا العلم الذي خصصته بهدوننا و هو بشر

عالم آدم على عدد ما في نشأته منالحقائق‏


فقال لآدم أَنْبِئْهُمْ (بِأَسْمائِهِمْ)بأسماء هؤلاء الذين عرضناهم عليهم فأنبأآدم الملائكة بأسماء تلك التجليات و كانتعلى عدد ما في نشأة آدم من الحقائق الإلهيةالتي تقتضيها اليدان الإلهية مما ليس منذلك في غيره من الملائكة شي‏ء فكان هؤلائكالمسمون المعروضة على الملائكة تجلياتإلهية في صورة ما في آدم من الحقائق فأولئكهم عالم آدم كلهم فلما علمهم آدم عليهالسلام قال لهم الله أَ لَمْ أَقُلْلَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَالسَّماواتِ و هو ما علا من علم الغيوب وَالْأَرْضِ و هو ما في الطبيعة من الأسراروَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ أي ما هو منالأمور ظاهر وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَأي ما تخفونه على أنه باطن مستور فأعلمتكمأنه أمر نسبي بل هو ظاهر لمن يعلمه‏

سجود الملائكة لآدم سجود لله من أجلآدم‏


ثم قال لهم بعد التعليم اسْجُدُوالِآدَمَ سجود المتعلمين للمعلم من أجل ماعلمهم فلآدم هنا لام العلة و السبب‏

/ 694