العلل الأصلية التي في نفس المزاج والخلقة - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و ثم علل أخر لا تحتمل الأصوات بل تصلحبنقيض ما ذكرناه و ذلك كله بحسب الخلطالغالب الأقوى و ضعف المناقض المقابل له‏

العلل الأصلية التي في نفس المزاج والخلقة


و هذه العلل منها أصلية في نفس المزاج والخلقة مثل الجحوظة في العينين أو الغئورةالمفرطة أو الأنف الدقيق جدا أو الغليظجدا أو المتسع الثقب المنتفخ أو نقيضه أوالبياض الشديد أو السواد الشديد أوالجعودة في الشعر أو السبوطة فيه الكثيرةأو الزرقة الشديدة في العين الفيروزجيه أوالكحولة الغائية و كذلك سائر الأعضاء فيعدم الاعتدال و هو الانحراف من الاعتدالإلى أحد الميلين كما ذكرنا فإن خلقالإنسان يكون بحسب ما هي هذه الأعضاء عليهمن اعتدال و انحراف‏

الطبيب الإلهي من نبى أو وارث أو حكيم‏


فإذا جاء هذا الطبيب الإلهي و هو النبي أوالوارث أو الحكيم فيرى ما تقتضيه هذهالنشأة التي انقادت إليه و جعلت زمامها فييديه ليربيها و يسعى في سعادتها و يردهاإلى خلاف ما تقتضيه نشأته إن كان منحرفابأن يبين لها مصارف ذلك الانحراف التييحمدها الله و يكون فيها سعادة هذه النفسفإنه لا يتمكن له أن ينشاها نشأة أخرى فقدفرغ ربك من خلق و من خلق و لم يبق بأيديناإلا تبيين المصارف فالمعتدل النشأة إذاكان جاهلا بالأمور السعادية عند الله التيتحتاج إلى موقف و هو رسول الله (ص) يسألالعلماء عن الأمور التي تعطي السعادة عندالله‏

المعتدل النشأة و المنحرف و مكارمالأخلاق‏


و أما مكارم الأخلاق فلا يحتاج فيها إلىموقف فإن مزاج نشأته و اعتدالها لا تعطيهإلا مكارم الأخلاق بل يحتاج إلى الموقف فيبعض الأمور في استعمال الانحراف و هو فيذلك مكلف لما يكون في ذلك الانحراف منالمصالح إما دنيا و إما آخرة و إما المجموعو أما المنحرف فتصدر منه مذام الأخلاق وسفسافها و طلب نفوذ الأغراض القائمة به ولا يبالي ما يؤول إليه أمره في نيلهافالطبيب السؤوس يستدرجه حالا بعد حالبتبيين المصارف كما ذكرناه‏

كيف يسوس صاحب الفراسة الإيمانيةالمتفرس فيه‏


فإذا جاء صاحب الفراسة الإيمانية و كانعالما بما يكون فيه المصلحة لهذا المتفرسفيه و رأى منه حركة تؤدي إلى مذموم أو تكونتلك الحركة قد وقعت منه مذمومة ساسة حتىيتمكن منه إلى أن يسلم إليه نفسه ليتحكمفيها فإن كان منحرفا كان في سلوكه صاحبمجاهدة و رياضة و إن كان معتدلا كان فيسلوكه طيب النفس ملتذا صاحب فرح و سرورتهون عليه الأمور الصعاب على غيره و لاتكلف عنده في شي‏ء من مكارم الأخلاق فإذاصفت نفسه و زكت و لحقت بالعالم المطهر ونظرت بالعين الإلهي و سمعت به و تحركتبقوته عرفت مصادر الأمور و مواردها و ماتنبعث عنه و ما تئول إليه فذلك المعبر عنهبالفراسة الإيمانية و هي موهبة من اللهتعالى ينالها السليم الطبع و غير السليم‏

أصل الاعتدال و الانحراف في العالمالموجب لغلبة بعض الأصول على بعض‏


و أصل الاعتدال و الانحراف في العالم و فيالموجب لغلبة بعض الأصول على بعضها التيلها الحكم في المركبات هي من آثار العلمالإلهي الذي منه يرحم الله من يشاء و يغفرو يعذب و يكره و يرضى و يغضب و أين الغضب منالرضي و أين العفو من الانتقام و أين السخطمن الرضوان و كل ذلك جاءت به الأخبارالإلهية في الكتب المنزلة و علمها أهلالكشف مشاهدة عين و لو لا ما وردت علىألسنة الأنبياء و الرسل و نزلت بها الكتبمن الله على أيديهم و أيدوا بالمعجزاتليثبت صدقهم عند الأجانب لأجل هذه الأمورالإلهية حتى تقبل منهم إذا وردوا بها فإنأدلة العقول تحيلها في الجناب الإلهي فلونطق بها مشاهد لها مكاشف بها من غير تأييدآية تدل على صدقه جهل و طعن في نظره و أقيمتالدلالات العقلية على فساد عقله و فكره وحكم خياله عليه و أن الله لا ينبغي أن يوصفبهذه الأوصاف فهذا كان سبب نزولها علىأيدي الرسل و الكتب ليستريح إليها المشاهدو يأنس بكلامه إذا أتى بمثل هذا النوع‏

لو لا شرف العلم ما شرفت الفراسة فالعلمأشرف الصفات و به تحصل النجاة


فلأجل هذه الأمور وردت الشرائع و لأجلالأحكام التي لا توافق أغراض الرؤساء والمقدمين لو سمعوها من غير الرسول فلماأنسوا بها من الرسل و ألفت النفوس أحكامالنواميس الإلهية و استصحبتها هان علىالملوك و الرؤساء أن يتلمذوا للصالحين ويدخلوا نفوسهم تحت أحكامهم و إن شق عليهمفهم يرجحون علمهم بذلك على ما يدركونه منمشقة خلاف الغرض فإنه على هذا الشرط أدخلنفسه فحجته قائمة على نفسه فسبحان العليمالحكيم و لو لا شرف العلم ما شرفت الفراسةلأن الفراسة لو لا ما تعطي العلم ما شرفت ولا كان لها قدر فالعلم أشرف الصفات و بهتحصل النجاة إذا حكمه الإنسان على نفسه وتصرف في أموره بحسب حكمه رَبِّ زِدْنِيعِلْماً رَبِّ زِدْنِي عِلْماً رَبِّزِدْنِي عِلْماً و استعملني له و اجعلهالحاكم علي و الناظر إلي إذ أنت العلم والعالم و المعلوم لك لا لنا فأعطنا منه علىقدرنا

الفراسة المذكورة عند الحكماء


و أما الفراسة المذكورة عند الحكماء فأناأذكر منها طرفا على ما أصلوه‏

/ 694