إن الله تعالى جعل لكل صورة في العالمأجلا - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



بالغيب و لا بالشهادة لأن الشهادة لا تنفكعن الصور و قد قلنا لا صورة فقد قلنا لاشهادة و الصورة تجعل ذلك الأمر غيبا و قدقلنا بزوال الصورة فقد رفعنا حكم الغيب عنذلك الأمر فلا غيب و لا شهادة و في هذاالمنزل من العجائب و الأسرار ما لوأظهرناه لتوقفت عقول أكثر علماء هذهالطريقة السليمة عن قبول مثلها و من هذاالمنزل يتلقى ملك الموت آجال الناس واختلف أهل الكشف في آجال الحيوان و في آجالكل ما سوى الإنسان هل هذا المنزل منزلعلمها أم لا و هل لما عدا الحيوان آجال أملا

إن الله تعالى جعل لكل صورة في العالمأجلا


فاعلم إن الله تعالى جعل لكل صورة فيالعالم أجلا تنتهي إليه في الدنيا والآخرة إلا الأعيان القابلة للصور فإنه لاأجل لها بل لها منذ خلقها الله الدوام والبقاء قال تعالى كُلٌّ يَجْرِي إِلى‏أَجَلٍ مُسَمًّى و قال ثُمَّ قَضى‏أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُفجاء بكل و هي تقتضي الإحاطة و العموم و قدقلنا إن الأعيان القابلة للصور لا أجل لهافبما ذا خرجت من حكم كل قلنا ما خرجت و إنماالأجل الذي للعين إنما هو ارتباطها بصورةمن الصور التي تقبلها فهي تنتهي في القبوللها إلى أجل مسمى و هو انقضاء زمان تلكالصورة فإذا وصل الأجل المعلوم عند اللهفي هذا الارتباط انعدمت الصورة و قبلالعين صورة أخرى فقد جرت الأعيان إلى أجلمسمى في قبول صورة ما كما جرت الصورة إلىأجل مسمى في ثبوتها لتلك العين الذي كانمحل ظهورها فقد عم الكل الأجل المسمى فقدقدر الله لكل شي‏ء أجلا في أمر ما ينتهيإليه ثم ينتقل إلى حالة أخرى يجري فيهاأيضا إلى أجل مسمى فإن الله خلاق علىالدوام مع الأنفاس فمن الأشياء ما يكونمدة بقائه زمان وجوده و ينتهي إلى أجله فيالزمان الثاني من زمان وجوده و هي أقصر مدةفي العالم و فعل الله ذلك ليصح الافتقار معالأنفاس من الأعيان إلى الله تعالى فلوبقيت زمانين فصاعدا لاتصفت بالغنى عن اللهفي تلك المدة و هذه مسألة لا يقول بها أحدإلا أهل الكشف المحقق منا و الأشاعرة منالمتكلمين و موضع الإجماع من الكل في هذهالمسألة التي لا يقدرون على إنكارهاالحركة إلا طائفتين من يجعل الحركة نسبةلا وجود لها و هو الباقلاني من المتكلمين وأصحاب الكمون و الظهور القائلون به و إنقال القائلون بالكمون و الظهور بذلك فإنهمتحت حيطة كل بهذا المذهب فإنه قد جرى فيكمونه إلى أجل مسمى و هو زمان ظهوره فقدانقضت مدة كمونه و جرى في ظهوره إلى أجلمسمى و هو زمان كمونه فقد انقضت مدة ظهورهو لا يلزم من جريانهم إلى الأجل أن المرادعدمهم بل يجوز أن يكون له العدم و يجوز أنيكون الانتقال مع بقاء العين الموصوفةبالجري و يجوز أن يكون منه أجل يعدمه و منهما يكون له أجل بانتقاله يعدمه و هو الذينذهب إليه و نقول به‏

إن لله أرواحا من الملائكة ما لا يدريمقداره‏


و اعلم أن لله في هذا المنزل أرواحا منالملائكة بأيديهم من الخيرات و النعيمالدائم ما لا يدري مقداره إلا الله تعالىقد وكلهم الله على ذلك و جعلهم حفظة عليه وخزانا لأصحابه من الأناسي يؤدون ذلك إليهفي الوقت الذي قد قرر لهم الحق ذلك و عينهلهم بالحال التي ينتقل ذلك العبد السعيدإليها و كذلك له ملائكة خزنة بالنقيض أيضامعدة لإنسان آخر يؤدون ذلك إليه في الوقتالذي قرره الحق لهم بالحال التي ينتقلإليها ذلك العبد الشقي كل ذلك بتقديرالعزيز العليم‏

خلق الملائكة من تكلم العبد


و اعلم أنه ما من كلمة يتكلم بها العبد إلاو يخلق الله من تلك الكلمة ملكا فإن كانتخيرا كان ملك رحمة و إن كانت شرا كان ملكنقمة فإن تاب إلى الله و تلفظ بتوبته خلقالله من تلك اللفظة ملك رحمة و خلع منالمعنى الذي دل عليه ذلك اللفظ بالتوبةالذي قام يقلب التائب على ذلك الملك الذيكان خلقه من كلمة الشر خلعة رحمة و واخىبينه و بين الملك الذي خلقه من كلمة التوبةو هو قوله تبت إلى الله فإن كانت التوبةعامة خلع على كل ملك نقمة كان مخلوقا لذلكالعبد من كلمات شره خلع رحمة و جعل مصاحبالملك المخلوق من لفظة توبته فإنه إذا قالالعبد تبت إليك من كل شي‏ء لا يرضيك كان فيهذا اللفظ من الخير جمعية كل شي‏ء من الشرفخلق من هذا اللفظ ملائكة كثيرة بعددكلمات الشر التي كانت منه فإن الإنسانأعطى لفظا يدل على الإفراد و أعطى لفظا يدلعلى الاثنين و أعطى لفظا يدل على الكثرةفلفظة كل تدل على الكثرة فعلم إن قوله تبتإلى الله من كل شي‏ء إنه تبت إلى الله منكذا تبت إلى الله من كذا تبت إلى الله منكذا كما تقول زيدون تريد بذلك زيد و زيد وزيد هذا أقله إلى ما لا يتناهى كثرة و كذلكلفظة زيود في جمع التكسير فلهذا خلق اللهمن كلمة الجمع ملائكة بعدد ما تعمه تلكالكلمة و إنما قلنا بأن الملائكة المخلوقةمن كلمة الشر يخلع عليها خلع الخير و ترجعملائكة رحمة في حق هذا التائب و يصاحببينها و بين الملائكة

/ 694