يتخيل أنه صوت ذلك الصامت و ليس كذلك فمنليست له هذه الحالة فلا يدعي أنه صامت
المتكلم بالإشارة
و أما الصامت المتكلم بالإشارة فهو يتعبنفسه و غيره و لا ينتج له شيئا بل هو ممنيتشبه بالأخرس الذي يتكلم بالإشارة فلايعول عليه و هذا مما غلط فيه جماعة من أهلالطريق فمن نصح نفسه فقد أقمنا له ميزانهذا المقام الذي يزنه به حتى لا يتلبس عليهالأمر و هذا لا يكون إلا للالهيينالمحسنين لا لغيرهم من المؤمنين والمسلمين الذين لم يحصل لهم مقامالإحسان
الباب السابع و التسعون في مقام الكلام وتفاصيله
إن الكلام عبارات و ألفاظ
لو لا الكلام لكنا اليوم في عدم
و إنه نفس الرحمن عينه
فيه بدت صور الأشخاص بارزة
فانظر ترى الحكمة الغراء قائمة
فيهالعين اللبيب القلب أشياء
و قد تنوبإشارات و إيماء
و لم تكنثم أحكام و أنباء
عقل صريح و فيالتشريع أنباء
معنى و حسا وذاك البدو إنشاء
فيهالعين اللبيب القلب أشياء
فيهالعين اللبيب القلب أشياء
معارج التكوين التي يعرج فيها النفسالرحمانى
الكلام صفة مؤثرة نفسية رحمانية مشتقة منالكلم و هو الجرح فلهذا قلنا مؤثرة كما أثرالكلم في جسم المجروح فأول كلام شق إسماعالممكنات كلمة كن فما ظهر العالم إلا عنصفة الكلام و هو توجه نفس الرحمن على عينمن الأعيان ينفتح في ذلك النفس شخصية ذلكالمقصود فيعبر عن ذلك الكون بالكلام و عنالمتكون فيه بالنفس كما ينتهي النفس منالمتنفس المريد إيجاد عين حرف فيخرج النفسالمسمى صوتا ففي أي موضع انتهى أمد قصدهظهر عند ذلك عين الحرف المقصود إن كان عينالحرف خاصة هو المقصود فتظهر الهاء مثلاإلى الواو و ما بينهما من مخارج الحروف وهذه تسمى معارج التكوين فيها يعرج النفسالرحماني فأي عين عين من الأعيان الثابتةاتصفت بالوجود
المتكلم الإلهي و الرباني و الرحمانى
فلا بد لكل متكلم من أثر في نفس من كلمةغير إن المتكلم قد يكون إلهيا و ربانيا ورحمانيا فمن كونه ربانيا و رحمانيا لايشترط في كلامه خلق عين ظاهرة سوى ما ظهرمن صورة الكلام التي أنشأها عند التلفظفإن أثرت نشأة كلامه نشأة أخرى و هو أنيقول لزيد قم فهذا المتكلم قد أنشأ نشأة قمفإن قام زيد لأمره فقد أنشأ هذا الآمر صورةالقيام في زيد عن نشأة لفظة قم فهو إلهيلأن انشاء الأعيان إنما هو لله و هذا عامفي جميع الخلق فإن لم يسمع منه و لا أثرتفيه نشأة أمره فهو قاصر الهمة و ليس بإلهيفي هذه الحال و إنما هو رباني أو رحماني ولا يلزم للرباني و الرحماني سوى إقامةنشأة الكلام خاصة و الإلهي هو الذيذكرناه
المتكلم الإلهي على نوعين
غير إن الإلهي على نوعين إلهي كما ذكرناهو إلهي يؤثر كلامه في الأشياء مطلقا منجماد و نبات و حيوان و كون أي كون كان علواو سفلا فهذا هو الإلهي المطلوب في هذاالطريق و لا يصح وجوده عاما أبدا في هذهالدار بل محله الجنان فإنه لا أكبر من محمد(ص) و
قد قال لمن حقت عليه كلمة العذاب قل لا إلهإلا الله
فما ظهر عن نشأة أمره نشأة لا إله إلا اللهفي محل المأمور و إن كان على بصيرة فيه ولكنه مأمور أن يأمر و هو حريص على الأمةفالمأمور ما امتنع و إنما الممتنع لا إلهإلا الله فإن هذا اللفظ هو المأمور أن يكونفي هذا المحل فلم يكن فلو تكون في محل هذاالشخص لظهر عينه و أعطاه اسم الإسلام كماإن هذا الشخص لما قال له الحق كن و هو فيالعدم لم يتمكن له إلا أن يكون و لا بد فقدعلمت من هو المأمور بالوجود في التحقيق وهو قول الله إِنَّكَ لا تَهْدِي منأَحْبَبْتَ أي إنك لا تقدر على من تريد أنتجعله محلا لظهور ما تريد إنشاءه فيه أنيكون محلا لوجود إنشائك فيه فليس كل متكلمفي الدنيا بإلهي مطلق لكن له الإطلاق فيمايريد أن ينشئه في نفسه لا في غيره فاعلم سرهذا و اعلم هل أنت متكلم أو لافظ
الباب الثامن و التسعون في معرفة مقامالسهر
من لا تنام له عين و ليس له
مقامه الحفظ و الأعيان تعبده
هو الإمام و ما تسري إمامته
في العالمينفلم يظفر به أحد
قلب ينامفذاك الواحد الأحد
و لا يقيدهطبع و لا جسد
في العالمينفلم يظفر به أحد
في العالمينفلم يظفر به أحد