(منصة و مجلى) نعت المحب بأنه خارج عنالوزن التصرفات على الوزن المعتبر فيالحكمة
يطلب الفكر الصحيح و المحب لا فكرة له فيتدبير الكون و إنما همه و شغله بذكر محبوبهقد أفرط فيه الخيال فلا يعرف المقادير فإنكان محبوبه الله لما وسعه قلبه فذلكالخارج عن الوزن فلا يزنه شيء أ لا ترىإلى التلفظ بذكره و هي لفظة لا إله إلاالله لا تدخل الميزان و لما دخلت بطاقتهامن حيث ما هي مكتوبة في الميزان لصاحبالسجلات طاشت السجلات و ما وزنها شيء ولو وضعت أصناف العالم ما وزنتها و هي لفظةمن قائل لم يتصف بالمحبة فما ظنك بقول محبفما ظنك بحاله فما ظنك بقلبه الذي هو أوسعمن رحمة الله وسعته إنما كانت من رحمة اللهفهذا من أعجب ما ظهر في الوجود إن اتساعالقلب من رحمة الله و هو أوسع من رحمة اللهيقول أبو يزيد لو أن العرش و ما حواه مائةألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارفما أحس بها فكيف حال المحب المحب اللهتعالى عن الموازنة محبوب الحق عند الحقلأن المحب لا يفارق محبوبه و ما عند اللهباق فالمحبوب باق و ما يبقى ما يوازنه مايفنى
(منصة و مجلى) نعت المحب بكونه يقول عننفسه إنه عين محبوبه لاستهلاكه فيه
فلا يراه غير إله قال قائلهم في ذلك
أنا من أهوى و من أهوى أنا
و هذه حالة أبي يزيد المحب الله أحب بعضعباده فكان سمعه و بصره و لسانه و جميعقواه
(منصة و مجلى) نعت المحب بأنه مصطلم مجهودلا يقول لمحبوبه لم فعلت كذا لم قلت كذا
قال أنس بن مالك رضي الله عنه خدمت رسولالله (ص) عشر سنين فما قال لي لشيء فعلتهلم فعلته و لا لشيء لم أفعله لم لم تفعلهلأنه كان يرى تصريف محبوبه فيه و تصريفالمحبوب في المحب لا يعلل بل يسلم لا بليستلذ لأن المحب مصطلم بنار تحرق كل شيءتجده في قلبه ما سوى محبوبه غيرة فهو يبذلالمجهود و لا يرى أنه و في و لا يخطر له أنهتحرك فيما يرضي محبوبه المحب الله في هذاالموطن لا تتحرك ذرة إلا بإذنه فكيف يقوللم و ما فعل إلا هو يقول الحق لمحبوبه أنايدك اللازم له لكل محبوب تجل لا يكون لغيرهفما يجتمع عنده اثنان و لا يصح فهذاالاصطلام و نعته بالمجهود ما نسب إليه منالتردد
(منصة و مجلى) نعت المحب بأنه مهتوك السترسره علانية فضيحة الدهر لا يعلم الكتمان
قال المحب الصادق
من كان يزعم أن سيكتم حبه
الحب أغلب للفؤاد بقهره
و إذا بدا سر اللبيب فإنه
إني لأحسد ذا هوى متحفظا
لم تتهمه أعينو قلوب
حتى يشكك فيهفهو كذوب
من أن يرى للسترفيه نصيب
لم يبد إلا والفتى مغلوب
لم تتهمه أعينو قلوب
لم تتهمه أعينو قلوب
الحب غلاب لا يبقي سترا إلا هتكه و لا سراإلا أعلنه زفراته متصاعدة و عبراتهمتتابعة تشهد عليه جوارحه بما تحمله منالأسقام و السهر و تنم به أحواله إن تكلمتكلم بما لا يعقل ما له صبر و لا جلد همومهمترادفة و غمومه متضاعفة المحب الله
إذا أحب الله العبد أوحى إلى الملك أنينادي به في السموات إن الله أحب فلانافأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع لهالقبول في الأرض فتقبله البواطن و إنأنكرته الظواهر من بعض الناس
فلأغراض قامت بهم فإنهم في هذا الشأن مثلسجودهم لله كل من في العالم ساجد لله وَكَثِيرٌ من النَّاسِ ما قال كلهم و هكذا حبهذا العبد في قلوبهم و إن وضع له القبول فيالأرض فتحبه بقاع الأرض كلها و جميع مافيها و كثير من الناس على أصلهم في السجودلله سواء
(منصة و مجلى) نعت المحب بأنه لا يعلم أنهمحب كثير الشوق لا يدري لمن عظيم الوجد
لا يدري فيمن لا يتميز له محبوبه القربالمفرط حجاب فيجد آثار الحب و قد لبستهصورة محبوبه مما يحكم في خياله فيطلبه منخارج فلا يجد ما عانق من صورته في نفسهلكثافة الظاهر عن لطف الباطن المحب معالمعنى الذي يأخذه من المحبوب و يرفعه فينفسه و ذلك المعنى المرفوع عند المحب منههو الذي يقلقه و يزعجه فهو فيه و لا يدرىأنه هو فيه فلا يطلبه إلا به اللطيف يغيبعن الحواس يقول و لا يعقل ما يقول و لابقوله قلبي عند محبوبي
ضاع قلبي أين أطلبه
ما أرى جسمي له وطنا
ما أرى جسمي له وطنا
ما أرى جسمي له وطنا
و لا بقوله محبوبي في قلبي لا أدري في أيالحالتين هو أصدق بجمع بين الضدين هو عنديما هو عندي المحب الله
تجلى الله لآدم و يداه مقبوضتان فقال ياآدم اختر أيتهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة فبسطها فإذافيها