ظهور أعلى مراتب إلهية في الإنسان‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



لأنها نسب لا تتصف بالوجود إذ لا عين لها ولها من الحروف حرف الواو و من المنازلالمقدرة الرشاء و هو الحبل الذي للفرع وهذه صورته في الهامش‏

ظهور أعلى مراتب إلهية في الإنسان‏


اعلم أن المراتب كلها إلهية بالأصالة وظهرت أحكامها في الكون و أعلى رتبة إلهيةظهرت في الإنسان الكامل فأعلى الرتب رتبةالغني عن كل شي‏ء و تلك الرتبة لا تنبغيإلا لله من حيث ذاته و أعلى الرتب فيالعالم الغني بكل شي‏ء و إن شئت قلت الفقرإلى كل شي‏ء و تلك رتبة الإنسان الكاملفإن كل شي‏ء خلق له و من أجله و سخر له لماعلم الله من حاجته إليه فليس له غنى عنه والحاجة لا تكون إلا لمن بيده قضاؤها و ليسإلا الله الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّشَيْ‏ءٍ فلا بد أن يتجلى لهذا الإنسانالكامل في صورة كل شي‏ء ليؤدي إليه منصورة ذلك الشي‏ء ما هو محتاج إليه و مايكون به قوامه و لما اتصف الله لعبادهبالغيرة أظهر حكمها فأبان لهم أنه المتجليفي صورة كل شي‏ء حتى لا يفتقر إلا إليهخاصة فقال عز و جل يا أَيُّهَا النَّاسُأَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله فافهم وتحقق ركون الناس إلى صور الأسباب وافتقارهم إليها و أثبت الله افتقار الناسإليه لا إلى غيره ليبين لهم أنه المتجلي فيصور الأسباب و أن الأسباب التي هي الصورحجاب عنه ليعلم ذلك العلماء لعلمهمبالمراتب‏

أن لكل اسم من الأسماء مرتبة ليست للآخر


و اعلم أن لكل اسم من الأسماء مرتبة ليستللآخر و لكل صورة في العالم رتبة ليستللصورة الأخرى فالمراتب لا تتناهى و هيالدرجات و فيها رفيع و أرفع سواء كانتإلهية أو كونية فإن الرتب الكونية إلهيةفما ثم رتبة إلا رفيعة و تقع المفاضلة فيالرفعة و من هنا تعرف مال الثقلين عرفانذوق فإن ما لهم لا بد أن يكون إلى مرتبةإلهية و ما عدا الثقلين فما لهم معروف عندالعلماء الإلهيين و مال الثقلين لا يعلممرتبته إلا الخصوص من العلماء بالله وإنما كان لها الواو لأن الواو لها الستة منمراتب العدد و هي أول عدد كامل و الكمال فيالعالم إنما كان بالمرتبة فأعطيناه الواوو من المنازل الرشاء و هو الحبل و الحبلالوصل و به يكون الاعتصام كما هو باللهفأنزل الحبل منزلته فلو لا إن رتبة الحبلأعطت ذلك ما ثبت قوله وَ اعْتَصِمُوابِحَبْلِ الله كما قال وَ اعْتَصَمُوابِاللَّهِ فافهم أين جعل رتبة الحبل و بأياسم قرنه و إلى أي اسم أضافه‏

أن الصور سبب تمييز الأعيان‏


و اعلم أنه لو لا الصور ما تميزت الأعيان ولو لا المراتب ما علمت مقادير الأشياء و لاكانت تنزل كل صورة منزلتها كما قالت عائشةأنزلوا الناس منازلهم و بالرتبة علمالفاضل و المفضول و بها ميز بين الله والعالم و بها ظهرت حقائق ما هي عليهالأسماء الإلهية من عموم التعلق و خصوصهفلنذكر في هذا الفصل مناسبة الأسماءالإلهية التي ذكرناها للحروف التي عيناهاو المنازل التي أوردناها ليرتبط الكل بعضهببعضه فكما جمع العماء صور الموجودات الذيهو النفس الإلهي كذلك جمع الحروف النفسالإنساني كما جمع الفلك المنازل المقدرةلنزول الدراري فيها المبينة مقاديرالبروج في الفلك الأطلس فنقول إني ما قصدتبهذا المساق ترتيب إيجاد العالم و إنه وجدهذا بعد هذا فإن ترتيب إيجاد العالم قدذكرناه في هذا الكتاب و إنه على خلاف مايقوله حكماء الفلاسفة و إنما قصدنا معرفةما أثرت الأسماء الإلهية في الممكنات فيممكن ممكن منها سواء تقدم على المذكورقبله أو تأخر و رتبة الموجودات على ما هيالآن عليه في وصفها و تقييدها و ذكرناالمنازل على ما هي الآن عليه في وضعها وترتيب الحروف على مخارجها و لا يلزم من هذاترتيبها في الكلمات المؤلفة منها فقد تكونالكلمة الأولى من حروف الوسط مثل كلمة كن وقبلها حروف مخارجها متقدمة عليها فتنظرالاسم الإلهي الذي يقتضي أن يكون له الأثرفي العالم ابتداء فتجده البديع لأنه لميتقدم العالم عالم يكون هذا على مثالهفالبديع له الحكم في ابتداء العالم علىغير مثال و ليس المبدئ كذلك و المعيد يطلبالمبدئ ما يطلب البديع و البديع له الحكمفي النشأة الآخرة فينا كما كان له الحكم فيالنشأة الدنيا فإنها على غير مثال هذهالنشأة و هو قوله تعالى وَ لَقَدْعَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‏ يعنيأنها كانت على غير مثال سبق و قال كَمابَدَأَكُمْ تَعُودُونَ أي على غير مثالفالبديع حيث كان حكمه ظاهر نفي المثال و ماانتفى عنه المثال فهو أول فأعطيناه أولالزمان اليومي و هو الذي ظهر بوجود الشمسفي الحمل و أوله الشرطين و أعطيناه منالحروف الهاء فإنها أول حرف ظهر في المخرجالأول و الاسم أعطى العين الموجودة والعين الموجودة ظهر بها الزمان الذي هومقارنة حادث لحادث يسأل عنه بمتى فإن كانالموجود ذا نفس في مادة أعطى الحرف و ترتيبالمنازل بحلول الشمس لإظهار أعيان الفصولالتي بها قوام المولدات فالحروف تحكم علىالكلمات و الكواكب تحكم على فصول الزمان والأسماء تحكم في الموجودات و الأعيانمقسمة بين فاعل و منفعل فإذا فهمت هذا نسبتكل‏

/ 694