الله الرحمن الرحيم العليم الحكيم الكريمالعظيم حليم القيوم الأكرم السلام التوابالرب الوهاب الأقرب سميع مجيب واسع العزيزالشاكر القاهر الآخر الظاهر الكبيرالخبير القدير البصير الغفور الشكورالغفار القهار الجبار المتكبر المصورالبر مقتدر الباري العلي الغني الوليالقوي الحي الحميد المجيد الودود الصمدالأحد الواحد الأول الأعلى المتعالالخالق الخلاق الرزاق الحق اللطيف رءوفعفو الفتاح المتين المبين المؤمن المهيمنالباطن القدوس الملك مليك الأكبر الأعزالسيد سبوح وتر محسان جميل رفيق المسعرالقابض الباسط الشافي المعطي المقدمالمؤخر الدهر فهذا الذي روينا عن أشياخناعن أشياخهم عنه في إحصائه و عندنا منالقرآن أسماء أخر جاءت مضافة و هي عندنا منالأسماء و ليست عنده من الأسماء و كذلك فيالأخبار و من أراد أن يقف على أسماء اللهتعالى على الحقيقة فلينظر في قوله تعالىيا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُالْفُقَراءُ إِلَى الله و على الحقيقة فمافي الوجود إلا أسماؤه و لكن حجبت عيونالبصائر عن العلم بها أعيان الأكوان فإنهسبحانه الواقي لا غيره فهو المحتجب بكلواق و شبه هذا فهو فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًاو جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً و جاعِلٌ فيالْأَرْضِ خَلِيفَةً و نُورُ السَّماواتِوَ الْأَرْضِ و قيام السموات و الأرض و هوالصبور و قابِلِ التَّوْبِ و سَرِيعُالْحِسابِ و شَدِيدُ الْعِقابِ و رَفِيعُالدَّرَجاتِ و ذُو الْعَرْشِ و ذو المعارجو قد رميت بك على الطريق فهذا قسم الصفاتالدالة على المعاني و النسب و الإضافاتكالأول و الآخر و الظاهر و الباطن
(القسم الثالث) و هو أسماء الأفعال
و هي صريح كالمصور و مضمن مثل قوله وَمَكَرَ الله و أسماء الأفعال كلها أسماءالإرادة
(القسم الرابع) أسماء الاشتراك
كاسمه المؤمن و الرب فالمؤمن المصدق والمؤمن معطي الأمان و الرب المالك و الربالمصلح و الرب السيد و الرب المربي و الربالثابت فإذا حصل بيدك اسم من الأسماءالإلهية فانظر في أية مرتبة هو من هذهالمراتب فادع به من حيث مرتبته لا تخرجهعنها جملة واحدة و لا تغفل عن دلالته علىالذات التي لها هذه النعوت كلها تكن أحديالعين في عين الكثرة فتكون الواحد الكثيرفإن المراتب و الحقائق تطلب الأسماء لمنهي صفاته حتى إذا دعي بها زهت و علمت إن للهبها عناية حيث أطلق عليه من أحكامها أسماءو حيث جعل ذاته محلا لأحكامها فالحلم معنىمعقول يطلق منه اسم على من ظهر فيه حكمه وهو الحليم مع المقدرة و المتجاوز و الصفوحو العفو و كذلك مرتبة الكرم معنى معقوليطلق منه اسما على من ظهر منه حكمه كالكريمو المعطي و الجواد و الوهاب و المنعم وهكذا تأخذ جميع الأسماء على حد ما أشرتإليك و لا تتعد بها مراتبها مع علمك أنهليس في أسماء الله ترادف و إنها كلهامتباينة فهذا قد أبنت لك عن العلم الأول منالمعرفة الذي لأهل الله مجملا مع نبذ منالتفصيل فتفهم ذلك
النوع الثاني من علوم المعرفة و هو علمالتجلي
اعلم أن التجلي الإلهي دائم لا حجاب عليهو لكن لا يعرف أنه هو و ذلك أن الله لما خلقالعالم أسمعه كلامه في حال عدمه و هو قولهكن و كان مشهودا له سبحانه و لم يكن الحقمشهودا له و كان على أعين الممكنات حجابالعدم لم يكن غيره فلا تدرك الموجود و هيمعدومة كالنور ينفر الظلمة فإنه لا بقاءللظلمة مع وجود النور كذلك العدم و الوجودفلما أمرها بالتكوين لإمكانها و استعدادقبولها سارعت لترى ما ثم لأن في قوتهاالرؤية كما في قوتها السمع من حيث الثبوتلا من حيث الوجود فعند ما وجد الممكن انصبغبالنور فزال العدم و فتح عينيه فرأىالوجود الخير المحض فلم يعلم ما هو و لاعلم أنه الذي أمره بالتكوين فأفاده التجليعلما بما رآه لا علما بأنه هو الذي أعطاهالوجود فلما انصبغ بالنور التفت علىاليسار فرأى العدم فتحققه فإذا هو ينبعثمنه كالظل المنبعث من الشخص إذا قابلةالنور فقال ما هذا فقال له النور من الجانبالأيمن هذا هو أنت فلو كنت أنت النور لماظهر للظل عين فإنا النور و أنا مذهبه