و الكثرة آحاد فهي عين الافتراق في عينالجمع فهو الفرقان القرآن
اختيار لا إله إلا الله من بين الأذكار
و أما اختياره لا إله إلا الله فإنه ذكر عمالنفي و الإثبات و ليس ذلك لغيره منالأذكار
اختيار الرضا من بين الأحوال
و أما اختياره الرضي من الأحوال فإنه آخرما يكون من الحق لأهل السعادة من البشرىفلا بشرى بعدها فإنها بشرى تصحب الأبد كماورد في الخبر و هي بشرى بعد رجوع الناس منالرؤية لا بل هي من الله لهم في الكثيب عندالرؤية في الزور الأعظم
اختيار الجنة
و أما اختياره الجنة فإنها دار بقاءالسعادة و النظر الساترة لأهلها عن كلمكروه يكون في الدار التي تقابلها و مايعطيه سلطان أسماء الانتقام
اختيار الرؤية
و أما اختياره الرؤية فإنها غاية البصرفاللذة البصرية لا تشبهها لذة فإنها عيناليقين في المعبود
اختيار العدد التسعة و التسعين من بينالأعداد
و أما اختياره من الأعداد التسعة والتسعين فلأنها وتر الأسماء الجامع بينالآحاد و العقد إن لله تسعة و تسعين اسمامائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة بمجردالإحصاء حفظا و لفظا و إحاطة فإن الله وتريحب الوتر
اختيار الفرائض
و أما اختياره الفرائض فلأن نتيجتها أنيكون العبد نعت الحق سمعه و بصره فإن حبالنوافل يعطى أن يكون الحق سمع العبد وبصره و النفل لا يكون إلا في الدرجةالنازلة عن الفرض فالفرض له الأولية و لاينزل الحق إلى أن يكون سمعا للعبد كما قالبما يقتضيه من الجلال فلا بد أن ينزل اللهبصفته و هو كون العبد صفة الحق للصورة التيخلق عليها فهي مقتطعة من الصورة الإلهيةكما هي الرحم شجنة من الرحمن و الفرض القطعفإذا أداه ظهر له في ذلك أنه صفة للحق فإذاتنفل كان صفة الحق له فتميز الفرض من النفلو كانت الدرجة العليا للفرض و لو لا ماأعطى الفرض ذلك
ما ثبت أن يقول جعت فلم تطعمني
و
أنا أشد شوقا إلى لقاء عبدي يريد إياي
فإنه أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ و
ما ترددت في شيء أنا فاعله
و أمثال هذا من الإخبارات الإلهية
اختيار ليلة القدر من سائر الليالي
و أما اختياره ليلة القدر فإن الأمور لاتتميز إلا بأقدارها عند الحق و الحق غيبفاختص القدر بالليلة لأن الليل ستر كمايستر الغيب
اختيار يوم الجمعة من بين الأيام
و أما اختياره من الأيام يوم الجمعة لأنفيه ظهرت الصورتان و جعل الله ذلك اليومللصور و هو الشهر الخامس لمسقط النطفة و هويوم مؤنث له الزينة و تمام الخلق و اختارالله فيه ساعة من ساعاته هي كالنكتة فيالمرآة و هو موضع صورة المتجلي من مرآةاليوم فيرى فيها نفسه و على الصورةالظاهرة بين المرآة و الناظر فيها يقعالخطاب و التكليف و بها تحدث أسماءالإشارات من ذا و ذان و تا و تان و أولاء وأسماء الضمائر مثل هو و هي و هما و هم و هن وك و ك و كما و كم و كن و أنت و أنت و أنتما وأنتم و أنتن و ياء ضمير المتكلم المؤثرة فيآنيته إن لم تحفظها نون الوقاية و لا بدلها من تأثير إما في الآنية أو في نونالوقاية لا بد لها من ذلك و لهذا نونالوقاية له الفتوة و الإيثار من عالمالحروف و لهذا سميت نون الوقاية فلهامنزلة لكاف من قوله أعوذ بك و لنا فيها
نون الوقاية نون ليس يشبهها
له الفتوة و الإيثار نشأته
شطر الوجود له من نعت خالقه
من المكانةفهو الدائم الباقي
من الوجودسوى صوم و خلاق
فما لنا غيرهفي اللفظ من واق
من المكانةفهو الدائم الباقي
من المكانةفهو الدائم الباقي
اختيار الثلاثة القرون على الترتيب
و أما اختياره الثلاثة القرون علىالترتيب فإن الأول من ذلك لظهور كمال محمد(ص) غيبا و شهادة فسن الشريعة بنفسه و نسخما كان سنة نوابه بوجوده و قرر منه ما قرر وأقر الايمان بجميعه ما نسخ منه و ما لمينسخ و هذا هو القرن الأول ثم اثنان بعده والكل أهل فتح و ظهور بمنزلة الثلاث الغررمن كل شهر يقول (ص) يغز و فئام من الناسفيقال هل فيكم من رأى رسول الله (ص) فيقولوننعم فيفتح لهم و هذا هو القرن الأول ثم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى منرأى رسول الله (ص) فيقولون نعم فيفتح لهم وهذا هو القرن الثاني ثم يغز و فئام منالناس فيقال هل فيكم من رأى من رأى من رأىرسول الله (ص) فيقولون نعم فيفتح لهم و هذاهو القرن الثالث و ما زاد (ص) على هذا و ذلكأنه ما ثم سوى الحضرة الإلهية و هي عبارةعن الذات و الصفات و الأفعال فهذا معنى خيرالقرون فبعناية القرن الأول فتح للجميع وهي ذات رسول الله (ص) فأعطت قوة نوره وسلطان ظهوره الفتح الإلهي لمن رآه أو رأىمن رآه أو رأى من رأى من رآه فهو
قوله خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثمالذين يلونهم
و إنما شبهناهم بالثلاث الغرر من الشهر وجعلنا زمان دعوته مشبهة بالشهر لأنهماختلفوا في القرن ما قدره من الزمان فمنجملة أقوالهم أن القرن