المراد هو المجذوب عن إرادته مع تهيؤالأمور له‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





المراد هو المجذوب عن إرادته مع تهيؤالأمور له‏



اعلموا أن المراد في اصطلاح القوم هوالمجذوب عن إرادته مع تهيؤ الأمور له فهويجاوز الرسوم و المقامات من غير مشقة بلبالتذاذ و حلاوة و طيب تهون عليه الصعاب وشدائد الأمور و ينقسم المرادون هنا إلىقسمين القسم الواحد أن يركب الأمور الصعبةو تحل به البلايا المحسوسة و النفسية و يحسبها و يكره ذلك الطبع منه غير أنه يرى ويشاهد ما له في ذلك في باطن الأمر عند اللهمن الخير مثل العافية في شرب الدواءالكرية فيغلب عليه مشاهدة ذلك النعيم الذيفي طي هذا البلاء فيلتذ بما يطرأ عليه منمخالفة الغرض و هو العذاب النفسي و منالآلام المحسوسة لأجل هذه المشاهدة كعمربن الخطاب رضي الله عنه فإنه من أصحاب هذاالمقام فقال في ذلك ما أصابني الله بمصيبةإلا رأيت أن لله علي فيها ثلاث نعم النعمةالواحدة حيث لم تكن تلك المصيبة في ديني والنعمة الثانية حيث لم تكن مصيبة أكبرمنها إذ في الجائز أن يكون ذلك و النعمةالثالثة ما عند الله لي فيها من تكفيرالخطايا و رفع الدرجات فاشكر الله تعالىعند حلول كل مصيبة و هنا فقه عجيب في طريقالقوم تعطيه الحقائق لمن عرف طريق اللهفإن البلاء لا يقبل الشكر و النعمة لا تقبلالصبر فإن شكر من قام به البلاء فليسمشهوده إلا النعم فيجب عليه الشكر و إن صبرمن قامت به النعماء فليس مشهوده إلاالبلاء و هو ما فيها من تكليف طلب الشكرعليها من الله و ما كلفه من حكم التصرففيها فمشهوده يقتضي له الصبر و الحقسبحانه يردف عليه النعم و هو في شهوده ينظرما لله عليه فيها من الحقوق فيجهد نفسه فيأدائها فلا يلتذ بما يحسب الناس أنه بهملتذ فيصبر على ترادف النعماء عليه فهوصاحب بلاء فليس المعتبر إلا ما يشهده الحقفي وقته فهو بحسب وقته إما صاحب شكر أوصاحب صبر فهذا حال القسم الواحد منالمرادين و أما القسم الآخر فلا يحسبالشدائد المعتادة بل يجعل الله فيه منالقوة ما يحمل بها تلك الشدائد التي يضعفعن حملها غيرها من القوي كالرجل الكبير ذيالقوة فيكلف ما يشق على الصغير أن يحملهفما عنده خبر من ذلك بل يحمله من غير مشقةفإنه تحت قوته و قدرته و يحمله الصغيربمشقة و جهد فهذا ملتذ بحمله فارح بقوتهيفتخر بها لا يجد ألما و لا يحس به كما قالأبو يزيد في بعض مناجاته‏




  • أريدك لا أريدك للثواب
    و كل مآربي قد نلت منها
    سوى ملذوذ وجديبالعذاب‏



  • و لكني أريدكللعقاب‏
    سوى ملذوذ وجديبالعذاب‏
    سوى ملذوذ وجديبالعذاب‏




فطلب اللذة بما جرت العادة به أن يثمرعذابا خرقا للعادة فما طلب العذاب يقولأهل الله ليس العجب من ورد في بستان و إنماالعجب من ورد في قعر النيران يقول صاحب هذاالكلام ليس العجب ممن يلتذ بما جرت العادةأن يلتذ به الطبع و إنما العجب أن يلتذ بماجرت العادة أن يتألم به الطبع ذكر أن بعضالمحبين جنى جناية فجلده الحاكم مائة جلدةفما أحس بتسع و تسعين منها فما استغاث فلماكان في السوط المكمل مائة استغاث فقيل لهفي ذلك فقال العين التي كنت أعاقب من أجلهاكانت تنظر إلي فكنت أتنعم بالنظر إليهافما كنت أحس بمواقع السوط من ظهري فلما كانفي السوط الموفي مائة غابت عني فأحسستبموقع السوط فاستغثت و رأيت المرأةالصالحة بمكة فاطمة بنت التاج ضربها أبوهاضربا مبرحا من غير جناية فما أحست بذلك وكانت تحس بشي‏ء يحول بين ظهرها و مواقعالسياط فيقع السوط في ذلك الحائل و تسمعوقع السوط بإذنها و تتعجب حيث لا تحس به وقد جرى لنا مثل هذا في بدايتنا في حكايةطويلة فهذا المراد قد يعطيه الله اللذةدائما بكل شي‏ء يقوم به من بلاء و نعمة فإنالنعيم ليس بشي‏ء زائد على عين اللذةالقائمة بالشخص كما إن البلاء ليس بشي‏ءزائد على وجود عين الألم و أما الأسبابالموجبة لهما فغير معتبرة عندنا فليس صاحبالبلاء إلا من قام به الألم و ليس صاحبالنعمة سوى من قامت به اللذة و يكون السببما كان معتادا أو غير معتاد و هذا القسم قديجعل الله فيه إن يكون مرادا له في نفسهجميع ما يريد الله أن ينزله به فإذا أعطاهالله مرادة و لا بد من ذلك فإن ذلك مراد للهتعالى فإنه يتلذذ بوقوع مراده فتكونالشدائد و المكاره المضادة مرادة له فتحلبه فيحملها

بما عنده و ما جعل الله فيه من القوة فقديكون حال المراد بهذه المثابة و أهلالبداية في هذا الطريق كلهم عند حصولالتوبة ملتذون بكل شدة تطرأ عليهم فهي شدةعند غيرهم و هي ملذوذة هينة

/ 694