الدواء العامي و الدواء الملكي‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الزور مالوا إلى جانب العدم و رجحوه علىالوجود و وصفوا بالكون ما ليس بكائن و جعلهالله على لسان رسوله من الكبائر لأنه مامدلول قولهم إلا العدم و مع هذا كله إناستطاع من هو من أهل طريق الله التعريض لاالتصريح حتى يفهم عنه ما يريد إذا علم إنفي ذلك منفعة دينية فليفعل فهو أولى و يحصلالغرض و يكون اللسان قد وفى ما تعين عليهمن غير فحش في المنطق و هذا كله ما دام يسمىمؤمنا و أما إن كان هذا الشخص في مقام منكان الحق سمعه و بصره و لسانه فحاله غيرحال المؤمن مع أنه من أهل الايمان‏

الدواء العامي و الدواء الملكي‏


و اعلم أن الله تعالى ما خلق داء إلا و خلقله دواء و الأدوية على نوعين دواء العامة وهو الذي يقدر عليه كل أحد و الدواء الآخردواء ملكي و هو الذي لا يقدر عليه إلاالملوك و الأغنياء لنفاسته و غلو ثمنه فلايقدر عليه إلا المتمكن من المال و السلطانو هكذا قسم الأدوية أهل الطب و صادفوا الحقفي ذلك فأما الدواء العام النافع الداخلتحت قدرة كل أحد من غني و فقير و سوقة وملوك من داء جميع الذنوب و المعاصي فهوالتوبة و إرضاء الخصوم من شروطها مما يقدرعليه من ذلك و عينه عليه الشارع إذا كانذلك الداء مما ينبغي أن يرضى فيه الخصوم وإذا كان مما لا ينبغي فيتوب و لا يرضى خصمهفإنه إن أرضاه قد يقع في محظور أشد مما كانقد تاب عنه فلا يغفل عنه‏

الدواء الملكي لا يستعمله إلاالعارفون‏


و أما الدواء الملكي فلا يستعمله إلاالعارفون السادة من رجال الله و هم الذينيكون الحق سمعهم و بصرهم و لسانهم و هوقوله عقيب قوله وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْبَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْيَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاًفَكَرِهْتُمُوهُ هذا خطاب عام ثم قال وَاتَّقُوا الله هذا هو الدواء و معناهاتخذوه وقاية بينكم و بين هذه الأمورالمذمومة التي الغيبة منها فإذا اتخذتموهجنة تعاورت هذه الجنة سهام هذه الأفعال وهي قوية لا تنفذها هذه السهام فيكونالمتقي بها في حمايتها و لا يكون الحقوقاية للعبد حتى يتلبس به العبد كما يتلبسالمتوقى بالجنن من الدرع الحصينة و غيرهاو صورة تلبسه أن يكون الحق سمعه و لسانه وجميع قواه و جوارحه في حال تصرفها فيما هيله فيكون نورا كله‏

التنبيه في القرآن على الدواء الملكيالسلطاني‏


فنبه الله في كتابه على هذه الأدواءالملكية السلطانية مثل قوله تعالىفَأَلْهَمَها فُجُورَها و الغيبة منالفجور وَ تَقْواها أي الذي يتخذه وقايةمن هذا الفجور و لم يجعل الفجور من أوصافهاو إنما جعله مجعولا فيها من الملهم لها كماأيد هذا بقوله أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُسُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فما جعلالتزيين له بل قال زَيَّنَّا لَهُمْأَعْمالَهُمْ و قال زَيَّنَ لَهُمُالشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْعَنِ السَّبِيلِ و لما أضاف التزيين إليهسبحانه قال فَهُمْ يَعْمَهُونَ أي يحارونو الحيرة من صفات الأكابر و صفة الحيرة فيمثل هذا أنه الأمر في إيجاده للملهمالمزين و المجعول فيه الملهم و المزين لهمأمور باجتنابه و هو الاتصاف بما ألهم له وما زين من قبل أن يظهر بالفعل فهو مذمومغير مؤاخذ به حتى يتلبس به في الظاهر ثمقال في أمور من هذا الباب إنه رِجْسٌ منعَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ و هوالبعيد من الرحمة فَاجْتَنِبُوهُ أي وكونوا مع الاسم القريب من الرحمة و منأسمائه سبحانه البعيد فمن اتخذ الحمق جنةو وقاية كما أمر لم تضره هذه الأشياء فإنالله تعالى ما نبهه على استعمال هذهالأدواء إلا لإقامة العذر منه إذا سئل عنمثل هذا و المؤمن غيب خلف جنته فهو في حمىفلا يخرج عن حماه و الفاسق الذي لا غيبةفيه ليس بغائب خلف جنته بل هو خارج عنهالأن الفسوق الخروج‏
فقال لا غيبة في فاسق‏

من أخرج غيبا إلى شهادة فقد أخطأ


فمن أخرج غيبا يستحق أن يكون غيبا إلىشهادة فقد أخطأ و لهذا أضاف الغيبة إلينافقال وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاًفجعلنا نشأة واحدة ذات أبعاض فإن الجزء والتفصيل إنما يرد على الكل فما خرجنا عنا ولا وقعنا إلا فينا فشدد الأمر علينا في ذلكفإن القاتل نفسه حرمت عليه الجنة و هيالساترة فإن الشي‏ء لا يستتر عن نفسه و كلمن ذكر غائبا فقد صيره شهادة و غربه عنموطنه و موت الغريب شهادة

المغتاب فاعل خير في حق من اغتابه و انكره ذلك منه‏


فالمغتاب فاعل خير في حق من اغتابه و إنكان يكره ذلك ففيه منفعة كشارب الدواءالكرة وَ عَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاًوَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ و إذا كان فاعل خيرمن غير قصد فهو ممن أجرى الله الخير لزيدعلى يديه فيكون جزاؤه جزاء من وفق لعمل خيرمن غير قصد في حق من اغتابه لكن ذلك مقصودلمن ألهمه إياه و سماه فجورا في حقه فيصلحالله يوم القيامة بين عباده لما يراهالمظلوم من الخير الواصل إليه على يديأخيه فيشكره على ذلك فيسعدان جميعا و فيالخبر الصحيح فَاتَّقُوا الله وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ فإن اللهيصلح بين عباده يوم القيامة فالغيبة و إنكانت مذمومة فهي من ذلك الوجه محمودة في حقمن اغتيب فمال ذلك إلى الخير إذ كانت الجنةو الوقاية الحائلة بينهما

/ 694