عليه مما جاءت له و هو في هذه الأقسام التيقسمناها حتى نبينها في هذا الباب إن شاءالله و العلم أيضا بخواصها و الكلام فيهمحجور على أهل الله العارفين بذلك لما فيذلك من كشف أسرار و هتك أستار و تأبىالغيرة الإلهية إظهار ذلك بل أهل الله معمعرفتهم بذلك لا يستعملونها مع الله والدليل على ذلك أن رسول الله (ص) أعلم الناسبها و بإجابة الله تعالى من دعاه بها لماهي عليه من الخاصية في علم الله بها و قددعاه رسول الله (ص) في أمته أن لا يجعلبأسهم بينهم فمنعه ذلك و لم يجبه و إن كانقد عوضه فمن باب آخر و هو أن كل دعاء لا يردجملة واحدة و إن عوقب صاحبه و لكن يرد مادعا به خاصة إذا دعا فيما لا يقتضيه خاصيةذلك الاسم و أجاب دعاء بلعام بن باعورا فيموسى (ع) و قومه لما دعاه بالاسم الخاص بذلكو هو قوله آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَمِنْها فَأَتْبَعَهُ فلم يكن له من الاسمإلا حروفه فنطق بها و لهذا قالفَانْسَلَخَ مِنْها فكانت في ظاهرهكالثوب على لابسه و كما تنسلخ الحية منجلدها و لو كان في باطنه لمنعه الحياء والمقام من الدعاء على نبي من الأنبياء وأجيب لخاص الاسم و عوقب و جعل مثلهكَمَثَلِ الْكَلْبِ و نسي حروف ذلك الاسمفلو أن رسول الله (ص) يدعو بالاسم الخاص ويستعمله لأجابه الله في عين ما سأل مععلمنا بأنه علم علم الأولين و الآخرين وأنه أعلم الناس فعلمنا إن دعاءه لم يكنبخاص الاسم و تأدب و سبب ذلك الأدب الإلهيفإنه لا يعلم ما في نفس الله كما قال عيسى(ع) تَعْلَمُ ما في نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُما في نَفْسِكَ فلعل ذلك الذي يدعوه فيه ماله فيه خيرة فعدلوا (ع) إلى الدعاء فيمايريدون من الله بغير الاسم الخاص بذلكالمراد فإن كان لله في علمه فيه رضي وللداعي فيه خيرة أجاب في عين ما سئل فيه وإن لم يكن عوض الداعي درجات أو تكفيرا فيسيئات و معلوم عند الخاص و العام إن ثماسما عاما يسمى الاسم الأعظم و هو في آيةالكرسي و أول سورة آل عمران و مع علم النبي(ع) به ما دعا به في ما ذكرناه و لو دعا بهأجابه الله في عين ما سأل فيه و علم الله فيالأشياء لا يبطل فلهذا أدب الله أهله فهذامن علم الأسماء الإلهية و من الأسماء ما هيحروف مركبة و منها ما هي كلمات مركبة مثلالرحمن الرحيم هو اسم مركب كبعلبك و الذيهو حروف مركبة كالرحمن وحده
خواص الحروف
و اعلم أن الحروف كالطبائع و كالعقاقير بلكالأشياء كلها لها خواص بانفرادها و لهاخواص بتركيبها و ليس خواصها بالتركيبلأعيانها و لكن الخاصية لاحدية الجمعيةفافهم ذلك حتى لا يكون الفاعل في العالمإلا الواحد لأنه دليل على توحيد الإلهفكما أنه واحد لا شريك له في فعله الأشياءكذلك سرت الحقيقة في الأفعال المنسوبة إلىالأكوان إنها لا تصدر منها إذا كانت مركبةإلا لأحدية ذلك التركيب و كل جزء منها علىانفراده له خاصية تناقض خاصية المجموعفإذا اجتمع اثنان فصاعدا أعطى أثرا لايكون لكل جزء من ذلك المجموع على انفرادهكسواد المداد حدث السواد عن المجموعلأحدية الجمع و كل جزء على انفراد لا يعطيذلك السواد و هكذا تركيب الكلمات كتركيبالحروف و من هنا تعلم أن الحرف الواحد لهعمل و لكن بالقصد كما عمل ش في لغة العربعند السامع إن بشي ثوبه و هو حرف واحد و قأن يقي نفسه من كذا و (ع) إن يعي ما سمعه معكونه حرفا واحدا و أما كن فهو من فعلالكلمة الواحدة لا من فعل الحروف و خاصيتهفي الإيجاد و له شروط مع هذا يتأدب هل اللهمع الله فجعلوا بدله في الفعل بسم الله وقد استعمله رسول الله (ص) في غزوة تبوك و ماسمع منه قبل ذلك و لا بعده و إنما أرادإعلام الناس من علماء الصحابة بمثل هذهالأسرار بذلك فالذي نذكر في هذا البابالعلم بما ذكرناه من أقسام الأسماءالإلهية أسماء الذات التي هي كالأعلام فلاأعرف بيد العالم في كتاب و لا سنة منهاشيئا إلا الاسم الله في مذهب من لا يرى أنهمشتق من شيء ثم إنه مع الاشتقاق الموجودفيه هل هو مقصود للمسمى أو ليس بمقصودللمسمى كما يسمى شخصا بيزيد على طريقالعلمية و إن كان هو فعلا من الزيادة و لكنما سميناه به لكونه يزيد و ينمو في جسمه وفي علمه و إنما سميناه به لنعرفه و نصيح بهإذا أردناه فمن الأسماء ما يكون بالوضععلى هذا الحد فإذا قيلت على هذا فهي أعلامكلها و إذا قيلت على طريق المدح إن كانت منأسماء المدح فهي أسماء صفات علي الحقيقة ومن شأن الصفة إنها لا يعقل لها وجود إلا فيموصوف بها لأنها لا تقوم بنفسها سواء كانلها وجود عيني أو إضافي