الأولياء الشهداء - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



في كون ذلك العلم و النظر قربة إلى اللهصاحب نور إيمان فإن نور العلم بتوحيد اللهقد شهدوا الله بتوحيده قبل ذلك و الرسلمنهم قد وحدوه قبل أن يكونوا أنبياء و رسلافإن الرسول ما أشرك قط قال تعالى شَهِدَالله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ و لميقل و أولو الايمان فرتبة العلم فوق رتبةالايمان بلا شك و هي صفة الملائكة و الرسلو قد يكون حصول ذلك العلم عن نظر أو ضرورةكيفما كان فيسمى علما إذ لا قائل و لا مخبريلزم التصديق بقوله و هذا المقام الذيأثبتناه بين الصديقية و نبوة التشريع الذيهو مقام القربة و هو للافراد هو دون نبوةالتشريع في المنزلة عند الله و فوقالصديقية في المنزلة عند الله و هو المشارإليه بالسر الذي وقر في صدر أبي بكر ففضلبه الصديقين إذ حصل له ما ليس من شرطالصديقية و لا من لوازمها فليس بين أبي بكرو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجل لأنهصاحب صديقية و صاحب سر فهو من كونه صاحب سربين الصديقية و نبوة التشريع و يشارك فيهفلا يفضل عليه من يشاركه فيه بل هو مساو لهفي حقيقته فافهم ذلك‏

الأولياء الشهداء


و من الأولياء أيضا الشهداء رضي الله عنجميعهم تولاهم الله بالشهادة و هم منالمقربين و هم أهل الحضور مع الله على بساطالعلم به قال تعالى شَهِدَ الله أَنَّهُلا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ فجمعهم مع الملائكة فيبساط الشهادة فهم موحدون عن حضور إلهي وعناية أزلية فهم الموحدون و شأنهم عجيب وأمرهم غريب و الايمان فرع عن هذه الشهادةفإن بعث رسول و آمنوا به أعني هؤلاءالشهداء فهم المؤمنون العلماء و لهم الأجرالتام يوم القيامة و إن لم يؤمنوا فليس همالشهداء الذين أنعم الله عليهم في قولهفَأُولئِكَ (مَعَ) الَّذِينَ أَنْعَمَالله عَلَيْهِمْ من النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَرَفِيقاً و لو لا قوله وَ حَسُنَ أُولئِكَرَفِيقاً ألحقنا هؤلاء الشهداء بحصولالنعمة التي لأصحاب هذه الآية فإنهم و إنكانوا موحدين غير مؤمنين مع وجود الرسولإليهم لم تحسن مرافقتهم للمؤمنين فإنهميشوشون على المؤمنين إيمانهم و هؤلاءالشهداء الذين تعمهم هذه الآية هم العلماءبالله المؤمنون بعد العلم بما قال سبحانهإذ ذلك قربة إليه من حيث قاله الله أو قالهالرسول الذي جاء من عند الله فقدم الصديقعلى الشهيد و جعله بإزاء النبي فإنه لاواسطة بينهما لاتصال نور الايمان بنورالرسالة و الشهداء لهم نور العلم مساوقلنور الرسول من حيث ما هو شاهد لله بتوحيدهلا من حيث هو رسول فلا يصح أن يكون بعده معالمساوقة فكانت المساوقة تبطل و لا يصح أنيكون معه لكونه رسولا و الشاهد ليس برسولفلا بد أن يتأخر فلم يبق إلا أن يكون فيالرتبة التي تلي الصديقية

الشهيد و الصديق‏


فإن الصديق أتم نورا من الشهيد فيالصديقية لأنه صديق من وجهين من وجهالتوحيد و من وجه القربة و الشهيد من وجهالقربة خاصة لا من وجه التوحيد فإن توحيدهعن علم لا عن إيمان فنزل عن الصديق فيمرتبة الايمان و هو فوق الصديق في مرتبةالعلم فهو المتقدم في رتبة العلم المتأخربرتبة الايمان و التصديق فإنه لا يصح منالعالم أن يكون صديقا و قد تقدم العلممرتبة الخبر فهو يعلم أنه صادق في توحيدالله إذا بلغ رسالة الله و الصديق لم يعلمذلك إلا بنور الايمان المعد في قلبه فعندما جاءه الرسول اتبعه من غير دليل ظاهر فقدعرفت منازل الشهداء عند الله‏

الأولياء الصالحون‏


و من الأولياء رضي الله عنهم الصالحونتولاهم الله بالصلاح و جعل رتبتهم بعدالشهداء في المرتبة الرابعة لكن الشكلدائرة كما رسمناه في الهامش فالنبوة ابتدأبها حتى انتهى إلى الصلاح و نهاية الشكلالمستدير إذا كان مجعولا ترتبط بالبدايةحتى تصح الدائرة و ما من نبي إلا و قد ذكرأنه صالح أو أنه دعا أن يكون من الصالحينمع كونه نبيا فدل على أن رتبة الصلاح خصوصفي النبوة فقد تحصل لمن ليس بنبي و لا صديقو لا شهيد فصلاح الأنبياء هو مما يليبدايتهم و هو عطف الصلاح عليهم فهم صالحونللنبوة فكانوا أنبياء و أعطاهم الدلالةفكانوا شهداء و أخبرهم بالغيب فكانواصديقين فالأنبياء صلحت لجميع هذهالمقامات فكانوا صالحين فجمعت الرسل جميعالمقامات كما صلح الصديقون للصديقية و صلحالشهداء للشهادة و كل موجود فهو صالح لماوجد له غير أن هؤلاء الصالحين الذين أثنىالله عليهم بأنه أنعم عليهم هم المطلوبونفي هذا المقام و هم المنخرطون في سلك هذاالنمط فهم رابعو أربعة و أراد بالنبيينهنا الرسل أهل الشرع سواء بعثوا أو لميبعثوا أعني بطريق الوجوب عليهمفالصالحون هم الذين لا يدخل علمهم بالله ولا إيمانهم بالله و بما جاء من عند اللهخلل فإن دخله خلل بطل كونه‏

/ 694