الله و نافلة الذكر الذي فرضه لا إله إلاالله و تكبيرة الإحرام و السلام من الصلاةو شهادة التعيين و كل فرض يتعلق بالقولفإنه يعطيك نافلته و المواظبة عليه أنتقول لما تريده في الكون كُنْ فَيَكُونُكما يعطيك الفرض أن تقول للحق تعالى افعلفيفعل
المحبة هي ثمرة عطاء النوافل
و الباب الجامع لما يعطى جميع النوافل أنيكون الحق يحبه فأنتجت النوافل محبة اللهلعبده و لكن ما كل محبة بل المحبة التي بهايكون الحق سمعك الذي تسمع به و بصرك الذيتبصر به و يديك التي تبطش بها و رجلك الذيتسعى به و هذا منعنا أن نقول في المفاضلةفي الأشياء لأن العرف يعطي أن البصر أفضلمن الرجل عند الجماعة و هنا قد أنزل الحقنفسه أنه بصرك الذي تبصر به و رجلك التيتسعى بها و أعطى لكل حق حقيقة منه و هو لايفضل نفسه فإنه هو الظاهر في كل ما ذكر أنههو كما يليق بجلاله فليس البصر بأعلى و لاأفضل من الرجل وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فهذا قد ذكرنا ماتعطيه نوافل الخيرات على الإطلاق و علىالتقييد نافلة نافلة
الباب الموفي تسعين في معرفة الفرائض والسنن
إن الفرائض كالركائب و السنن *** مثلالطريق لها إلى غاياتها
فإذا قطعت الضرب كنت فريضة *** فتكون سمعالحق في آياتها
عكس النوافل فاعتبرها و التزم *** طرقالفضائل واسع في إثباتها
الفرض العين الفرض الكفاية الفرضالمشروط
الفرائض هي الأعمال أو التروك التيأوجبها الله تعالى على عباده و قطعهاعليهم و أثم من لم يقم بها و هي على قسمينفرض عين و هو الذي لا يسقط عنه إذا عملهغيره و فرض كفاية و هو الذي يسقط عنه إذاقام به غيره و قد كان قبل قيام الغير بهمتعينا عليه و على ذلك الغير كالصلاة علىالجنازة و غسل الميت و الجهاد و ثم فرض آخريلوح بينهما له طرف إلى كل واحد منهمايخالف حكم الآخر مثل الحج المفروض إذا لميستطع و هو إن كان غير مخاطب به إلا معالاستطاعة فهو فرض متوقف على شرطه فإذا حجعنه وليه سقط عنه و كان له الأجر أجرالأداء و ليس هذا في فرض الكفاية لوجودالأجر و لا في فرض الصلاة لعدم سقوطها عمنصليت عنه فلا يشبه فرض الصلاة و لا يشبهفرض الكفاية
السنن قسمان: سنة أمر بها الرسول و سنةابتدعها واحد من الأمة
و أما السنن فكل ما عدا ما تعين عمله و هوعلى قسمين سنة أمر بها و حرض عليها أوفعلها بنفسه و خير أمته في فعلها و سنةابتدعها واحد من الأمة فاتبع فيها فلهأجرها و أجر من عمل بها
ثمرة عمل الفريضة في حياة المكلف
فالفرض إذا جاء به العبد موفى فقد وفى ماتستحقه الربوبية عليه من العبودة فينتج لهعمل الفريضة أمرا هو أعلى من أن يكون الحقسمعه فإن كون الحق سمع العبد حال للعبد وحكم الفرض يحول بينه و بين هذه الحال و هوأن يكون سمعا للحق فيسمع الحق بالعبد و هوقوله جعت فلم تطعمني و أما هذه الحيلولةالتي أعطاها الفرض من أن يكون الحق سمعه هيمقام محقق ثابت كما هو في نفس الأمر فيعرفعند ذلك العبد أن الحق هو لا هو و صاحبالحال يقول أنا
السنة النبوية و السنن التي هي شرائعمستحسنة بعد رسول الله ص
و السنن طرق الاقتداء و أعلاها الاقتداءبالحق حتى أكون في إطلاق أسمائه علي قريبامن التحقق بها لا من التخلق و أدناها في حقالولي الاقتداء بالذين قال الله فيهمأُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهفَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ و
العلماء ورثة الأنبياء و ما ورثوا إلاالعلم
فالسنة النبوية عالية المقام و هيالجمعية على الدين و إقامته و أن لا يتفرقفيه فهي تعلو بمن يأتيها و يسلك فيها فيالحضرات المحمدية إلى غاياتها في المعارفو الأحوال و التجلي و أما السنن التي هيالشرائع المستحسنة بعد رسول الله (ص) و هوالاستحسان عند الفقهاء الذي قال فيهالشافعي رحمه الله من استحسن فقد شرعفأخذها الفقهاء منه على جهة الذم و هو رضيالله عنه نطق بحقيقة مشروعة له لم تفهم عنهفإنه كان من الأربعة الأوتاد و كان قيامهبعلم الشرع حجبه عن أهل زمانه و من بعدهروينا عن بعض الصالحين أنه لقي الخضر فقالله ما تقول في الشافعي فقال هو من الأوتادفقال فما تقول في أحمد بن حنبل قال رجلصديق قال فما تقول في بشر الحافي قال ماترك بعده مثله فهذه شهادة الخضر فيالشافعي رحمه الله
الشرع أباح البدعة الحسنة
و لما صح عند الشافعي
أن النبي (ص) قال من سن سنة حسنة فله أجرهاو أجر من عمل بها و من سن سنة سيئة
الحديث فلا شك أن الشرع قد أباح له أن يسنسنة حسنة و هي من جملة ما ورث من الأنبياء وهي حسنة أي يستحسنها الحق منه و هو سنهافمن استحسن أي من سن سنة حسنة فقد شرع و ياعجبا من عدم فهم الناس كلام الشافعي في هذاو هم يثبتون حكم المجتهد و إن أخطأ