و أربعتهم هم الأوتاد فبالواحد يحفظ اللهالايمان و بالثاني يحفظ الله الولاية وبالثالث يحفظ الله النبوة و بالرابع يحفظالله الرسالة و بالمجموع يحفظ الله الدينالحنيفي فالقطب من هؤلاء لا يموت أبدا أيلا يصعق و هذه المعرفة التي أبرزنا عينهاللناظرين لا يعرفها من أهل طريقنا إلاالأفراد الأمناء
نواب الأوتاد الأربعة في هذه الأمة
و لكل واحد من هؤلاء الأربعة من هذه الأمةفي كل زمان شخص على قلوبهم مع وجودهم همنوابهم فأكثر الأولياء من عامة أصحابنا لايعرفون القطب و الإمامين و الوتد إلاالنواب لا هؤلاء المرسلون الذين ذكرناهم ولهذا يتطاول كل واحد من الأمة لنيل هذهالمقامات فإذا حصلوا أو خصوا بها عرفواعند ذلك أنهم نواب لذلك القطب و نائبالإمام يعرف أن الإمام غيره و أنه نائب عنهو كذلك الوتد
فمن كرامة محمد (ص) أن جعل من أتباعه رسلا
فمن كرامة رسول الله صلّى الله عليه وسلّممحمد أن جعل من أمته و أتباعه رسلا و إن لميرسلوا فهم من أهل المقام الذي منه يرسلونو قد كانوا أرسلوا فاعلم ذلك و لهذا صلىرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلةإسرائه بالأنبياء عليهم السلام فيالسموات لتصح له الإمامة على الجميع حسابجسمانيته و جسمه فلما انتقل صلّى اللهعليه وسلّم بقي الأمر محفوظا بهؤلاء الرسلفثبت الدين قائما بحمد الله ما انهدم منهركن إذ كان له حافظ يحفظه و إن ظهر الفسادفي العالم إلى أن يرث الله الْأَرْضَ وَ منعَلَيْها و هذه نكتة فاعرف قدرها فإنك لستتراها في كلام أحد منقول عنه أسرار هذهالطريقة غير كلامنا و لو لا ما ألقى عنديفي إظهارها ما أظهرتها لسر يعلمه الله ماأعلمنا به و لا يعرف ما ذكرناه إلا نوابهمخاصة لا غيرهم من الأولياء
أسرار الله المخبوة في خلقه التي اختصالله بها من شاء من عباده
فاحمدوا الله يا إخواننا حيث جعلكم اللهممن قرع سمعه أسرار الله المخبوة في خلقهالتي اختص الله بها من شاء من عباده فكونوالها قابلين مؤمنين بها و لا تحرمواالتصديق بها فتحرموا خيرها قال أبو يزيدالبسطامي و هو أحد النواب لأبي موسىالدبيلي يا أبا موسى إذا رأيت من يؤمنبكلام أهل هذه الطريقة فقل له يدعو لك فإنهمجاب الدعوة و سمعت شيخنا أبا عمران موسىبن عمران الميرتلي بمنزله بمسجد الرضيبإشبيلية و هو يقول للخطيب أبي القاسم بنعفير و قد أنكر أبو القاسم ما يذكر أهل هذهالطريقة يا أبا القاسم لا تفعل فإنك إنفعلت هذا جمعنا بين حرمانين لا نرى ذلك مننفوسنا و لا نؤمن به من غيرنا و ما ثم دليليرده و لا قادح يقدح فيه شرعا و عقلا ثماستشهدني على ما ذكره و كان أبو القاسميعتقد فينا فقررت عنده ما قاله بدليليسلمه من مذهبه فإنه كان محدثا فشرح اللهصدره للقبول و شكرني الشيخ و دعا لي
رجال الله في هذه الطريقة هم المسمونبعالم الأنفاس
و اعلم أن رجال الله في هذه الطريقة همالمسمون بعالم الأنفاس و هو اسم يعمجميعهم و هم على طبقات كثيرة و أحوالمختلفة فمنهم من تجمع له الحالات كلها والطبقات و منهم من يحصل من ذلك ما شاء اللهو ما من طبقة إلا لها لقب خاص من أهلالأحوال و المقامات التي يظهرون عليها فيقوله وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَكل طائفة في جنسها و منهم من يحصره عدد فيكل زمان و منهم من لا عدد له لازم فيقلون ويكثرون و لنذكر منهم أهل الأعداد و من لاعدد لهم بألقابهم إن شاء الله تعالى
الأقطاب
فمنهم رضي الله عنهم الأقطاب و همالجامعون للأحوال و المقامات بالأصالة أوبالنيابة كما ذكرنا و قد يتوسعون في هذاالإطلاق فيسمون قطبا كل من دار عليه مقامما من المقامات و انفرد به في زمانه علىأبناء جنسه و قد يسمى رجل البلد قطب ذلكالبلد و شيخ الجماعة قطب تلك الجماعة و لكنالأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذاالاسم مطلقا من غير إضافة لا يكون منهم فيالزمان إلا واحد و هو الغوث أيضا و هو منالمقربين و هو سيد الجماعة في زمانه و منهممن يكون ظاهر الحكم و يحوز الخلافةالظاهرة كما حاز الخلافة الباطنة من جهةالمقام كأبي بكر و عمر و عثمان و علي والحسن و معاوية بن يزيد و عمر بن عبدالعزيز و المتوكل و منهم من له الخلافةالباطنة خاصة و لا حكم له في الظاهر كأحمدبن هارون الرشيد السبتي و كأبي يزيدالبسطامي و أكثر الأقطاب لا حكم لهم فيالظاهر
الأئمة
و منهم رضي الله عنهم الأئمة و لا يزيدونفي كل زمان على اثنين لا ثالث لهما الواحدعبد الرب و الآخر عبد الملك و القطب عبدالله قال تعالى وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَعَبْدُ الله يعني محمدا صلّى الله عليهوسلّم فلكل رجل اسم إلهي يخصه به يدعى عبدالله و لو كان اسمه ما كان فالأقطاب كلهمعبد الله و الأئمة في كل زمان عبد الملك وعبد الرب و هما اللذان يخلفان القطب إذامات و هما للقطب بمنزلة الوزيرين الواحدمنهم مقصور على مشاهدة عالم الملكوت والآخر مع عالم الملك
الأوتاد
و منهم رضي الله عنهم