إن الله يحب المحسنين‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





وصفه نفسه بأنه كاره لذلك فهذا عين كراهةما يجده المريض في شرب الدواء لأن مرتبةالعلم تعطي ذلك فإنه وقوع خلاف المعلوممحال فلا بد من وجوب وجود العالم لما تعطيهالحقائق الإلهية و أين الإمكان من الوجوبفاشحذ فؤادك و اعلم فَإِنَّ الله شاكِرٌعَلِيمٌ فاردف وصفه نفسه بالشكر وصفهبالعلم فزد في عملك تكن قد جازيت ربك علىشكره إياك على ما عملت له و ذلك العمل هوالصوم فإنه له و دفع الأذى عنه و هو

قوله هل واليت في وليا أو عاديت في عدوا

و هو

قوله وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في و المتجالسين في والمتباذلين في‏

و الله يجعلنا ممن أنعم عليه فرأى نعمةالله عليه في كل حال فشكر

إن الله يحب المحسنين‏



و من ذلك حب المحسنين و هو قوله وَ اللهيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ و الإحسان صفته وهو المحسن المجمل فصفته أحب و هي الظاهرةفي نفسه و الإحسان الذي به يسمى العبدمحسنا هو أن يعبد الله كأنه يراه أي يعبدهعلى المشاهدة و إحسان الله هو مقام رؤيتهعباده في حركاتهم و تصرفاتهم و هو قولهأَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فشهودهلكل شي‏ء هو إحسانه فإنه بشهوده يحفظه منالهلاك فكل حال ينتقل فيه العبد فهو منإحسان الله إذ هو الذي نقله تعالى و لهذاسمي الإنعام إحسانا فإنه لا ينعم عليكبالقصد إلا من يعلمك و من كان علمه عينرؤيته فهو محسن على الدوام فإنه يراك علىالدوام لأنه يعلمك دائما و ليس الإحسان فيالشرع إلا هذا و قد قال له فإن لم تكن تراهفإنه يراك أي فإن لم تحسن فهو المحسن و هذاتعليم النبي (ص) لجبريل بحضور الصحابة منباب قولهم‏

إياك أعني فاسمعي يا جارة

فالمخاطب غير مقصود بذلك العلم فإنه عالمبه و المقصود به من حضر من السامعين و بهذافسره رسول الله (ص) فقال في هذا الحديث هذاجبريل جاء ليعلم الناس دينهم و من ذلك حبالمقاتلين في سبيل الله بوصف خاص قالتعالى إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَيُقاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفًّاكَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ يريد لايدخله خلل فإن الخلل في الصفوف طرقالشياطين و الطريق واحدة و هي سبيل الله وإذا قطع هذا الخط الظاهر من النقط و لميتراص لم يظهر وجود للخط و المقصود وجودالحظ و هذا معنى الرص لوجود سبيل الله فمنلم يكن له تعمل في ظهور سبيل الله فليس منأهل الله و كذلك صفوف المصلين لا تكون فيسبيل الله حتى تتصل و يتراص الناس فيها وحينئذ يظهر سبيل الله في عينه فمن لم يفعلو أدخل الخلل كان ممن سعى في قطع سبيل اللهو إزالته من الوجود فأراد الله من عباده فيمثل هذا أن يجعلهم من الخالقين و لذلك قالفَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ولا يكون السبيل إلا هكذا كالخط الموجود منالنقط المتجاورة التي ليس بين كل نقطتينحيز فارغ لا نقطة فيه و حينئذ تظهر صورةالحظ كذلك الصف لا يظهر فيه سبيل الله حتىيتراص الناس فيه فهو يطلب الكثرة و هو فيجناب الله تراص أسمائه تبارك و تعالىفيظهر عن تراصها سبيل الخلق فيكون الحي وإلى جانبه العليم و لا يكون بينهما فراغلاسم آخر و يكون إلى جانبه المريد و يكونإلى جانبه القائل و يكون إلى جانبه القادرو يكون إلى جانبه الحكم و إلى جانبه المقيتو إلى جانبه المقسط و إلى جانبه المدبر وإلى جانبه المفصل و إلى جانبه الرازق و إلىجانبه المحيي فهكذا يكون صف الأسماءالإلهية لإيجاد سبيل الخلق الذي يكون بهذاالتراص وجوده فإذا ظهرت هذه السبيل و ليستبزائدة على تراص هذه الأسماء فاتصف الخلقبهذه الأسماء لأنها بتراصها و هو حالها عنطريق الخلق فلا تزال ظاهرة في الخلق لاتعقل إلا هكذا فالعالم حي عالم مريده قائلقادر حكم مقيت مقسط مدبر مفصل هكذا إلىبقية الأسماء الإلهية و هو المعبر عنه فيالطريق بالتخلق بالأسماء فتظهر في العبدكما تظهر في إيجاد الطريق المستقيمبتراصها فإن دخلها في الكون خلل زال سبيلالله و ظهرت سبل الشياطين التي تتخلل خللالصفوف كما

ورد في الخبر فاجعل بالك لما نبهتك عليه‏

فإذا قام العبد بأسماء الحق مقام الأسماءفي إيجاد الخلق و قاتل بهذه الصفة الأعداءالذين هم بمنزلة الشياطين التي تتخلل خللالصف فبالضرورة ينصرون لأنه لم يبق هناكخلل يدخل منه العدو فأحب الله من هذه صفتهمو كذا الإنسان وحده هو صف في كل ما هو فيهمتحرك فتكون حركاته كلها لله لا يتخللهاشي‏ء لغير الله فلا يقاومه أحد فإنالأعداء أبصارهم إليه محدقة ينظرون فيحركاته و أفعاله عسى يجدون خللا يدخلونعليه منه فيقطعون بينه و بين الله بقطعسبيل الله و كل فعل خط فإنه مجموع أسماءإلهية و صفات محمودة و الأفعال كثيرةفيكثف الأمر و يعظم و تظهر صور المركبات فيالعالم إذ كل خطين فما زاد سطح و كل سطحينجسم‏

/ 694