«الباب التاسع و العشرون و مائتان في حالالهمة» - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





كذلك فالمريد من انقطع إلى الله تعالى عننظر و استبصار و طلب مرضاة الله و تجرد عنإرادته إذ علم أنه ما يقع في الوجود إلا مايريده الله لا ما يريده الخلق فيقول هذاالمريد فلما ذا أتعني و أريد ما لا أعلمأنه يقع أم لا يقع فإنه لا علم لي بما فيعلم الله تعالى من ذلك فإن وقع ما أريدفلكونه مراد الله فبما ذا أفرح و إن لم يقعفلا بد من انكسار الخيبة فاستعجل الهم وربما ينجر معه عدم الرضي لعدم وقوع المرادفالأولى إن لا يريد إلا ما يريده الحق كانما كان على الإجمال فمتى وقع تلقيتهبالقبول و الرضي فيتجرد عن إرادته فلايبقى له إرادة الأعلى هذا الحكم و أما الذييطلعه الله من المريدين على مراد الله فيالعالم فإن ذلك قد يكون على أحد طريقينالطريق الواحدة بأخبار إلهي و كشف لمايكون و الطريق الثانية أن يرزقه الله علمما تعطيه حقائق الأشياء و ترتيبها الإلهيالذي رتبت عليه فيريد عند ذلك أمرا ما فلاتخطئ له إرادة بل يقع مراده على حسب ماتعلق به فهذا مريد بالحق كما كان سميعابصيرا بالحق إذ كان الحق سمعه و بصره فتكونأيضا إرادته و مهما أخطأت إرادته فليسبمريد على الحقيقة إذ لا فائدة في إن لايكون مريدا إلا من قامت به الإرادة و إنماالفائدة في إن لا يكون مريدا إلا من تنفذإرادته فالمريد في هذه الطريقة يحملالمشاق و الشدائد و المكاره مشاق و شدائد ومكاره غير ملتذ بها بل يحملها من أجل اللهأو أجل ما له فيها أي في حملها من السعادةالأبدية أعلاها و أن يشكر الله فعله فيكونممن أثنى الله عليه فيتجرع الغصص و يصبرعليها لعلمه بما في طي ذلك من الخير الإلهيو قد يكون بعض رجال الله مريدا من وجهمرادا من وجه فتختلف أحواله فتختلف أحكامهفإذا التذ بالواقع المكروه كان مرادا وإذا تألم بالواقع المحبوب كان مريدا فكيفحاله بالمكروه فهذا حال المريد قد بيناهمفصلا لمن يعقل من أهل الله وَ اللهيَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِيالسَّبِيلَ‏

«الباب التاسع و العشرون و مائتان في حالالهمة»






  • إذا كنت في همة فاتئد
    و لا تفتحن بها مغلقا
    و لا تركنن إليها و كن
    كما أنت في باطنالمعتقد



  • فإن الوجود لهامستعد
    و لا تك ممن بهايستبد
    كما أنت في باطنالمعتقد
    كما أنت في باطنالمعتقد



إن الله هو الفاعل للأشياء



نريد بباطن المعتقد كون الله هو الفاعلللأشياء لا أثر فيها لهمة مخلوق و لا لسببظاهر و لا باطن لعلمه بأن الأسباب إنماجعلها لله ابتلاء ليتميز من يقف عندها ممنلا يرى وقوع الفعل إلا بها ممن لا يرى ذلك ويرى الفعل لله من ورائها عندها لا بها اعلمأن الهمة يطلقها القوم بإزاء تجريد القلبللمنى و يطلقونها بإزاء أول صدق المريد ويطلقونها بإزاء جمع الهمم بصفاء الإلهامفيقولون الهمة على ثلاث مراتب همة تنبه وهمة إرادة و همة حقيقة فاعلم إن همة التنبههي تيقظ القلب لما تعطيه حقيقة الإنسانمما يتعلق به التمني سواء كان محالا أوممكنا فهي تجرد القلب للمنى فتجعله هذهالهمة أن ينظر فيما يتمناه ما حكمه فيكونبحسب ما يعطيه العلم بحكمه فإن أعطاهالرجوع عن ذلك رجع و إن أعطاه العزيمة فيهعزم فيحتاج صاحب هذه الهمة إلى علم ماتمناه و أما همة الإرادة و هي أول صدقالمريد فهي همة جمعية لا يقوم لها شي‏ء وهذه الهمة توجد كثيرا في قوم يسمونبإفريقية العزابية يقتلون بها من يشاءونفإن النفس إذا اجتمعت أثرت في أجرامالعالم و أحواله و لا يعتاض عليها شي‏ءحتى أدى من علم ذلك ممن ليس عنده كشف و لاقوة إيمان أن الآيات الظاهرة في العالمعلى أيدي بعض الناس إنما ذلك راجع إلى هذهالهمة و لها من القوة بحيث أن لها إذا قامتبالمريد أثرا في الشيوخ الكمل فيتصرفونفيهم بها و قد يفتح على الشيخ في علم ليسعنده و لا هو مراد به بهمة هذا المريد الذييرى أن ذلك عند هذا الشيخ فيحصل ذلك العلمفي الوقت للشيخ بحكم العرض ليوصله إلى هذاالطالب صاحب الهمة إذ لا يقبله إلا منه وذلك لأن هذا المريد جمع همته على هذا الشيخفي هذه المسألة و الحكايات في ذلك مشهوراتمذكورة و أثر هذه الهمة في الإلهيات‏

قول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظنبي خيرا

فمن جمع همته على ربه إنه لا يغفر الذنبإلا هو و أن رحمته وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍكان مرحوما بلا شك و لا ريب قال تعالى وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْبِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْمن الْخاسِرِينَ لأنهم ظنوا أن الله لايعلم كثيرا مما يعملون فلهذا قلنا إنه لابد من علم‏

/ 694