درجات المعارف الإلهية - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الحق حلة وجوده فعينها باطن وجوده ووجودها عين موجدها فما ظهر إلا الحق لاغيره و عين العبد باق على أصله لكنه استفادما لم يكن عنده من العلم بذاته و بمن كساهحلة وجوده و بمعرفة أمثاله و رأى العالمبعضه بعضا بعين وجود ربه‏

درجات المعارف الإلهية


فمن نظر إلى ذاته بعين ربه و لم يميز فقدانحرف عما ينبغي له فهو العبد الموصوفبالجهل في عين الحق و حكمه في هذا الوصف والحال حكم من لم يتصف بالوجود لأن الجهلعدم فمن قال في رؤيته ما رأى الله إلا اللهفهو العبد الكامل و هكذا في كل نسبة و هذهأسنى درجات المعارف و تليها المعرفةالثانية التي يقول فيها صاحبها كنت مغمضالعينين ففتحتهما فما وقعت على شي‏ء إلاكان هو الله فما رأيت إلا الله و الأعيانعلى أصولها لا أثر لها في رؤيتى إياها والمعرفة الثالثة هي التي يقول فيها صاحبهاما رأيت شيئا و المعرفة الرابعة أن يقول مارأيت شيئا إلا رأيت الله قبله و هذه رؤيةتحديد و كذلك فيما نزل عن هذه المعرفة منفيه و بعده و عنده و غير ذلك و هي هذهالمعارف التي تعطي التحديد من النسبةالنزولية التي توهم التشبيه و المعارفالأول التي ذكرناها من مقام كون العبد بينالنسبتين لا غير و أما المعارف التي تحصلمن نسبة التنزيه فلا تنقال و لا تأخذهاعبارة و لا تصح فيها الإشارة

أمهات المعارف الإلهية


فانحصر لك الأمر في ثلاث معارف أمهاتمعرفة نسبة التنزيه و معرفة نسبة التحديدو التشبيه و معرفة أعطاها مقامك بين هاتينالنسبتين و هو عينك لا وجود عينك لكون وجودعينك هو وجود الحق فلا ينسب إليك فمن لاعلم له بهذه الأمهات فهو المنحرف‏

أركان بيت النوع الإنسانى‏


و اعلم أن لله في كل نوع من المخلوقاتخصائص و قد ذكرنا ذلك في هذا الكتاب و هذاالنوع الإنساني هو من جملة الأنواع و للهفيه خصائص وصفوه و أعلى الخواص فيه منالعباد الرسل عليهم السلام و لهم مقامالنبوة و الولاية و الايمان فهم أركان بيتهذا النوع و الرسول أفضلهم مقاما و أعلاهمحالا أي المقام الذي يرسل منه أعلى منزلةعند الله من سائر المقامات و هم الأقطاب والأئمة و الأوتاد الذين يحفظ الله بهمالعالم كما يحفظ البيت بأركانه فلو زالركن منها زال كون البيت بيتا ألا إن البيتهو الدين ألا إن أركانه هي الرسالة والنبوة و الولاية و الايمان إلا أنالرسالة هي الركن الجامع للبيت و أركانهإلا إنها هي المقصودة من هذا النوع‏

القطب الذي يحفظ الله به العالم موجوددائما بجسده و روحه‏


فلا يخلو هذا النوع أن يكون فيه رسول منرسل الله كما لا يزال الشرع الذي هو دينالله فيه ألا إن ذلك الرسول هو القطبالمشار إليه الذي ينظر الحق إليه فيبقى بههذا النوع في هذه الدار و لو كفر الجميعإلا أن الإنسان لا يصح عليه هذا الاسم إلاأن يكون ذا جسم طبيعي و روح و يكون موجودافي هذه الدار الدنيا بجسده و حقيقته فلا بدأن يكون الرسول الذي يحفظ الله به هذاالنوع الإنساني موجودا في هذا النوع فيهذه الدار بجسده و روحه يتغذى و هو مجلىالحق من آدم إلى يوم القيامة

الرسل الأحياء بأجسادهم في الدار الدنيا


و لما كان الأمر على ما ذكرناه و مات رسولالله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما قررالدين الذي لا ينسخ و الشرع الذي لا يبدل ودخلت الرسل كلهم في هذه الشريعة يقومونبها و الأرض لا تخلو من رسول حي بجسمه فإنهقطب العالم الإنساني و لو كانوا ألف رسوللا بد أن يكون الواحد من هؤلاء هو الإمامالمقصود فأبقى الله تعالى بعد رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم من الرسل الأحياءبأجسادهم في هذه الدار الدنيا ثلاثة و همإدريس عليه السلام بقي حيا بجسده و أسكنهالله السماء الرابعة

السموات السبع هن من عالم الدنيا


و السموات السبع هن من عالم الدنيا و تبقيببقائها و تفني صورتها بفنائها فهي جزء منالدار الدنيا فإن الدار الأخرى تبدل فيهاالسموات و الأرض بغيرهما كما تبدل هذهالنشأة الترابية منا نشئات أخر غير هذهكما وردت الأخبار في السعداء من الصفاء والرقة و اللطافة فهي نشأت طبيعية جسمية لاتقبل الأثقال فلا يغوطون و لا يبولون و لايتمخطون كما كانت هذه النشأة الدنياوية وكذلك أهل الشقاء

أبقى الله في الأرض الياس و عيسى و الخضر


و أبقى في الأرض أيضا الياس و عيسى وكلاهما من المرسلين و هما قائمان بالدينالحنيفي الذي جاء به محمد صلّى الله عليهوسلّم فهؤلاء ثلاثة من الرسل المجمع عليهمإنهم رسل و أما الخضر و هو الرابع فهو منالمختلف فيه عند غيرنا لا عندنا فهؤلاءباقون بأجسامهم في الدار الدنيا فكلهمالأوتاد و اثنان منهم الإمامان و واحدمنهم القطب الذي هو موضع نظر الحق منالعالم فما زال المرسلون و لا يزالون فيهذه الدار إلى يوم القيامة و إن لم يبعثوابشرع ناسخ و لا هم على غير شرع محمد صلّىالله عليه وسلّم وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏

الأوتاد الأربعة الذين يحفظ الله بهمالدين الحنيفي‏


و الواحد من هؤلاء الأربعة الذين هم عيسىو الياس و إدريس و خضر هو القطب و هو أحدأركان بيت الدين و هو ركن الحجر الأسود واثنان منهم هما الإمامان‏

/ 694