إن الحقيقة تعطي واحدا أبدا
فالذات ليس لها ثان فيشفعها
و الكل ليس سوى عين محققة
لا أهل فيها ولا أبا و لا ولدا
و العقلبالفكر ينفي الواحد الأحدا
و الكونيطلب من آثاره العددا
لا أهل فيها ولا أبا و لا ولدا
لا أهل فيها ولا أبا و لا ولدا
أن الحقيقة هي ما هو عليه الوجود بما فيهمن الخلاف و التماثل و التقابل
أعلم أيدنا الله و إياك بروح منه أنالحقيقة هي ما هو عليه الوجود بما فيه منالخلاف و التماثل و التقابل إن لم تعرفالحقيقة هكذا و إلا فما عرفت فعين الشريعةعين الحقيقة و الشريعة حق و لكل حق حقيقةفحق الشريعة وجود عينها و حقيقتها ما تنزلفي الشهود منزلة شهود عينها في باطن الأمرفتكون في الباطن كما هي في الظاهر من غيرمزيد حتى إذا كشف الغطاء لم يختل الأمر علىالناظر
قال بعض الصحابة لرسول الله صلّى اللهعليه وسلّم أنا مؤمن حقا فادعى حق الايمانو هو من نعوت الباطن فإنه تصديق و التصديقمحله القلب فآثاره في الجوارح إذا كانتصديق له أثر فإن كان تصديق ما له أثر فلايلزم ظهوره على الجوارح كما قال و الفرجيصدق ذلك أو يكذبه فنسب الصدق إلى الفرج وهو عضو ظاهر فقال له رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم فما حقيقة إيمانك فقال كأنيأنظر إلى عرش ربي بارزا
و قد كان صدق رسول الله صلّى الله عليهوسلّم في قوله إن عرش ربه يبرز يوم القيامةفجعله هذا السامع مشهود الوقوع في خيالهفقال كأني أنظر إليه أي هو عندي بمنزلة منأشاهده ببصري فلما أنزله منزلة الشهودالبصري و الوجود الحسي عرفنا إن الحقيقةتطلب الحق لا تخالفه فما ثم حقيقة تخالفشريعة لأن الشريعة من جملة الحقائق والحقائق أمثال و أشباه فالشرع ينفي و يثبتفيقول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فنفى وأثبت معا كما يقول وَ هُوَ السَّمِيعُالْبَصِيرُ و هذا هو قول الحقيقة بعينهفالشريعة هي الحقيقة فالحقيقة و إن أعطتأحدية الألوهة فإنها أعطت النسب فيها فماأثبتت إلا أحدية الكثرة النسبية لا أحديةالواحد فإن أحدية الواحد ظاهرة بنفسها وأحدية الكثرة عزيزة المنال لا يدركها كلذي نظر فالحقيقة التي هي أحدية الكثرة لايعثر عليها كل أحد و لما رأوا أنهم عاملونبالشريعة خصوصا و عموما و رأوا أن الحقيقةلا يعلمها إلا الخصوص فرقوا بين الشريعة والحقيقة فجعلوا الشريعة لما ظهر من أحكامالحقيقة و جعلوا الحقيقة لما بطن منأحكامها لما كان الشارع الذي هو الحق قدتسمى بالظاهر و الباطن و هذان الاسمان لهحقيقة فالحقيقة ظهور صفة حق خلف حجاب صفةعبد فإذا ارتفع حجاب الجهل عن عين البصيرةرأى أن صفة العبد هي عين صفة الحق عندهم وعندنا إن صفة العبد هي عين الحق لا صفةالحق فالظاهر خلق و الباطن حق و الباطنمنشا الظاهر فإن الجوارح تابعة منقادة لماتريد بها النفس و النفس باطنة العين طاهرةالحكم و الجارحة ظاهرة الحكم لا باطن لهالأنه لا حكم لها فينسب الاعوجاج والاستقامة للماشي بالممشي به لا إلى منمشى به و الماشي بالخلق إنما هو الحق و ذكرأنه على صراط مستقيم فالاعوجاج قد يكوناستقامة في الحقيقة كاعوجاج القوسفاستقامته التي أريد لها اعوجاجه فما فيالعالم إلا مستقيم لأن الآخذ بناصيته هوالماشي به و هو على صراط مستقيم فكل حركة وسكون في الوجود فهي إلهية لأنها بيد حق وصادرة عن حق موصوف بأنه على صراط مستقيمبأخبار الصادق فإن الرسل لا تقول على اللهإلا ما تعلمه منه فهم أعلم الخلق بالله وليس للكون معذرة أقوى من هذه فمن رحمةالرسل بالخلق تنبيه الخلق على مثل هذا ولما حكاها الحق عنه يسمعنا مقالته علمناإن ذلك من رحمته بنا حيث عرفنا بمثل هذافكان تعريفه إيانا بما قاله رسوله بشرى منالله لنا من قوله لَهُمُ الْبُشْرى فيالْحَياةِ الدُّنْيا و كانت البشرى منكلمات الله و لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِالله و من باب الحقيقة كونه عين الوجود وهو الموصوف بأن له صفات من كون الموجوداتذات صفات ثم أخبر أنه من حيث عينه عين صفاتالعبد و أعضائه فقال كنت سمعه فنسب السمعإلى عين الموجود السامع و أضافه إليه و ماثم موجود إلا هو فهو السامع و السمع و هكذاسائر القوي و الإدراكات ليست إلا عينهفالحقيقة عين الشريعة فافهم وَ اللهيَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِيالسَّبِيلَ
«الباب الرابع و الستون و مائتان في معرفةالخواطر و الخواطر ما يرد على القلب»
و الضمير من الخطاب من غير إقامة و هو منالواردات التي لا تعمل لك فيها فإذا أقامتفهي حديث نفس ما هي خواطر
إذا كان واردنا خاطرا
يمر بنا ثم لايرجع
يمر بنا ثم لايرجع
يمر بنا ثم لايرجع