إن من نتيجة الرجولة النصر على الأعداء - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



تعالى في حال اتصافها بالعدم لذاتها و هذاهو الوجود الأصلي الإضافي و العدم الإضافيفثبتت الأحوال للعالم و لكل ما سوى الله وأن الوجود ليس عين الموجود إلا في حق الحقسبحانه حتى لا يكون معلولا لوجوده فإنه لوكان معلولا لوجوده لكان حالا له تعالىالله عن ذلك علوا كبيرا فإذا خلص الإنسانبعد خروجه من ظلمة طبعه و هواه إلى نورعقله و هداه أربعين صباحا ظهر عنه مثل ماظهر له و أخذ عنه مثل ما أخذ و تلك أول درجةالدينار الثالث و أول قيراط منه و لا يزالفيه حتى يجب عليه أن يطلب على من يأخذ عنهفإذا وجب عليه ذلك وجوبا شرعيا كفروضالأعيان كلها كان ذلك أول قيراط منالدينار الرابع و سمي رجلا عند ذلك و إن لميحصل له هذا الوجوب فليس برجل فكمالالرجولية فيما ذكرناه و سواء كان ذكرا أوأنثى و أما الكمال الذاتي و هو غير كمالالرجولية فهو أن لا يتخلل عبوديته في نفسهربانية بوجه من الوجوه فيكون وجودا في عينعدم و ثبوتا في عين نفي و لذلك أوجده الحقفكمال الرجولية عارض و كمال العبودة ذاتيفبين المقامين ما بين الكمالين و أمادرجات منازل هذين الكمالين فمعلومة عندناحيث هي فدرجة الكمال الذاتي في نفس الحق ودرجات الكمال العرضي في الجنان فلهؤلاءالنور و لهؤلاء الأجور قال تعالى لَهُمْأَجْرُهُمْ يعني من كمالهم العرضي و مايستحق الأجر من كل أمر عرضي و لهمنُورُهُمْ من كمالهم الذاتي الله نُورُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و تقول الرسلقاطبة و هم الكمل بلا خلاف إِنْ أَجْرِيَإِلَّا عَلَى الله فإن ذلك المقام يعطيالأجر و لا بد فيقع التفاضل في الكمالالعرضي و لا يقع في الكمال الذاتي قالتعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنابَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ و قال هُمْدَرَجاتٌ عِنْدَ الله و لم يقل لهم درجاتعند الله فجعلهم أعيان الدرجات لأنهم عينالكمال الذاتي و بالكمال العرضي لهمالدرجات الجنانية فاعلم ذلك جعلنا اللهممن جمع بين الكمالين فإن حرمنا الجمعفالله يجعلنا من أهل الكمال الذاتي بمنه وكرمه و أنا أرجو من الله إني قد حصلتهتحصيلا لا يحال بي دونه بحسن ظني بربي فماأعلاه من مشهد فإذا حصل للعبد هذا الكمالالعرضي و رأى الإجابة الكونية لندائه منغير طلب دليل و لا برهان علم قطعا إن الحققد تجلى لقلوب عباده و أنه سبحانه قد رفعالوساطة في أمره بينه و بين قلوب عباده فإنأمره سبحانه برفع الوسائط لا يتصور أنيعصى لأنه بكن إذ كن لا تقال إلا لمن هوموصوف بلم يكن و ما هو موصوف بلم يكن مايتصور منه إباية و إذا كان الأمر الإلهيبالوساطة فلا يكون بكن فإنها من خصائصالأمر العدمي الذي لا يكون بواسطة و إنمايكون الأمر بما يدل على الفعل فيؤمربإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة فيقال لهأقم الصلاة و آت الزكاة فاشتق له من اسمالفعل اسم الأمر فيطيعه من شاء منهم ويعصيه من شاء منهم فإذا أطاعوه كما قدذكرنا بهذا التجلي الإلهي لقلوب عبادهالذي لا يحتاج فيه المأمور إلى دليل و لابرهان لوجود الإجابة من نفسه ضرورة لأنالضرورة إنما تصورت هنا لكون الإنسان لايقدر على دفع ما تكون في نفسه فإن كن إنماتعلقت بما تكون في نفس الإنسان فكان الحكملما تكون فيمن تكون فآمن و لا بد أو صلى ولا بد أو صام و لا بد على حسب ما تعطيهحقيقة الأمر الذي تعلق به كن و قد يرد أمرالواسطة و لا يرد الأمر الإلهي فلا يجدالمخاطب آلة يفعل بها فيظهر كأنه عاص وإنما هو عاجز فاقد في الحقيقة لأنه ما تكونفيه ما أمر به أن يتكون عنه و الله الغنيالحميد

إن من نتيجة الرجولة النصر على الأعداء


و اعلم أن الفتوح الإلهي الذي يتعلقبالكون مثل النصر على الأعداء و القهر لهمو الرحمة بالأولياء و العطف عليهم إنما هومن نتائج الرجولة لا من غيرها فإذا حصل هذاالمقام و أكمل نشأته ناداه الحق في سره منكماله سبحانه لكمال العبد الذاتي فنزه ذاتموجدة عن الكمال العرضي و هو الكمالالإلهي فإن الكمال الإلهي بالفعل فهو فينفوذ الاقتدار في المقدورات و نفوذالإرادة في المرادات و ظهور أحكام الأسماءالإلهية و الكمال الذاتي للذات الغنيالمطلق عن هذا كله فيكون العبد في هذاالمقام لا يشهد ذات موجدة من كونها موصوفةبالألوهة و إنما مشهده غناها عما تستحقهالألوهة من الآثار الكونية فيفتقر إليهاافتقارا ذاتيا فهو في عبادته تلك صاحبعبادة ذاتية من غير اقتران أمر بها لأنالأمر إنما متعلقة الأمور العارضة لاالذاتية فلا يقال للعبد كن عبدا فإنه عبدلذاته و إنما يقال له اعمل كذا أيها العبدو عمله أمر عرضي و العمل متعلق الأمر منالعبد و قد يعمل و قد لا يعمل و هذا المنزليعطي جميع ما ذكرناه و يكون تنزيهه لذاتموجدة بما يستحقه من الثناء الذي يليقبالكمال الذاتي‏

/ 694