جعل الله المودة و الرحمة بين الزوجين‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



أي أحدثت بعض هذه الأمور السؤالات و أماالسبب المعنوي فهو من جهة المسبب بفتحالباء اسم مفعول و من المسبب اسم فاعل فمنجهة المسبب اسم المفعول استعداده لقبولالأثر فيه إذ لو لم يكن فيه استعداد لماوقع فيه الأثر فذلك الاستعداد أمنع منالمحال فما يكون و مع هذا فله استعداد فيقبول الفرض فيه فلهذا نفرض المحال في بعضالمسائل و إن كان لا يقبل الوجود لنستخرجمن ذلك الفرض علما لم يكن عندنا فلو لااستعداده لقبول الفرض ما تمكن للعقل أنيفرضه فالممكن أقبل لعين الوجود و السببالذي من جهة المسبب اسم فاعل فما ذكر اللهتعالى إِنَّما قَوْلُنا فأثبت عينه و قولهإِذا أَرَدْناهُ فأثبت الإرادة و التعلقبالمراد فلا بد من هذا شأنه أن يكون عالماحيا له اقتدار على ما يريد تكوينه فهذهكلها استعدادات نسبية معنوية إلا العينالذي هو المسبب فإنه سبب وجودي لا يكون علةلكن هو شرط و لا بد و لما خلق الله هذاالعقل الأول قلما طلب بحقيقته موضع أثرلكتابته فيه لكونه قلما فانبعث من هذاالطلب اللوح المحفوظ و هو النفس فلهذاكانت أول موجود انبعاثي لما انبعثت منالطلب القائم بالقلم و لم يكن في القوةالعقلية الاستقلال بوجود هذا اللوح فتأيدبالاسم الباعث و بالوجه الخاص الذي انبعثتعنه هذي النفس فالقى العقل إليها جميع ماعنده إلى يوم القيامة مسطرا منظوما و هوموجود ثالث بين اللوح و القلم مرتبته و بعداللوح وجوده و جعل الله في القلم الإلقاءلما خلق فيه و جعل في اللوح القبول لمايلقى إليه فكان ما ألقى إليه و ما ضمهاللوح من الكلمات المخلوقة في ذات القلم واللوح بعد فراغه من الكتابة مائتي ألف آيةو تسعا و ستين ألف آية و مائتي آية و هو مايكون في الخلق إلى يوم القيامة من جهة ماتلقيه النفس في العالم عند الأسباب و أماما يكون من الوجوه الخاصة الإلهية فيالموجودات فذلك يحدث وقت وجوده لا علملغير الله به و لا وجود له إلا في علم اللهو هذا جميع ما حصله العقل من النفسالرحماني من حيث ما كلمه به ربه تعالى كماكلم موسى ربه باثنتي عشرة ألف كلمة في كلكلمة يقول له يا موسى و صورة التلقي الإلهيللعقل تجل رحماني عن محبة من المتجلي والمتجلي له‏

جعل الله المودة و الرحمة بين الزوجين‏


و من هذا المقام جعل الله بين الزوجينالمودة و الرحمة ليسكن إليها و جعل الزوجةمخلوقة من عين الزوج و نفسه كما قال وَ منآياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ منأَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُواإِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةًوَ رَحْمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ أيعلامة و دليلا لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَفيعلمون أنه الحق و فائدة هذا التفكر أنالإنسان إذا تزوج بالمرأة و وجد السكونإليها و جعل الله بينهما المودة و الرحمةعلم أن الله يريد التحامهما فإذا ارتفعالسكون من أحدهما إلى صاحبه أو منهما وزالت المودة و هي ثبوت هذا السكون و بهذاسمي الحب ودا لثبوته و تسمى بالودود لثبوتحبه من أحب من عباده و زالت الرحمة منبينهما أو من أحدهما بصاحبه فأعرض عنهفيعلم أن الله قد أراد طلاقهما فيبادرلذلك فيفوز عند الله بهذا المقام فإن لج وعاند يحرم القرب الإلهي فإن الحضرةالإلهية لا تقبل اللجاج و المعاندة و قدثبت في الشرع ما ثبت و ما يعرف ما قلناه إلاأهل التفكر من عباد الله فإن الله ما جعلهآية إلا لهم فجعل سبحانه سبب حصول هذهالعلوم في ذات العقل التجلي‏

أن سبب وجود العالم هو الحب‏


و منه تلقى ذلك و كان سبب التجلي الحب فإنهأصل سبب وجود العالم و السماع سبب كونه وقد بينا هذا في باب السماع و المحبة و أماصورة تلقي النفس ما عندها من العلوم فهوعلى وجهين هي و كل موجود عن سبب و يختلفباختلاف تنوع الأسباب الوجه الواحد إذاكان التلقي لكل موجود عند سبب من وجههالخاص به فلا يكون إلا عن تجل إلهي سواءعلمه المتجلي له أو لم يعلمه فإن علمه كانمن العلماء بالله و إن لم يعلمه كان من أهلالعناية و هو لا يشعر إنه معتنى به فإنأكثر الناس لا يعلمون حديث هذا الوجهالخاص و لا يعرفونه فإنه علم خاص لا يعطيهالله إلا لمن اختصه و اصطنعه لنفسه منعباده‏

إن الأسباب مختلفة


و أما الوجه الآخر من التلقي فهو مايستفيده من السبب و لا تحصى طرقه فإنالأسباب مختلفة فأين سببية العقل فيمايظهر على النفس من توجهه و تلقيها من سببيةالسماء فيما يظهر على الأرض من النبات منتوجهها عليها بما تلقيه من الغيث فيها وتلقيها لذلك و لكل حركة فلكية و نظر كوكبفي العالم العلوي و إمداد الطبيعة كل ذلكأسباب لوجود زهرة تظهر على وجه الأرض أينهذا من توجه سببية العقل فلهذا قلنا ماتنحصر أسبابه مع كونها منحصرة في نفسالأمر فمن النفس إلى آخر ركن في العالم وبعض المولدات ما بين النفس و آخر ركن‏

/ 694