اعوجاج القوس هو استقامته لما أريد له‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



تشاجر أ لا ترى أنه ما وقع التحجير على آدمإلا في الشجرة أي لا تقرب التشاجر و ألزمطريقة إنسانيتك و ما تستحقه و اترك الملك وما يستحقه و الحيوان و ما يستحقه و كل ماسواك و ما يستحقه و لا تزاحم أحدا فيحقيقته فإن المزاحمة تشاجر و خلاف و لهذالما قرب من الشجرة خالف نهي ربه فكانمشاجرا فذهبت عنه في تلك الحال السعادةالعاجلة في الوقت و ما ذهبت عنه استقامةالتشاجر فإنه وفاها حقها بمخالفة النهيالإلهي‏

اعوجاج القوس هو استقامته لما أريد له‏


اعوجاج القوس استقامته لما أريد له فما فيالكون إلا استقامة فإن موجدة و هو اللهتعالى على صراط مستقيم من كونه ربا فإندخلت السبل بعضها على بعض و اختلطت فماخرجت عن الاستقامة استقامة الأخلاط واستقامة ما وجدت له فهي في الاستقامةالمطلقة التي لها الحكم في كل كون و هيقوله وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُكُلُّهُ... وَ هُوَ عَلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ... فَاعْبُدْهُ أي تذلل له فيكل صراط يقيمك فيه لا نتذلل لغيره فإن غيرهعدم و من قصد العدم لم تظفر يداه بشي‏ء ثمإنه جاء بضمير الغائب في قوله فَاعْبُدْهُأي لا تقل أنت المدرك فإن الأبصار لا تدركهإذ لو أدرك الغيب ما كان غيبا فاعبد ذاتامنزهة مجهولة لا تعرف منها سوى نسبتكإليها بالافتقار و لهذا تمم فقال وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ أي اعتمد عليه وَ مارَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ قطعبهذا ظهر المدعين في هذا المقام إذا لم يكنصفتهم و لا حالهم و لا وصل إليهم علمهفالاستقامة سارية في جميع الأعيان منجواهر و أعراض و أحوال و أقوال كما قال وَأَقْوَمُ قِيلًا و هي نعت إلهي و كونيجعلنا الله ممن لم يعدل عن استقامته إلاباستقامته آمين بعزته‏

الاستقامة بلسان عامة أهل الله‏


و أما الاستقامة بلسان عامة أهل الله فهيأن تقول الاستقامة عامة في الكون كماقررنا فما ثم طريق إلا و هو مستقيم لأنه ماثم طريق إلا و هو موصل إلى الله و لكن قالالله تعالى لنبيه و لنا فَاسْتَقِمْ كَماأُمِرْتَ لم يخاطبه بالاستقامة المطلقةفإنه قد تقرر أن إِلَى الله تَصِيرُالْأُمُورُ و أنه غاية كل طريق و لكن الشأنإلى أي اسم تصل و تصير من الأسماء الإلهيةفينفذ في الواصل إليه أثر ذلك الاسم منسعادة و نعيم أو شقاوة و عذاب فمعنىالاستقامة الحركات و السكنات على الطريقةالمشروعة

الصراط المستقيم رأسه منازله أحوالهأحكامه‏


و الصراط المستقيم هو الشرع الإلهي والايمان بالله رأس هذا الطريق و شعبالايمان منازل هذا الطريق التي بين أوله وغايته و ما بين المنزلين أحواله و أحكامه ولما كان الصراط المستقيم مما تنزلت بهالملائكة المعبر عنها بالأرواح العلوية وهي الرسل من الله إلى المصطفين من عبادهالمسمين أنبياء و رسلا جعل الله بينها وبين من تنزل عليه من هؤلاء الأصناف نسباجوامع بينهما بتلك النسب يكون الإلقاء منالملائكة و بها يكون القبول من الأنبياءفكل من استقام بما أنزل على هؤلاء المسمينأنبياء و رسلا من البشر بعد ما آمن بهمأنهم رسل الله و أنهم أخذوا ما جاءوا به عنرسل آخرين ملكيين تنزلت الملائكة عليهمأيضا بالبشرى و كانت لمن هذه صفته جلساء

الأرواح العلوية و الاسم الذي تولاها منالحضرة الإلهية


و لما كانت هذه الأرواح العلوية حيةبالذات كان الاسم الذي تولاها من الحضرةالإلهية الاسم الحي كما كان المتولي منالأسماء الإلهية لمن كانت حياته عرضيةمكتسبة الاسم المحيي فما عقل الملك قطالأحياء بخلاف البشر فإنهم كانوا أمواتافأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم و لأهل هذهالحياة العرضية من العناصر ركن الماء قالتعالى وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ وقال وَ جَعَلْنا من الْماءِ كُلَّشَيْ‏ءٍ حَيٍّ فالماء أصل العناصر والأسطقسات و العرش الملك و ما تم الملك وكمل إلا في عالم الاستحالة و هو عالمالأركان الذي أصله الماء و لو لا عالمالاستحالة ما كان الله يصف نفسه بأنه كليوم في شأن فالعالم يستحيل و الحق في شأنحفظ وجود أعيانه يمده بما به بقاء عينه منالإيجاد فهو الشأن الذي هو الحق عليه و ليسلغير عالم الاستحالة هذه الحقيقة

من استقام على الطريقة سقاه الله بماءالحقيقة


و لما صار الماء أصلا لكل حي حياته عرضيةكان من استقام سقاه الله ماء الحياة فإنكان سقي عناية كالأنبياء و الرسل حيي به منشاء الله و إن كان سقي ابتلاء لما فيه منالدعوى كان بحكم ما أريد بسقيه قال تعالىوَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَىالطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءًغَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ فهذا سقيابتلاء

الاستقامة انبعاث من رقدة الغفلات و قيامبحقوق الواجبات‏


و إنما طلبت الاستقامة من المكلف فيالقيام بفرائض الله عليه فإن المكلف منجهة الحقيقة ملقى طريح عند باب سيده تجريعليه تصاريف الأقدار و ما أودع الله فيحركات هذه الأكوار مما يجي‏ء به الليل والنهار من تنوع الأطوار بين محو و إثباتلظهور آيات بعد آيات و قد جعل الله المكلفمحلا للحياة و الحركات و طلب منه القيام منتلك الرقدة بما كلفه من القيام بحقه فأصعبما يمر على العارفين أمر الله بالاستقامةو هو قوله تعالى فَاسْتَقِمْ كَماأُمِرْتَ وَ من تابَ مَعَكَ وَ لاتَطْغَوْا

/ 694