الأولياء الفجار - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



أفوز بعلم الأدب الذي هو جماع الخير فيدخلتحت عموم قوله فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍلِلْمُكَذِّبِينَ أي يقولون ياوَيْلَتى‏ و يا حَسْرَتى‏ و إن كانواسعداء فإنه يَوْمُ التَّغابُنِ‏

الأولياء الفجار


و منهم الفجار فإنهم في سجين من السجن و همالذين حبسوا نفوسهم و سجنوها عن التصرففيما منعوا من التصرف فيه و لا يقع التفجيرإلا في محبوس عَيْناً يَشْرَبُ بِهاعِبادُ الله يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراًفهم الفجار جاءوا عيون المعارف التي سدهاالله في العموم لكون الفطر أكثرها لا تسعدبتفجيرها لما يؤدي إليه بالنظر الفاسد منالإباحة و القول بالحلول و غير ذلك ممايشقيهم فجاءت هذه الطائفة إلى المعنىففجرت هذه العيون لأنفسها فشربت من مائهافزادت هدى إلى هداها و بيانا إلى بيانهافسعدت و طالت و عظمت سعادتها فهذا حظالأولياء من الفجور الذي سموا به فجار أوعلى هذا الأسلوب نأخذ كل صفة مذمومةبالإطلاق فتقيدها فتكون محمودة و نضع عليكاسما منها كما يسمى صاحب إطلاقها فلتتبعالكتاب العزيز و السنة في ذلك و اعملبحسبها فإنه يعطيك النظر فيها من حيث ماوصف بها الأشقياء ما لا يعطيك من حيث ماوصف بنقيضها الأتقياء فاجعل بالك و هذاكله من بركة أم الكتاب فإنه مثل هذا النظرما فتح لأمة من الأمم و عصمت فيه إلا لهذهالأمة و أعظم صفة في الذم الشرك‏

الأولياء المشركون‏


و منهم المشركون بالله قال تعالى إِنَّالله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ به و كذاهو لأنه لو ستر لم يشرك به و هذا الاسم اللههو الذي وقع عليه الشرك فيما يتضمنهفشاركه الاسم الرحمن قال تعالى قُلِادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَأَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُالْحُسْنى‏ فجعل للاسم الله شريكا فيالمعنى و هو الاسم الرحمن فالمشركون همالذين وقعوا على الشركة في الأسماءالإلهية لأنها اشتركت في الدلالة علىالذات و تميزت بأعيانها بما تدل عليه منرحمة و مغفرة و انتقام و حياة و علم و غيرذلك و إذ كان للشرك مثل هذا الوجه فقد قربعليك مأخذ كل صفة يمكن أن تغفر فلا تجزع منأجل الشريك الذي شقي صاحبه فإن ذلك ليسبمشرك حقيقة و أنت هو المشرك على الحقيقةلأنه من شأن الشركة اتحاد العين المشتركفيه فيكون لكل واحد الحكم فيه على السواء وإلا فليس بشريك مطلق و هذا الشريك الذيأثبته الشقي لم يتوارد مع الله على أمر يقعفيه الاشتراك فليس بمشرك على الحقيقةبخلاف السعيد فإنه أشرك الاسم الرحمنبالاسم الله و بالأسماء كلها في الدلالةعلى الذات فهو أقوى في الشرك من هذا فإنالأول شريك دعوى كاذبة و هذا أثبت شريكابدعوى صادقة فغفر لهذا المشرك بصدقه فيه ولم يغفر لذلك المشرك لكذبه في دعواه فهذاأولى باسم المشرك من الآخر

(السؤال الخامس و الخمسون و مائة) ما معنىالمغفرة التي لنبينا و قد بشر النبيينبالمغفرة‏


الجواب الغفر الستر فستر عن الأنبياءعليهم السلام في الدنيا كونهم نوابا عنرسول الله صلّى الله عليه وسلّم و كشف لهمعن ذلك في الآخرة
إذ قال أنا سيد الناس يوم القيامة
فيشفع فيهم صلّى الله عليه وسلّم أنيشفعوا فإن شفاعته صلّى الله عليه وسلّمفي كل مشفوع فيه بحسب ما يقتضيه حاله منوجوه الشفاعة

المغفرة الخاصة و المغفرة العامة


فبشر النبيين بالمغفرة الخاصة و بشرمحمدا صلّى الله عليه وسلّم بالمغفرةالعامة و قد ثبتت عصمته فليس له ذنب يغفرفلم يبق إضافة الذنب إليه إلا أن يكون هوالمخاطب و القصد أمته كما قيل‏
إياك أعني فاسمعي يا جارة
و كما قيل له فَإِنْ كُنْتَ في شَكٍّمِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِالَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ منقَبْلِكَ و معلوم أنه ليس في شك فالمقصودمن هو في شك من الأمة و كذلك لَئِنْأَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و قدعلم أنه لا يشرك فالمقصود من أشرك فهذهصفته فكذلك قيل له لِيَغْفِرَ لَكَ اللهما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَو هو معصوم من الذنوب فهو المخاطببالمغفرة و المقصود من تقدم من آدم إلىزمانه و ما تأخر من الأمة من زمانه إلى يومالقيامة فإن الكل أمته‏

الناس جميعا أمة محمد (ص) من آدم إلىالمهدى القائم‏


فإنه ما من أمة إلا و هي تحت شرع من الله وقد قررنا إن ذلك هو شرع محمد صلّى اللهعليه وسلّم من اسمه الباطن حيث كان نبيا وآدم بين الماء و الطين و هو سيد النبيين والمرسلين فإنه سيد الناس و هم من الناس وقد تقدم تقرير هذا كله فبشر الله محمداصلّى الله عليه وسلّم بقوله لِيَغْفِرَلَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وَ ماتَأَخَّرَ بعموم رسالته إلى الناس كافة وكذلك قال إنا أرسلناك إلى الناس كافة و مايلزم الناس رؤية شخصه فكما وجه في زمانظهور جسمه رسوله عليا و معاذا إلى اليمنلتبليغ الدعوة كذلك وجه الرسل و الأنبياءإلى أممهم من حين كان نبيا و آدم بين الماءو الطين فدعا الكل إلى الله‏

/ 694