المشي على طريق المستقيم‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



يتحير عليه الضوء في مشاهدة للطريق فتلكالريح كمتابعة الهوى في فروع الشريعة و هيالمعاصي التي لا يكفر بها الإنسان و لاتقدح في توحيده و إيمانه فلقد خلقنا لأمرعظيم و لكن إذا اقتحمنا هذه الشدائد وقاسينا هذه المكاره حصلنا على أمر عظيم وهو سعادة الأبد التي لا شقاء فيها

المشي على طريق المستقيم‏


و مما يتضمن هذا المنزل علم الوقت الذييصحبه فيه القرينان من الملك و الشيطانفاعلم إن الإنسان إذا خلقه الله في أمة لميبعث فيها رسول لم يقترن به ملك و لا شيطانو يبقى يتصرف بحكم طبعه ناصيته بيد ربهخاصة فكل ما يمشي فيه في ذلك الوقت فهو علىصراط مستقيم فإن ربه على صراط مستقيم قالتعالى ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌبِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ فإذا بعث فيهم رسول أو خلق فيأمة فيهم رسول لزمه من حين ولادته قرينانملك و شيطان من حين يولد لأجل وجود الشرع وأعطى كل واحد من القرينين لمة يهمزه ويقبضه بها و لا تقل إن المولود غير مكلففلما ذا يقرن به هذان القرينان‏

إن الله ما جعل ملك و شيطان في حق المولود


فاعلم إن الله ما جعل له هذين القرينين فيحق المولود و إنما ذلك من أجل مرتبة والديهأو من كان فيهمزه القرين الشيطاني فيبكيأو يلعب بيده فيفسد شيئا مما يكره فسادهأبوه أو غيره فتكون تلك الحركة من المولودالغير مكلف سببا مثيرا في الغير ضجرا وتسخطا كراهة لفعل الله فيتعلق به الإثمفلهذا يقرن به الشيطان لا لنفسه و كذلكالملك و هو كل حركة تطرأ من المولود مماتثير في نفس الغير أمرا موجبا للشر أوللخير فإن كان شرا فمن الشيطان و إن كانخيرا فمن الملك و ليس للصبي الصغير قط حركةنفسية و لا ربانية حتى يدرك و إن لم يكن فيأمه لها شرع فحركته كلها نفسية من حالولادته إلى أن يموت ما لم يرسل إليه رسولأو يدخل هو في دين إلهي يتقيد به أي دين كانمشروعا من الله أو غير مشروع حينئذ يوكل بهالقرينان إذ لم يكن للعقل أن يشرع القرباتو إن كان على مكارم الأخلاق المعتادة فيالعرف المحبوبة بالطبع التي يدركها العقلو لكن لا يحكم عليها بحكم أصلا يقطع به علىالله و ليس له حكم في إثبات الآخرة و لانفيها لكن هو متمكن بعقله من النظر فيإثبات موجدة و لمن يستند في وجوده و ماينبغي أن يكون عليه موجدة من الصفات و ماينبغي أن يعظه به من نعوت الجلال لكن لاعلى جهة المنزلة الأخراوية عنده و لا يعرفبعقله ما يصير إليه بعد الموت و لا يدريهذا المدبر لبدنه ما هو و لا أين يذهب منالميت إذا مات و لو لا إن الأمر من آدم كانابتداؤه بالنبوة فأخبر بما هنالك ففطنتالعقول حيث أعلمت مال هذه النفوس فذلكالذي حرضها على البحث و النظر في ذلك و حشرالنفوس بعد الموت إلى أين يكون و كيف يجمعو صورة ما ينتقل به و إليه و هل تنتقل مدبرةلمواد أخر أو تتجرد عن المادة و هل كان لهاوجود قبل تسوية البدن في التكوين أم حدثتبحدوث البدن و وقفوا على حكم تأثيرات فيالعالم فراقبوا الأفلاك و حركات الكواكب ورأوا حدوث الآثار عند تلك الحركات عنتكرار فعلموا إن ثم نسبة بين هذا الأثر وتلك الحركات و أما ما لم تدرك الأعمارتكراره فذلك بإعلام النبي عليه السلامالذي كان في زمانهم أتاهم بما أعلمه الله وأطلعه على ما اختزنه في تلك الحركاتالعلوية من الآثار العنصرية و أعلمهمحكمها في الدنيا و الآخرة و ليس مثل هذاكله من مدركات العقول من غير موقف فلو لاالتعريف الإلهي في هذه الدار و الدارالآخرة ما عرف أحد شيئا مما هنالك‏

أن كل مخلوق على فطرتهم يعظمون الحق‏


و اعلم أن كل مخلوق ما سوى الإنس و الجانمفطورون على تعظيم الحق و التسبيح بحمده وكذلك أعضاء جسد الإنس و الجان كلها و لكنلا على جهة التقريب و ابتغاء المنزلةالعظمى بل التسبيح لهم كالأنفاس فيالمتنفسين لما تستحقه الذات و هكذا يكونتسبيح الإنس و الجان في الجنة و النار لاعلى طريق القربة و لا ينتج لهم قربة بل كلواحد منهم على مقام معلوم فتصير العبادةطبيعية تقتضيها حقائقهم و يرتفع التكليف ولا يتصور منهم مخالفة لأمر الله إذا وردعليهم و لا يبقى هنالك نهي أصلا بعد قولهلأهل النار اخْسَؤُا فِيها وَ لاتُكَلِّمُونِ و كلامنا إذا نزل الناسمنازلهم في كل دار و غلقت الأبواب و استقرتالداران بأهلها الذين هم أهلها و ارتفعشأن أرض الحشر و عادت كلها نارا و صار كل ماتحت مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى منتهىأسفل سافلين دارا واحدة تسمى جهنم تحويعلى حرور و زمهرير و بينهما برازخ يكونفيها التكوينات في الجلود التي يقع فيهاالتبديل عند الإنضاج خالِدِينَ فِيها مادامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ يريدالمدة التي كانت الأرض عليها من يوم خلقهاالله إلى يوم التبديل و كانت العرب التينزل القرآن بلسانها تطلق هذه‏

/ 694