تكذب و أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا و رؤياالمسلم جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوةو الرؤيا ثلاث فالرؤيا الصالحة بشرى منالله تعالى و رؤيا من تحزين الشيطان و رؤيامما يحدث الرجل به نفسه و إذا رأى أحدكم مايكره فليقم و ليتفل و لا يحدث به الناس
الحديث و قال فيه حديث صحيح و
في حديث أبي قتادة عن رسول الله (ص) إذا رأىأحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثمرات و ليستعذ بالله من شرها فإنها لاتضره
و هو حديث حسن صحيح و
في الحديث الصحيح عن النبي (ص) أن رؤياالمسلم على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذاحدث بها وقعت
إن لله ملكا موكلا بالرؤيا يسمى الروح
فاعلم إن لله ملكا موكلا بالرؤيا يسمىالروح و هو دون السماء الدنيا و بيده صورالأجساد التي يدرك النائم فيها نفسه وغيره و صور ما يحدث من تلك الصور منالأكوان فإذا نام الإنسان أو كان صاحبغيبة أو فناء أو قوة إدراك لا يحجبهالمحسوسات في يقظته عن إدراك ما بيد هذاالملك من الصور فيدرك هذا الشخص بقوته فييقظته ما يدركه النائم في نومه و ذلك أناللطيفة الإنسانية تنتقل بقواها من حضرةالمحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بهاالذي محله مقدم الدماغ فيفيض عليها ذلكالروح الموكل بالصور من الخيال المنفصل عنالأذن الإلهي ما يشاء الحق أن يريه هذاالنائم أو الغائب أو الفاني أو القوي منالمعاني متجسدة في الصور التي بيد هذاالملك فمنها ما يتعلق بالله و ما يوصف بهمن الأسماء فيدرك الحق في صورة أو القرآنأو العلم أو الرسول الذي هو على شرعه فهنايحدث للرائي ثلاث مراتب أو إحداهن المرتبةالواحدة أن تكون الصورة المدركة راجعةللمرئي بالنظر إلى منزلة ما من منازله وصفاته التي ترجع إليه فتلك رؤيا الأمر علىما هو عليه بما رجع إليه و المرتبة الثانيةأن تكون الصورة المرئية راجعة إلى حالالرائي في نفسه و المرتبة الثالثة أن تكونالصورة المرئية راجعة إلى الحق المشروع والناموس الموضوع أي ناموس كان في تلكالبقعة التي ترى تلك الصورة فيها في ولاةأمر ذلك الإقليم القائمين بناموسه و ما ثممرتبة رابعة سوى ما ذكرناه فالأولى و هيرجوع الصورة إلى عين المرئي فهي حسنةكاملة و لا بد لا تتصف بشيء من القبح والنقص و المرتبتان الباقيتان قد تظهرالصورة فيهما بحسب الأحوال من الحسن والقبح و النقص و الكمال فلينظر إن كان منتلك الصورة خطاب فبحسب ما يكون الخطابيكون حاله و بقدر ما يفهم منه في رؤياه و لايعول على التعبير في ذلك بعد الرجوع إلىعالم الحس إلا إن كان عالما بالتعبير أويسأل عالما بذلك و لينظر أيضا حركته أعنيحركة الرائي مع تلك الصورة من الأدب والاحترام أو غير ذلك فإن حاله بحسب ما يصدرمنه في معاملته لتلك الصورة فإنها صورة حقبكل وجه و قد يشاهد الروح الذي بيده هذهالحضرة و قد لا يشاهده و ما عدا هذه الصورةفليست إلا من الشيطان إن كان فيه تحزين أومما يحدث المرء به نفسه في حال يقظته فلايعول على ما يرى من ذلك و مع هذا و كونها لايعول عليها إذا عبرت كان لها حكم و لا بديحدث لها ذلك من قوة التعبير لا من نفسها وهو أن الذي يعبرها لا يعبرها حتى يصورها فيخياله من المتكلم فقد انتقلت تلك الصورةعن المحل الذي كانت فيه حديث نفس أو تحزينشيطان إلى خيال العابر لها و ما هي له حديثنفس فيحكم على صورة محققة ارتسمت في ذاتهفيظهر لها حكم أحدثه حصول تلك الصورة فينفس العابر كما جاء في قصة يوسف مع الرجلينو كانا قد كذبا فيما صوراه فكان مما حدثابه أنفسهما فتخيلاه من غير رؤيا و هو أبعدفي الأمر إذ لو كان رؤيا لكان أدخل في بابالتعبير فلما قصاه على يوسف حصل في خياليوسف (ع) صورة من ذلك لم يكن يوسف حدث بذلكنفسه فصارت حقا في حق يوسف و كأنه هوالرائي الذي رأى تلك الرؤيا لذلك الرجل وقاما له مقام الملك الذي بيده صور الرؤيافلما عبر لهما رؤياهما قالا له أردنااختبارك و ما رأينا شيئا فقال يوسف قُضِيَالْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِفخرج الأمر في الحس كما عبر ثم إن اللهتعالى إذا رأى أحد رؤيا فإن صاحبها له فيمارآه حظ من الخير و الشر بحسب ما تقتضيرؤياه أو يكون الحظ في ناموس الوقت في ذلكالموضع و أما في الصورة المرئية فلا فيصورالله ذلك الحظ طائرا و هو ملك في صورة طائركما يخلق من الأعمال صورا ملكية روحانيةجسدية برزخية و إنما جعلها في صورة طائرلأنه يقال طار له سهمه بكذا و الطائر الحظقال الله عز و جل قالُوا طائِرُكُمْمَعَكُمْ أي حظكم و نصيبكم معكم من الخير والشر و بجعل الرؤيا معلقة من رجل هذاالطائر و هي عين الطائر و لما كان الطائرإذا اقتنص شيئا من الصيد من الأرض