في الحق صيرته مثلا و حينئذ يقبل الستربالصيرورة فالأسباب كلها خلاف إلاالإنسان قال الله تعالى من يُطِعِالرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فحلاهباسمه و كان ظاهرا فستره إِنَّ الَّذِينَيُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهفأظهره بكاف الخطاب ثم ستره وَ مارَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللهرَمى كما أنه ميز و عين و فرق فقالأَطِيعُوا الله وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَوَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْتَنازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُإِلَى الله حكما وَ إلى الرَّسُولَ عينافمن أهل الله من يقيم مثل هذا إذا ورد نشأةذات روح و جسد فيستر بالحركة المحسوسة فعلالروح بصرا و يستر بالمحرك فعل الجسدبصيرة و فيها يكون الإنسان خالقا و يكونالحق أَحْسَنُ الْخالِقِينَ و من أهل اللهمن لا يرى إلا الله فلا ستر عنده و من أهلالله من لا يرى إلا الخلق فلا ظهور عنده وكل مصيب و أهل الأدب هم الكمل فيحكمون فيهذا الأمر بما حكم الله من ستر و تجل وإخفاء و إظهار كما قدمنا وَ الله يَقُولُالْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
«الفصل الحادي و الأربعون» في الاعتدال والانحراف من النفس
إن أهل الله على أقسام
اعلم أن أهل الله في هذا الباب على ثلاثةأقسام قسم يرى أن الحق لا يميل و لا يمالإليه و هم الذين يحدون الحب بالميل الدائممن المحب للمحبوب و قسم يرى أن خلق الإنسانعلى الصورة يعطي الاعتدال و إن لم يكنالاعتدال فما هو على الصورة فيميل حيث مالالحق مثل قوله تعالى وَ أَنَّ هذا صِراطِيمُسْتَقِيماً في شرع خاص فَاتَّبِعُوهُوَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَبِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ثم قال ذلِكُمْوَصَّاكُمْ به فجعل هذا التعريف وصيةليعمل بها و هذا عين الميل عن قوله وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ وعن قوله ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌبِناصِيَتِها فأهل الاعتدال هم القائمونبين الانحرافين و أهل الانحراف عن هذاالاعتدال هم الذين يثبتون في الأفعالالكونية علوا و سفلا حقا بلا خلق و همطائفة و طائفة أخرى يثبتونها خلقا بلا حقحقيقة من الطائفتين لا على طريق المجاز وهم الذين يقولون إنه ما صدر عن الحق إلاواحد و عن الترجيح في رفع التجريح و النظرفي الخطاب الإلهي ففي أي موضع جعل الحكملأحد الانحرافين جعلناه و في أي موضع عدلإلى الاعتدال عدلنا و هذا نعت الأدباء معالله وَ الله يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَيَهْدِي السَّبِيلَ
«الفصل الثاني و الأربعون» في الاعتمادعلى الناقص و الميل إليه
هذا باب الاعتماد على الأسباب كلها إلاالسبب الإنساني الكامل فإنه من اعتمد عليهفما اعتمد على ناقص لظهوره بالصورة و ماعداه من الأسباب فهو ناقص عن هذه المرتبةنقص المرأة عن الرجل بالدرجة التي بينهماو إن كملت المرأة فما كمالها كمال الرجللأجل تلك الدرجة فمن جعل الدرجة كون حواءوجدت من آدم فلم يكن لها ظهور إلا به فلهعليها درجة السببية فلا تلحقه فيها أبدا وهذه قضية في عين و نقابلها بمريم في وجودعيسى فإذا الدرجة ما هي سبب ظهورها عنه وإنما المرأة محل الانفعال و الرجل ليسكذلك و محل الانفعال لا يكون له رتبة أنيفعل فلها النقص و مع النقص يعتمد عليها ويمال إليها لقبولها الانفعال فيها و عندهافما وضع الله الأسباب سدى إلا لنقول بها ونعتمد عليها اعتمادا إلهيا أعطت الحكمةالإلهية ذلك مع نظرنا إلى الوجه في كلمنفعل بها سواء شعر السبب بذلك الوجه أو لميشعر فالحكيم الإلهي الأديب من ينزلالأسباب حيث أنزلها الله فمن يشاهد الوجهالخاص في كل منفعل يقول إن الله يفعل عندهالا بها و من لا يشاهد الوجه الخاص يقول إنالله يفعل الأشياء بها فيجعل الأسبابكالآلة يثبتها و لا يضيف إليها كالنجارالذي لا يصل إلى عمل صورة تابوت أو كرسيإلا بآلة القدوم و المنشار و غيرهما منالآلات مما لا يتم فعله إلا بها لا عندهافتثبتها و لا تضيف صنعة التابوت إليها وإنما يثبت ذلك للنجار صاحب التدبير والعلم بما ظهر عنه وَ الله يَقُولُالْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
«الفصل الثالث و الأربعون» في الإعادة
الإعادة تكرار الأمثال أو العين فيالوجود و ذلك جائز و ليس بواقع أعني تكرارالعين للاتساع الإلهي و لكن الإنسان فيلَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ فهي أمثال يعسرالفصل فيها لقوة الشبه فالإعادة إنما هيفي الحكم مثل السلطان يولي واليا ثم يعزلهثم يوليه بعد عزله فالإعادة في الولاية والولاية نسبة لا عين وجودي أ لا ترىالإعادة يوم القيامة إنما هي في التدبيرفإن النبي صلّى الله عليه وسلّم قد ميز بيننشأة الدنيا و نشأة الآخرة و الروح المدبرلنشأة الدنيا عاد إلى تدبير النشأة الآخرةفهي إعادة حكم و نسبة لا إعادة عين فقدت ثموجدت و أين مزاج