اختيار الصوم من بين العبادات‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ثلاثون سنة فلهذا أنزلنا الثلاثة القرونمن زمان دعوته إلى يوم القيامة منزلة شهر وجعلنا الثلاثة القرون كالثلاث الغرر منه‏

اختيار الصوم من بين العبادات‏


و أما اختياره الصوم‏
فإن النبي (ص) قال لشخص سأله عليك بالصومفإنه لا مثل له‏
فنفى المثلية عن الصوم فأشبه لَيْسَكَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ و
قال الصوم لي‏
و جعل جميع العبادات كلها للإنسان إذ كانالصوم صفة تنزيه و لا ينبغي التنزيه إلا لهتعالى‏

اختيار رمضان من بين الشهور


و أما اختياره من الشهور شهر رمضانفلمشاركته في الاسم فإن رمضان من الأسماءالإلهية فتعينت له حرمة ما هي لسائر شهورالسنة و جعله من الشهور القمرية حتى تعمبركته جميع شهور السنة فيظهر في كل شهر منشهور السنة فيحصل لكل يوم من أيام السنة حظمنه فإن أفضل الشهور عندنا شهر رمضان ثمشهر ربيع الأول ثم شهر رجب ثم شعبان ثم ذوالحجة ثم شوال ثم ذو القعدة ثم المحرم وإلى هنا انتهى علمي في فضيلة الشهورالقمرية و أبهم على ترتيب الفضل فيما بقيمن شهور السنة القمرية و ذلك شهر صفر وربيع الآخر و جمادى الأولى و جمادى الآخرةما عندي علم بترتيب الفضلية في هؤلاء أو هيمتساوية في الفضل و هو الغالب على ظني فإنهأظهر ذلك و ما تحققته فلم يتمكن لي أن أقولما ليس لي به علم‏

اختيار الماء من بين الأركان‏


و أما اختياره من الأركان ركن الماء لأنهمن الماء جعل كل شي‏ء حي حتى العرش لماخلقه ما كان الأعلى الماء فسرت الحياة فيهمنه فهو الركن الأعظم كما قال الحج عرفة وإن كان سبب الحياة أشياء معه و لكنه الركنالأعظم من تلك الأشياء

اختيار العرش من بين الأفلاك‏


و أما اختياره من الأفلاك العرش لأن لهالإحاطة بجميع الأجسام و الله بِكُلِّشَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ و له الأولية في الأفلاكفما تحتها فهو الأول المحيط فاختارهللاستواء لما بين الصفتين فإن كان العرشالملك فأحرى أن يكون هو من غير اختيار لأنهما ثم إلا الله و ملكه و كل شي‏ء ما سواهملكه و قد ورد تمييزه عن غيره فتعين أنيكون مختارا للأولية و الإحاطة لأنالسموات و الأرض في جوف الكرسي كحلقة فيفلاة و الكرسي في جوف العرش كحلقة في فلاة

اختيار الملائكة من العباد


و اختار من العباد الملائكة فإنهممخلوقون من النور فأجسامهم نوريةبالأصالة فهم أقرب نسبة من سائر المخلوقاتإلى النور الإلهي و لذلك‏
كان رسول الله (ص) يدعو أن يجعله الله نورا
لما يعرف من ظلمة الطبيعة

اختيار العماء من بين الأينيات‏


و اختار من الأينيات العماء فكان له قبلخلق الخلق و منه خلق الملائكة المهيمةفهيمها في جلاله ثم خلق الخلق فشغلهمهيمانهم في جلال جماله أن يروا سواه فهمالذين لا يعرفون أن الله خلق أحدا ماأشرفها من حالة فجعل العماء أينية له والعرش مستوي له و السماء الدنيا لنزوله والأرض لمعيته فهو معنا أينما كنا

اختيار الرسل من بين الناس‏


و اختار من الناس الرسل ليبلغوا عن اللهما هو الأمر عليه فإنه ما أخرجهم إلا للعلمبه لأنه أحب أن يعرف فتعرف إليهم بالرسلبما بعثهم به من كتب و صحف فعرفوه معرفةذاتية كما عرفوه بالعقول التي خلق لهم وأعطاها قوة النظر الفكري فعرفوه بالدلائلو البراهين معرفة وجودية سلبية لم يكن فيقوة العقل في استقلاله أكثر من هذا ثم بعدذلك جاءت الرسل من بعده بمعرفة ذاتية فعبدالخلق الإله الذي تعرف إليهم بشرعه إذالعقل لا يعطي عملا من الأعمال و لا قربةمن القرب و لا صفة ذاتية ثبوتية للحق و ماحظ العقل من الشرع مما يستقل به دليله إلالَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ على زيادةالكاف لا على إثباتها صفة فاختار الرسللتبليغ ما لا يستقل العقل بإدراكه منالعلم بذاته و بما يقرب إليه من الأعمال والتروك و النسب‏

اختيار الاسم الله من بين الأسماءالحسنى‏


و اختار من الأسماء الاسم الله فأقامه فيالكلمات مقامه فهو الاسم الذي ينعت و لاينعت به فجميع الأسماء نعته و هو لا يكوننعتا و لهذا يتكلف فيه الاشتقاق فهو اسمجامد علم موضوع للذات في عالم الكلمات والحروف لم يتسم به غيره جل و علا فعصمه منالاشتراك كما دل أن لا يكون ثم إله غيره‏

الاختيارات الإلهية دعوة للعقول إلىالاختيار الذي هو اعتبار و استبصار


فهذا قد ذكرنا من الاختيارات الإلهية مايخرج مخرج التنبيه للعقول الغافلة عمادعيت إليه من الاعتبار و الإستبصار و لمنستوف الأمر حده لأنا ما نعرف بطريقالإحاطة تفصيل ما خلق الله من الموجودات وإن كنا نقدر بما أقدرنا الله على حصرالموجودات فيدخل في ذلك كل شي‏ء و نحن ماتصدينا في هذا إلا لمعرفة آحاد ما اختاره واصطفاه من كل نوع نوع من المخلوقاتالمحصورة في الوجود القائمة بنفسها والمتحيزة و غير المتحيزة من القائمةبنفسها و غير القائمة بنفسها و النوع الذيلا يقبل التحيز إلا بالتبعية و ما تألف منذلك و ما لم يتألف و انحصرت أقسام العالم والموجودات فيما ذكرناه‏

ما يستقل به العقل في الاختيار و ما هوفوق مستواه‏


و ثم تفصيل نسبي يمكن أن يستقل به العقل وهي مفاضلة الأشياء بعضها على بعض بتميزمراتبها و انفعال بعضها على بعض و تأثيربعضها في بعض و توقف بعضها على بعض و لكنمفاضلة القرب الإلهي بطريق العناية بهم لابما تعطيه حقائقهم لا يكون‏

/ 694