و عند بعض العقول فضول من أجل القوي التيهي آلاته فتعطيه في بعض الأمزجة أمزجةتراكيها فضولا يؤديه ذلك الفضول إلى النظرفي ذات الله و قد حجر الشرع التفكر في ذاتالله فزل هذا العقل في النظر في ذلك و تعدىو ظلم نفسه فأقام الأدلة على زعمه و هيأنوار الطوالع على إن ذات الإله لا ينبغيأن تكون كذا و لا أن تكون على كذا و نفت عنهجميع ما ينسب إلى المحدثات حتى يتميزعندها فجعلته محصورا غير مطلق بما دلتعليه أنوار أدلته ثم عدلت بعد ذلك إلىالكلام في ذوات صفاته فاختلف في ذلك أشعةأنوارهم أعني طرق بما دلتهم على ما ذكر فيعلم النظر ثم عدلوا إلى النظر في أفعالهفاختلفوا في ذلك بحسب اختلاف أشعة أنوارهممما قد ذكر و سطر و ليس هذا الكتاب بمحل لماتعطيه أدلة الأفكار فإنه موضوع لما يعطيهالكشف الإلهي فلهذا لم نسردها على ماقررها أهلها في كتبهم ثم عدلوا إلى النظرفي السمعيات و هو علمنا الذي يعول عليه فيالحكم الظاهر و نأخذ بالكشف الإلهي عندالتعمل بالتقوى فيتولى الله تعليمنابالتجلي فنشهد ما لا تدركه العقولبأفكارها مما ورد به السمع و أحاله العقل وتأوله عقل المؤمن و سلمه المؤمن الصرففجاءت أنوار الكشف بأن هذه الذات التي حجرالتفكر فيها فرأيناها على النقيض مما دلتعليه العقول بأفكارها فيشاهد صاحب الكشفيمين الحق و يده و يديه و العين و الأعينالمنسوبة إليه و القدم و الوجه
إن الله تعالى معبود للمؤمنين
ثم من النعوت الفرح و التعجب و الضحك والتحول من صورة إلى صورة هذا كله شاهدوهفالله الذي يعبده المؤمنون و أهل الشهودمن أهل الله ما هو الذي يعبده أهل التفكرفي ذات الله فحرموا العلم لكونهم عصواالله و رسوله في أن فكروا في ذات الله وتعدوا مرتبة الكلام و النظر في كونه إلهاواحدا إلى ما لا حاجة لهم به و قد فعل ذلكمن ينتمي إلى الله كأبي حامد و غيره و هيمزلة قدم و إن كان جعل ذلك سترا له فإنه قدنبه في مواضع على خلاف ما أثبته و بالجملةأساء الأدب فمن حكم على نفسه فكره و نظره وأدخل عقله تحت سلطان نظره في ذلك و تخيلأنه على نور من ربه في نظره فطمس بأنوارأدلته أعين أنوار ما جاء به أهل الشهود والكشف فما جاء من ذلك عن رسول و نبي في كتابأو سنة و كان صاحب هذه الأنوار النظريةمؤمنا صادقا في إيمانه تأول ذلك في حقالرسول حتى لا يرجع عن النظر بنور فكره لأناعتماده عليه و هو الذي أنشأ في نفسه ربايعبده كما ينبغي لنظره فعبد عقله ثم إنهنقل الأمر في التأويل لقصوره من التشبيهبالأجسام لحدوثها إلى التشبيه بالمعانيالمحدثة أيضا فما انتقل من محدث إلا إلىمحدث فكان فضيحة الدهر عند المؤمنين والذين شاهدوا الأمر على ما هو عليه و أصلذلك كله أنه نتيجة عن معصية الله إذ قد
نهاه رسول الله (ص) الذي لا ينطق عن الهوىعن التفكر في ذات الله
فلم يفعل جعلنا الله و إياكم من أهلالشهود و الوجود فيا ليت هذا المؤمن إذا لميكن من أهل الشهود أن يسلم الأمر إلى اللهعلى علم الله فيه و لا يتعدى و أما إذا جاءبمثل هذه العلوم غير الرسول عند هذاالناظر كفره و زندقه و جهله و بهذا بعينهآمن به لما جاءه به الرسول فأي حجاب أعظممن هذا الحجاب فيقول له الأمر على كذافيقول هذا كفر فإذا قلت له كذا ورد فيالصحيح عن النبي (ع) ما هو قولي سكت و قالبعد أن جاء عن النبي (ص) فله تأويل ننظر فبهفلا يقبله ذلك القبول لو لا رائحة هذاالنظر الذي يرجوه في تأويله فما أبعده عنالحق المبين و قد يريد أصحابنا بالطوالعطوالع أنوار الشهود فتطمس أنوار الأدلةالنظرية فما كان ينفيه عقلا مجردا عاديثبته كشفا و لم يبق لذلك النور الفكري فيعقله عينا و لا أثرا و لا جعل له عليهسلطانا فهذا معنى الطوالع
الباب السابع و التسعون و مائة في معرفةالذهاب
قلوب العاشقين لها ذهاب
و ذا من أعجب الأشياء فينا
دليلي إذ يقول رميت عبدي
كذا قد جاء في القرآن نصا
لأمر في حنينقد دهاه
إذا هي شاهدت منلا تراه
نراه و مانراه إذا نراه
فلا تعجب فماالرامي سواه
لأمر في حنينقد دهاه
لأمر في حنينقد دهاه
الذهاب عند الطائفة غيبة القلب عن حس كلمحسوس بمشاهدة المحبوب
معنى الذهاب و هي غيبة القلب عن حس كلمحسوس بمشاهدة المحبوب و ذلك يا ولي أنالقلب و الباطن