دورات محصورة ليس هذا الفصل موضع حصرها ولا تعيينها ثم فتح الله صورة الفلكالمكوكب و بعده الأرض و الماء و الهواء والنار عن حركة فلك البروج و شعاعات كواكبالفلك المكوكب ثم علا الدخان من نارالأركان لما كانت نارا مركبة فأظهر في ذلكالدخان صور السموات أفلاكا مستدبرة و جعلفي كل فلك كوكبا كما سيأتي ذكر ذلك كله إنشاء الله تعالى و عن هذا الاسم الإلهي أوجدفي النفس الإنساني الغين المعجمة و منزلةالهقعة
(الفصل السادس عشر) في الاسم الإلهيالحكيم
و توجهه على إيجاد الشكل و حرف الخاءالمعجمة و منزله النحية من المنازل و تسمىالهنعة الشكل القيد و به سمي ما تقيد بهالدابة في رجلها شكالا و المتشكل هوالمقيد بالشكل الذي ظهر به يقول اللهكُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ أي مايعمل إلا ما يشاكله و إلى هذا يرجع معناهيقول ذلك الذي ظهر منه يدل على أنه في نفسهعليه و العالم كله عمل الله فعمله علىشاكلته فما في العالم شيء لا يكون فيالله و العالم محصور في عشر لكمال صورته إذكان موجودا على صورة موجدة فجوهر العالملذات الموجد و عرض العالم لصفاته و زمانهلأزله و مكانه لاستوائه و كمه لأسمائه وكيفه لرضاه و غضبه و وضعه لكلامه و إضافتهلربوبيته و أن يفعل لإيجاده و أن ينفعللإجابته من سأله فعمل العالم على شاكلتهفَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَأَهْدى سَبِيلًا و إنه عَلى صِراطٍمُسْتَقِيمٍ فالعالم على صراط مستقيماعوجاج القوس استقامته فلا تحجب أ لا ترىالخلأ حكم على الجسم بالاستدارة فأظهرهفلكا مستديرا فتلك شاكلته فحكمت عليهشاكلة الموطن جبريل ظهر في صورة دحية فجهلفقيل فيه إنسان و هو ملك و علم من علمه ملكاو الصورة إنسان فلم يؤثر علم الملكية منهفي صورة إنسانيته و لم يؤثر الجهل بها فيهافالأشكال مقيدة أبدا هذا ما أعطاه الاسمالحكيم مرتب الأمور مراتبها و منزلالأشياء مقاديرها و ظهر من النفس الإنسانيفي المخارج حرف الخاء المعجمة و منالمنازل النحية و ما من شيء ظهر فيتفاصيل العالم إلا و في الحضرة الإلهيةصورة تشاكل ما ظهر أي يتقيد بها و لو لا هيما ظهر أ لا ترى الفلك الأطلس كيف ظهر منالحيرة في الحق لأن المقادير فيه لا تتعينللتماثل في الأجزاء كالاسماء و الصفاتللحق لا تتعدد فالحيرة ما ظهرت إلا فيالفلك الأطلس حيث قيل إن فيه بروجا و لاتتعين فوضع على شكل الحيرة و وضع الفلكالمكوكب بالمنازل على شكل الدلالات على ماوقعت فيه الحيرة فاستدل بالمنازل على مافي الأطلس من البروج فهو على شكل الدلالة وجعل تنوع الأحكام بنزول السيارة فيالمنازل و البروج بمنزلة الصور الإلهيةالتي يظهر فيها الحق فبما للاطلس فيها منالحكم تجهل و يقال ليس لله صورة بالدلالةالعقلية و بما للمنازل فيها من الدلالاتتعلم و يقال هذا هو الحق فانظر حكم الإشكالما فعل و منه الإشكال في المسائل فإنه يعطيالحيرة في المعلوم و شكل الشيء شبهه والشكل يألف شكله الشكل يألف شكله و الضديجهل ضده و الدنيا للامتزاج و الآخرةللتخليص فهي على شكل القبضتين