خلق الأرواح الملكية المهيمة والكروبيون‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



علم الآخرة و ما يتعلق بها من حين وقوفالناس على الجسر دون الظلمة إلى أن يدخلوامنازلهم من الشقاء و السعادة فهذا جميع مايتضمنه هذا المنزل من العلوم قد نبهتكعليها لترتفع الهمة إلى طلبها فلنذكر منهامسألة أو أكثر على قدر ما يتسع الكلام معالاختصار دون الإطالة و الإكثار فأقول وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِيالسَّبِيلَ‏

خلق الأرواح الملكية المهيمة والكروبيون‏


اعلم أن الله لما خلق الأرواح الملكيةالمهيمة و هم الذين لا علم لهم بغير اللهلا يعلمون أن الله خلق شيئا سواهم و همالكروبيون المقربون المعتكفون المفردونالمأخوذون عن أنفسهم بما أشهدهم الحق منجلاله اختص منهم المسمى بالعقل الأول والأفراد منا على مقامهم فجلال الله فيقلوب الأفراد على مثل ذلك فلا يشهدون سوىالحق و هم خارجون عن حكم القطب الذي هوالإمام و هو واحد منهم و لكنه يكون مادتهمن العقل الأول الذي هو أول موجود من عالمالتدوين و التسطير و هو الموجود الإبداعيثم بعد ذلك من غير بعدية زمان انبعث عن هذاالعقل موجود انبعاثي و هو النفس و هو اللوحالمحفوظ المكتوب فيه كل كائن في هذه الدارإلى يوم القيامة و ذلك علم الله في خلقه وهو دون القلم الذي هو العقل في النورية والمرتبة الضيائية فهو كالزمردة الخضراءلانبعاث الجوهر الهبائي الذي في قوة هذهالنفس فانبعث عن النفس الجوهر الهبائي وهو جوهر مظلم لا نور فيه و جعل الله مرتبةالطبيعة بين النفس و الهباء مرتبة معقولةلا موجودة ثم بما أعطى الله من وضع الأسبابو الحكم و رتب في العالم من وجود الأنوار والظلم لما يقتضيه الظاهر و الباطن كما جعلالابتداء في الأشياء و الانتهاء فيمقاديرها بأجل معلوم و ذلك إلى غير نهايةفما ثم إلا ابتداءات و انتهاءات دائمة مناسميه الأول و الآخر فعن تينك الحقيقتينكان الابتداء و الانتهاء دائما فالكونجديد دائما فالبقاء السرمدي في التكوينفأعطى لهذه النفس لما ذكرناه قوة عملية عنتلك القوة أوجد الله سبحانه بضرب منالتجلي الجسم الكل صورة في الجوهر الهبائيو ما من موجود خلقه الله عند سبب إلا بتجلإلهي خاص لذلك الموجود لا يعرفه السببفيتكون هذا الموجود عن ذلك التجلي الإلهيو التوجه الرباني عند توجه السبب لا عنالسبب و لو لا ذلك لم يكن ذلك الموجود و هوقوله سبحانه و تعالى فينفخ فيه فلم يكنللسبب غير النفخ فيكون طائرا بإذن اللهفالطائر إنما كان لتوجه أمر الله عليهبالكون و هو قوله تعالى كُنْ بالأمر الذييليق بجلاله فلما أوجد هذا الجسم الأوللزمه الشكل إذ كانت الأشكال من لوازمالأجسام فأول شكل ظهر في الجسم الشكلالمستدير و هو أفضل الأشكال و هو للاشكالبمنزلة الألف للحروف يعم جميع الأشكال كماإن حرف الألف يعم جميع الحروف بمروره هواءمن الصدر على مخارجه إلى أن يجوز الشفتينفهو يظهر ذوات الحروف في المخارج فإذا وقففي الصدر ظهر حرف الهاء و الهمزة فيأعيانهما عن حرف الألف فإذا انتقل منالصدر إلى الحلق و وقف في مراتب معينة فيالحلق أظهر في ذلك الوقوف وجود الحاءالمهملة ثم العين المهملة ثم الخاءالمعجمة ثم الغين المعجمة ثم القافالمعقودة ثم الكاف و أما القاف التي هي غيرمعقودة فهي حرف بين حرفين بين الكاف والقاف المعقودة ما هي كاف خالصة و لا قافخالصة و لهذا ينكرها أهل اللسان فأماشيوخنا في القراءة فإنهم لا يعقدون القافو يزعمون أنهم هكذا أخذوها عن شيوخهم وشيوخهم عن شيوخهم في الأداء إلى أن وصلواإلى العرب أهل ذلك اللسان و هم الصحابة إلىالنبي صلّى الله عليه وسلّم كل ذلك أداء وأما العرب الذين لقيناهم ممن بقي علىلسانه ما تغير كبني فهم فإني رأيتهميعقدون القاف و هكذا جميع العرب فما أدريمن أين دخل على أصحابنا ببلاد المغرب تركعقدها في القرآن و هكذا حديث سائر الحروفإلى آخرها و هو الواو و ليس وراء الواومرتبة لحرف أصلا و ليس للاشكال في الأجسامحد ينتهي إليه يوقف عنده لأنه تابع للعدد والعدد في نفسه غير متناه فكذلك الأشكالفأول شكل ظهر بعد الاستدارة المثلث و منالمثلث المتساوي الأضلاع و الزوايا تمشيالأشكال في المجسمات إلى غير نهاية و أفضلالأشكال و أحكمها المسدس و كلما اتسعالجسم و عظم قبل الكثير من الأشكال ثم أمسكالله الصورة الجسمية في الهباء بما أعطتهالطبيعة من مرتبتها التي جعلناها بينالنفس و الهباء و لو لم يكن هنالك مرتبتهالما ظهر الجسم في هذا الجوهر و لا كان لهفيه ثبوت فكانت الطبيعة للنفس كالآلةللصانع التي يفتح بها الصور الصناعية فيالمواد فظهر الجسم الكل في هذا الجوهر عنالنفس بآلة الحرارة و ظهرت الحياة فيهبمصاحبة

/ 694