الأولى لاقتران العزة بها أي لا ينالهاإلا هو لأنها منيعة الحمى بالعزة و لو كانتهذه الشهادة من الخلق لم تكن منيعة الحمىعن الله فدل إضافة العزة لها على أنهاشهادة الله لنفسه و قوله الْحَكِيمُ لوجودهذا الترتيب في إعطاء السعادة لصاحب هذهالشهادة حيث جعلها بين شهادتين منسوبتينإلى الله من حيث الاسم الأول و الآخر وشهادة الخلق بينهما
الكشف الذي من مقام وراثة الرسول كرسول
فسبحان من قدر الأشياء مقاديرها و عجزالعالم أن يقدروها حق قدرها فكيف أنيقدروا حق قدر من خلقها و هذا الكشف منمقام وراثة الرسول صلّى الله عليه وسلّممن حيث رسالته من قوله أَدْعُوا إِلَىالله عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مناتَّبَعَنِي و هم العلماء بالله من أهلالله الذين أقامهم الحق مقام الرسل فيالدعوة إلى الله بلسان حق عن نبوة مطلقةاعتنى بهم في أن وصفهم بها لا نبوة الشرائعبل نبوة حفظ لأمر مشروع على بصيرة منالحافظ لا عن تقليد
(السؤال التاسع عشر) أين مقام الأنبياء منالأولياء
الجواب هو خصوص فيه و هو بالإزاء أيضا إلاأنه في المقام الثالث على ما نقدم منالمراتب و كان ينبغي أن يكون السؤال عن هذابتفصيل بين نبوة الشرائع و النبوة المطلقةفهم من الأولياء إذا كانوا أنبياء شريعةفي الدرجة الثالثة و إن كانوا في النبوةاللغوية فهم في الدرجة الثانية و اعلم أنالأولياء هم الذين تولاهم الله بنصرته فيمقام مجاهدتهم الأعداء الأربعة الهوى والنفس و الدنيا و الشيطان و المعرفةبهؤلاء أركان المعرفة عند المحاسبي
مقام نبوة الولاية و مقام الرسل
و إن كان سؤله عن مقام الأنبياء منالأولياء أي أنبياء الأولياء و هي النبوةالتي قلنا إنها لم تنقطع فإنها ليست نبوةالشرائع و كذلك في السؤال عن مقام الرسلالذين هم أنبياء فلنقل في جوابه إن أنبياءالأولياء مقامهم من الحضرات الإلهيةالفردانية و الاسم الإلهي الذي تعبدهمالفرد و هم المسمون الأفراد فهذا هو مقامنبوة الولاية لا نبوة الشرائع و أما مقامالرسل الذين هم أنبياء فهم الذين لهمخصائص على ما تعبدوا به أتباعهم كمحمدصلّى الله عليه وسلّم فيما قيل لهخالِصَةً لَكَ من دُونِ الْمُؤْمِنِينَفي النكاح بالهبة فمن الرسل من لهم خصائصعلى أمتهم و منهم من لا يختصه الله بشيءدون أمته
الأولياء الذين خصوا بعلم الأنبياء
و كذلك الأولياء فيهم أنبياء أي خصوا بعلملا يحصل إلا لنبي من العلم الإلهي و يكونحكمهم من الله فيما أخبرهم به حكمالملائكة و لهذا قال في نبي الشرائع ما لمتحط به خبرا أي ما هو ذوقك يا موسى مع كونهكليم الله فخرق السفينة و قتل الغلام حكماو أقام الجدار مكارم خلق عن حكم أمر إلهيكخسف البلاد على يدي جبريل و من كان منالملائكة و لهذا كان الأفراد من البشربمنزلة المهيمين من الملائكة و أنبياؤهممنهم بمنزلة الرسل من الأنبياء
(السؤال العشرون) و أي اسم منحه منأسمائه
الجواب سؤالك هذا يحتمل أربعة أمورالواحد أن يكون الضمير المرفوع في منحهيعود على الله الثاني أن يعود على المقامالثالث على الاسم الإلهي الرابع أن يكونالضمير في أسمائه يعود على العبد فيكونالاسم اسم العبد لا اسم الله و كذلك الضميرالمنصوب في منحه الذي هو المفعول الثانيهل هو ضمير اسم إلهي أو هل هو المقام فإنكان الضمير المرفوع الله أو المقام فيكونالممنوح الاسم بلا شك و إن كان الضميرالمرفوع الله أو الاسم الإلهي أو اسمالعبد فيكون المقام هو الممنوح
العبد لا يتصف بالقرب من الله إلاباسمه
فليكن الضمير المرفوع الله فالممنوحالاسم الإلهي الذي يسمى به العبد في تخلقهأو اسم العبد و هو الأصل في القربة الإلهيةفإن العبد لا يتصف بالقرب من الله إلاباسمه قال الله لأبي يزيد تقرب إلي بما ليسلي قال يا رب و ما ليس لك قال الذلة والافتقار و السبب في ذلك أن أصل العبد أنيكون معلولا و لا بد و المعلولية له لذاتهو كل معلول فقير ذليل بلا شك لا شفاء يرجىله من هذه العلة فيكون القرب من الله قرباذاتيا أصليا
الأسماء التي يستحقها الله و العبد والأسماء التي تعرض لهما
و إن كان الممنوح اسما إلهيا ليتخلق بهالعبد كالاسم الرحيم في موطنه و الاسمالملك المتكبر في موطنه فذلك قرب يعرض لهمن الشارع الذي عينه له فإن للعبد أسماءيستحقها و أسماء تعرض له مثل الأسماءالإلهية إذا تخلق بها العبد و لله أسماءيستحقها و أسماء عرضت له من تنزله لعقولعباده و هي الأسماء التي هي للعبد بحكمالاستحقاق فهل اتصاف الحق بها يكون تخلقامن الله بأسماء عبده أو تلك الصفات للهحقيقة جهلنا معناها بالنسبة إليه و عرفنامعناها بالنسبة إلينا فيكون العبد متخلقابها و إن كان يستحقها من وجه معرفتهبمعناها إذا نسبت إليه و من كون البارياتصف بها على طريقة مجهولة عندنا فلا نعرفكيف ننسبها إليه لجهلنا بذاته فتكون أصلافيه عارضة فينا