الباب الثمانون و مائة في معرفة مقامالشوق و الاشتياق و هو من نعوت المحبينالعشاق
شوق بتحصيل الوصال يزول
إن التخيل للفراق يديمه
من قال هون صعبة قلنا له
هو من صفات العشق لا من غيره
ما حكم هذا النعت إلا هاهنا
و هناك يذهبعينه و يبين
و الاشتياق معالوصال يكون
عند اللقاءفربه مغبون
ما كل صعب فيالوجود يهون
و العشق داءفي القلوب دفين
و هناك يذهبعينه و يبين
و هناك يذهبعينه و يبين
يقول بعض العشاق
فأبكى إن نأوا شوقا إليهم
و أبكي إندنوا خوف الفراق
و أبكي إندنوا خوف الفراق
و أبكي إندنوا خوف الفراق
الاشتياق حركة يجدها المحب عند اجتماعهبمحبوبه فرحا به
الشوق يسكن باللقاء فإنه هبوب القلب إلىغائب فإذا ورد سكن و الاشتياق حركة يجدهاالمحب عند اجتماعه بمحبوبه فرحا به لايقدر يبلغ غاية وجده فيه فلو بلغ سكن لأنهلا يشبع منه فإن الحس لا يفي بما يقوم فيالنفس من تعلقها بالمحبوب فهو كشارب ماءالبحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا
قال (ع) منهومان لا يشبعان طالب علم و طالبدنيا
من حيث ما هو محب في تحصيل كل واحد منهما وما للعلم غاية ينتهي إليها فلهذا لا يشبع وكذلك الدنيا فإنها مشتهي النفوس و الشهوةتطلبها و قد تجلى ذلك المشتهي في صورةقريبة تسمى دنيا فتعلقت الشهوة بها ثمتنتقل إلى الآخرة في الجنة فتتبعها الشهوةفلا تشبع أبدا لأنها صورة لا يتناهى أمدهاو لو لا الشهوة ما طابت الجنة فالشوق ماسكن و الاشتياق ما بقي و لنا في هذا الباب
ليس يصفو عيش من ذاق الهوى
فإذا أبصره يكمه
و هو معنى حكمه مختلف
عند من يعرف ماأطلقه
دون أن يلقىالذي يعشقه
ذلك المعنى الذييقلقه
عند من يعرف ماأطلقه
عند من يعرف ماأطلقه
متعلق الشوق ليس بحاضر إنما متعلقة غائبغير مشهود له في الحال
و لما كان الحب لا يتعلق إلا بمعدوم كماقدمناه في باب المحبة كذلك الشوق لا يصح أنيتعلق بحاضر و إنما متعلقة غائب غير مشهودله في الحال و لذا كان الشوق من أوصافالمحبة و لهذا يطرد و ينعكس فيقال كل محبمشتاق و كل مشتاق محب و من ليس بمشتاق فليسبمحب و من ليس بمحب فليس بمشتاق و
قد ورد خبر لا علم لي بصحته إن الله تعالىذكر المشتاقين إليه و قال عن نفسه إنه أشدشوقا إليهم
كما يليق بجلاله فشوقه إليهم أن ينيلهمالراحة بلقاء من اشتاقوا إليه و الوقتالمقدر الذي لا يتبدل لم يصل فلا بد منتأخر وجود ما وقع الشوق الإلهي إليه هذا إنصح الخبر و لا علم لي به لا من الكشف و لا منرواية صحيحة إلا أنه مذكور مشهور و قداتصفت الجنة بالاشتياق إلى علي و سلمان وعمار و بلال و تكلم الناس في ذلك من حيثاشتقاق أسماء هؤلاء من العلو و السلامة والعمران و الاستبلال و لكن ما هو محقق فإنالشوق أمر ذوقي و لو خطر لي هذا الخبر حينرأيت الجنة لسألتها عن شوقها لهؤلاء دونغيرهم فإنها أعرف بالسبب الذي أداها إلىالشوق لهؤلاء الأربعة و كذلك النبي (ص) قدرأيته مرارا و سألته عن أشياء و ما خطر ليأن أسأله عن شوق الجنة لهؤلاء بل شغلني ماكان أهم علي منه و الشوق علم ذوق يعرفه كلمشتاق من نفسه
الباب الأحد و الثمانون و مائة في معرفةمقام احترام الشيوخ
ما حرمة الشيخ إلا حرمة الله
هم الأدلاء و القربى تؤيدهم
الوارثون هم للرسل أجمعهم
كالأنبياء تراهم في محاربهم
فإن بدا منهم حال تولهم
لا تتبعهم و لا تسلك لهم أثرا
لا تقتدي بالذي زالت شريعته
عنه و لوجاء بالإنباء عن الله
فقم بهاأدبا لله بالله
علىالدلالة تأييدا على الله
فما حديثهمإلا عن الله
لا يسألونمن الله سوى الله
عن الشريعةفاتركهم مع الله
فإنهمطلقاء الله في الله
عنه و لوجاء بالإنباء عن الله
عنه و لوجاء بالإنباء عن الله
و لما رأينا في هذا الزمان جهل المريدينبمراتب شيوخهم قلنا في ذلك