الغرض و الغاية من الإيجاد العالم‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



خواص و هم الأولياء و اختار من هؤلاءالخواص خلاصة و هم الأنبياء و اختار منالخلاصة نقاوة و هم أنبياء الشرائعالمقصورة عليهم و اختار من النقاوة شرذمةقليلة هم صفاء النقاوة المروقة و هم الرسلأجمعهم و اصطفى واحدا من خلقه هو منهم وليس منهم هو المهيمن على جميع الخلائقجعله عمدا أقام عليه قبة الوجود جعله أعلىالمظاهر و أسناها صح له المقام تعيينا وتعريفا فعلمه قبل وجود طينة البشر و هومحمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لايكاثر و لا يقاوم هو السيد و من سواه سوقة
قال عن نفسه أنا سيد الناس و لا فخر
بالراء و الزاي روايتان أي أقولها غيرمتبجح بباطل أي أقولها و لا أقصد الافتخارعلى من بقي من العالم فإني و إن كنت أعلىالمظاهر الإنسانية فإنا أشد الخلق تحققابعيني فليس الرجل من تحقق بربه و إنماالرجل من تحقق بعينه لما علم إن الله أوجدهله تعالى لا لنفسه و ما فاز بهذه الدرجةذوقا إلا محمد صلّى الله عليه وسلّم و كشفاإلا الرسل و راسخو علماء هذه الأمةالمحمدية و من سواهم فلا قدم لهم في هذاالأمر

الغرض و الغاية من الإيجاد العالم‏


و ما سوى من ذكرنا ما علم أن الله أوجده لهتعالى بل يقولون إنما أوجد العالم للعالمفرفع بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍلِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاًسُخْرِيًّا و هو غني عن العالمين هذا مذهبجماعة من العلماء بالله و قالت طائفة منالعارفين إن الله أوجد الإنس له تعالى والجن و أوجد ما عدا هذين الصنفين للإنسان و
قد روى في ذلك خبر إلهي عن موسى صلّى اللهعليه وسلّم أن الله أنزل في التوراة يا ابنآدم خلقت الأشياء من أجلك و خلقتك من أجليفلا تهتك ما خلقت من أجلي فيما خلقت منأجلك‏
و قال تعالى وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ و تقتضيالمعرفة بالله أن الله خلق العالم و تعرفإليهم لكمال مرتبة الوجود و مرتبة العلمبالله لا لنفسه سبحانه و هذه الوجوه كلهالها نسب صحيحة و لكن بعضها أحق من بعض وأعلاها ما ذهبنا إليه ثم يلي ذلك خلقهلكمال الوجود و كمال العلم بالله و ما بقيفنازل عن هاتين المرتبتين‏

من عرف النسب فقد عرف الله و من جهلها فقدجهله‏


و اعلم أن كل خلق ينسب إلى جناب الحضرةالإلهية فلا بد من مظهر يظهر فيه ذلك الخلقفأما أن يعود من المظهر التخلق به على جنابالحق أو يكون متعلقة مظهر آخر يقتضيه فيعين ممكن ما من الممكنات لا يكون إلا هكذاو أما الحق من حيث هو لنفسه فلا خلق فمن عرفالنسب فقد عرف الله و من جهل النسب فقد جهلالله و من عرف أن النسب تطلبها الممكناتفقد عرف العالم و من عرف ارتفاع النسب فقدعرف ذات الحق من طريق السلب فلا يقبل النسبو لا تقبله و إذا لم يقبل النسب لم يقبلالعالم و إذا قبل النسب كان عين العالم قالتعالى وَ اعْبُدْ رَبَّكَ نسبة خاصةحَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ فتعلم منعبده و من العابد و المعبود قال تعالى مامن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌبِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ و أَنَّ هذا صِراطِيمُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ اهْدِنَاالصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أَعْطى‏ كُلَّشَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ صِراطِ الله الَّذِيلَهُ ما في السَّماواتِ وَ ما فيالْأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِيرُالْأُمُورُ و إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و إِلَيْهِ يُرْجَعُالْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ لا تعبدأنت فإن عبدته من حيث عرفته فنفسك عبدت وإن عبدته من حيث لم تعرفه فنسبته إلىالمرتبة الإلهية عبدت و إن عبدته عينا منغير مظهر و لا ظاهر و لا ظهور بل هو هو لاأنت و أنت أنت لا هو فهو قوله فاعبده فقدعبدته و تلك المعرفة التي ما فوقها معرفةفإنها معرفة لا يشهد معروفها فسبحان منعلا في نزوله و نزل في علوه ثم لم يكن واحدامنهما و لم يكن إلا هما لا إِلهَ إِلَّاهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏

(السؤال الحادي و الخمسون) أين خزائنالمنن‏


الجواب في الاختيار المتوهم المنسوب إليهو إليك فأنت مجبور في اختيارك فأينالاختيار و هو ليس بمجبور و أمره واحد فأينالاختيار و لو شاء الله فما شاء و إِنْيَشَأْ يُذْهِبْكُمْ و ليس بمحل للحوادثبل الأعيان محل الحوادث و هو عين الحوادثعليها فإنها محال ظهوره‏

لا أينية لخزائن المنن‏


ما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ منالرَّحْمنِ... من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ والذكر كلامه و هو الذي حدث عندهم و كلامهعلمه و علمه ذاته فهو الذي حدث عندهم فهوخزائن المنن و المنن ظهور ما حدث عندهمفيهم و هو لا أين له فلا أينية لخزائنالمنن‏

العالم خزائن المنن و فينا الحق اختزن‏


و لما كانت المنن متعددة طلب عين كل نسبةمنه خزانة فلهذا تعددت الخزائن بتعددالمنن و إن كانت واحدة بَلِ الله يَمُنُّعَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِإِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أنكم مؤمنونفهذه سنتان منة الهدى و منة الايمان و جميعنعمه الظاهرة و الباطنة مننه و إذا كان هوعين المنة فأنت الخزانة فالعالم خزائنالمنن الإلهية ففينا اختزن مننه سبحانهفما هو لنا بأين و نحن له أين فمن‏

/ 694