لا يعينه وصف و لا يقيده نعت و لا يدل علىحقيقته اسم خاص و إن لم يكن الحكم ماذكرناه فما هو رب العزة فإن العزيز هوالمنيع الحمى و من يوصل إليه بوجه ما منوصف أو نعت أو علم أو معرفة فليس بمنيعالحمى و لذلك عم بقوله سُبْحانَ رَبِّكَرَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ولحضرة الجلال السبحات الوجهية المحرقة ولهذا لا يتجلى في جلاله أبدا لكن يتجلى فيجلال جماله لعباده فيه يقع التجليفيشهدونه مظهر ما ظهر من القهر الإلهي فيالعالم
إن الجليل هو الذي لا يعرف
فهو الذي يبدو فيظهر نفسه
في خلقه و هوالذي لا يعرف
و هو الذي فيكل حال يوصف
في خلقه و هوالذي لا يعرف
في خلقه و هوالذي لا يعرف
و الجلال لا يتعلق به إلا العلماء بالله وما له أثر إلا فيهم و ليس للمحبين إليهسبيل هذا إذا كان بمعنى العلو و العزة وإنه إذا كان بالمعنى الذي هو ضد العزة والعلو فإن المحبين يتعلقون به كما يتعلقبه العارفون و حضرته من العماء إلى قوله وَفي الْأَرْضِ إِلهٌ و أما قوله وَ هُوَمَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فذلك منأسمائه المؤثرة فينا خاصة و الحافظة لنا والرقيبة علينا و أما الأسماء التي تختصبالعالم الخارج عن الثقلين فأسماء أخر ماهي الأسماء التي معنا أينما كنا و قد بينافي شرح الأسماء الحسنى معنى الاسم الجليلعلى الوجهين مختصرا في جزء لنا في شرحها وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِيالسَّبِيلَ
«الباب الثاني و الأربعون و مائتان فيالجمال»
جميل و لا يهوى جلي و لا يرى
و لا تدرك الأبصار منه سوى الذي
فإن قلت محجوب فلست بكاذب
فما ثم محبوب سواه و إنما
فهن ستور مسدلات و قد أتى
كمجنون ليلى و الذي كان قبله
كبشر و هندضاق من ذكرهم صدري
و تشهدهالألباب من حيث لا تدري
تنزههعنه عقول ذوي الأمر
و إن قلتمشهود فذاك الذي أدري
سليمي و ليلى والزيانب للستر
بذلك نظمالعاشقين مع النثر
كبشر و هندضاق من ذكرهم صدري
كبشر و هندضاق من ذكرهم صدري
أن الجمال الإلهي في جميع الأشياء
اعلم أن الجمال الإلهي الذي تسمى الله بهجميلا و
وصف نفسه سبحانه بلسان رسوله إنه يحبالجمال
في جميع الأشياء و ما ثم إلا جمال فإن اللهما خلق العالم إلا على صورته و هو جميلفالعالم كله جميل و هو سبحانه يحب الجمال ومن أحب الجمال أحب الجميل و المحب لا يعذبمحبوبه إلا على إيصال الراحة أو علىالتأديب لأمر وقع منه على طريق الجهالةكما يؤدب الرجل ولده مع حبه فيه و مع هذايضربه و ينتهره لأمور تقع منه مع استصحابالحب له في نفسه فمآلنا إن شاء الله إلىالراحة و النعيم حيث ما كنا فإن اللطفالإلهي هو الذي يدرج الراحة من حيث لا يعرفمن لطف به فالجمال له من العالم و فيهالرجاء و البسط و اللطف و الرحمة و الحنانو الرأفة و الجود و الإحسان و النقم التيفي طيها نعم فله التأديب فهو الطبيبالجميل فهذا أثره في القلوب و أثره فيالصور ما يقع به العشق و الحب و الهيمان والشوق و يورث الفناء عند المشاهدة و من هذهالحضرة تنتقل صورة تجليه فيها إلى المشاهدفينصبغ بها انتقال فيض كظهور نور الشمس فيالأماكن و يسمى ذلك النور شمسا و إن لم يكنمستديرا و لا في فلك ثم يفيض الإنسان منتلك الصورة التي ظهر فيها عن الفيض الإلهيعلى جميع ملكه في رده إلى قصره فينصبغ ملكهكله بصورة جمال لم يكن فلا يفقد الإنسان فيملكه صورة ما شاهدها من ربه في رؤيته فهوعند العلماء بالله تجل دائم دنيا و آخرة لاينقطع و عند العامة في الجنة خاصة لكونهملا يعرفون الله معرفة العارفين و ليسلتجلى الجلال في الجنة حكم أصلا و إنمامحله الدنيا و البرزخ و القيامة و به تبقيالنار و الشقاء في الأشقياء مدة بقائهمفيه إلى أن يرتفع الشقاء و تغلب الرحمة فلايبقى لتجلى الجلال في التعلق حكم و تنفردبه الملائكة بطريق الهيبة و العظمة والخوف و الخشوع و الخضوع و الله أعلم
«الباب الثالث و الأربعون و مائتان فيالكمال»
ليس الكمال الذي بالنقص تعرفه
إنالكمال الذي بالنقص موصوف
إنالكمال الذي بالنقص موصوف
إنالكمال الذي بالنقص موصوف