القسم الثاني من ذوات ملك القدس‏ - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



في القرآن أن يقول قُلْ إِنَّما أَنَابَشَرٌ مِثْلُكُمْ فاستروحنا من هذا أنحكمه حكم البشر إلا ما خصه الله به منالتقريب الإلهي الذي ورد و ثبت عندنا و
قد ثبت عنه أنه قال إنما أنا بشر أغضب كمايغضب البشر و أرضى كما يرضى البشر
و الرضي و الغضب من صفات النفس الحيوانيةفي البشر لا من صفات النفس الناطقة و إناتصفت النفوس الناطقة بالرضى و الغضب فماهو على حد ما أراده‏
بقوله أغضب كما يغضب البشر و أرضى كمايرضى البشر
و إنما قلنا بإضافة ذلك إلى النفسالحيوانية لما نشاهده من الحيوانات من ذلكو
قد ثبت النهي عن رسول الله صلّى الله عليهوسلّم عن التحريش بين البهائم‏
و جميع الحيوان كله من صفته المباشرة التيبحقيقتها سمي الإنسان بشرا و بهذا القدرتبين فضل الملك على الإنسان في العبادةلكونه لا يفتر لأن حقيقة نشأته تعطيه أنهلا يفتر فتقديسه ذاتي لأن تسبيحه لا يكونإلا عن حضور مع المسبح و ليس تسبيحه إلالمن أوجده فهو مقدس الذات عن الغفلات فلمتشغله نشأته الطبيعية النورية عن تسبيحخالقه على الدوام مع كونهم من حيث نشأتهميختصمون كما أن البشر من حيث نشأته تنامعينه و لا ينام قلبه و لم يعط البشر قوةالملك في ذلك لأن الطبيعة يختلف مزاجها فيالأشخاص و هذا مشهود بالضرورة في عالمالعناصر فكيف بمن هو في نسبته إلى الطبيعةأقرب من نسبة العناصر إليها و على قدر مايكون بين الطبيعة المجردة و بين ما يتولدعنها من وسائط المولدات يكثف الحجاب وتترادف الظلم فأين نسبة آخر موجود منالأناسي من ربه من حيث خلق جسد آدم بيديهمن نسبة آدم إلى ربه من حيث خلقه بيديه‏
فآدم يقول خلقني ربي بيديه و ابنه شيثيقول بيني و بين يدي ربي أبى‏
و هكذا الموجودات الطبيعية مع الطبيعة منملك و فلك و عنصر و جماد و نبات و حيوان وإنسان و ملك مخلوق من نفس إنسان و هذاالملك آخر موجود طبيعي و لا يعرف ذلك منأصحابنا إلا القليل فكيف من ليس من أهلالايمان و الكشف‏

القسم الثاني من ذوات ملك القدس‏


و أما القسم الذي تقديسه لا من ذاته فهي كلذات يتخلل شهودها خالقها غفلات فالأحيانالتي تكون فيها حاضرة مع خالقها هي من ملكالقدس و سنبين ما ذكرناه في سؤاله ما القدسإذا أجبنا عنه بعد هذا إن شاء الله‏

من صفات ملك القدس‏


فمن صفات ملك القدس التباعد عن الطبيعةبالأصل و التباعد عن مشاهدة آثار الأسماءالإلهية بمشاهدة الأسماء الإلهية لا منكونها مؤثرة بل بما تستحقه الألوهية والذات فإذا كان القدس عين الملك و أضيف إلىعينه لاختلاف اللفظ و اختلاف معنى الملك والقدس فإنه يدل على المبالغة في الطهارة والمبالغة في الطهر هي نسبة في الطهر ما هيعين الطهر لوجود الطهر دونها و ما هي غيرالطهر فإن المبالغة ليست سوى استقصاء هذهالصفة فيكون ملك القدس استقصاء و هوالمبالغة فيه فيكون سؤاله عن صفاتهالذاتية فإن لهذه المراتب نشأت في المعانيكالنشأة الطبيعية و قد علمت أن النش‏ءالطبيعي كما أخبر الله مخلقة و غير مخلقةأي تامة الخلق و غير تامة الخلق و الغيرالتامة الخلق داخل في قوله أَعْطى‏ كُلَّشَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ فأعطى النقص خلقه أنيكون نقصا فالزيادة على النقص الذي هوعينه لو كانت لكانت نقصا فيه و لم يعطالنقص خلقه فتمام النقص أن يكون نقصا

(السؤال الرابع عشر و مائة) ما القدس‏


الجواب الطهارة و هي ذاتية و عرضيةفالذاتية كتقديس الحضرة الإلهية التيأعطيها الاسم القدوس فهي القدس عن إن تقبلالتأثر فيها من ذاتها فإن قبول الأثرتغيير في القابل و إن كان التغيير عبارة عنزوال عين بعين إما في محل أو مكان فيوصفالمحل أو المكان بالتغيير و معنى ذلك أنهكان هذا المحل مثلا أصفر فصار أخضر أو كانساكنا فصار متحركا فتغير المحل أي قبلالغير فالقدس و القدوس لا يقبل التغييرجملة واحدة

القدس العرضي أو التقديس بالرياضات‏


و أما القدس العرضي فيقبل الغير و هوالنقيض و ما تفاوت الناس إلا في القدسالعرضي فمن ذلك تقديس النفوس بالرياضات وهي تهذيب الأخلاق و تقديس المزاجبالمجاهدات و تقديس العقول بالمكاشفات والمطالعات و تقديس الجوارح بالوقوف عندالأوامر و النواهي المشروعات و نقيض هذاالقدس ما يضاده مما لا يجتمع معه في محلواحد في زمان واحد فهذا هو القدس الذيذكرنا ملكه‏

حظيرة القدس‏


فالقدس العارض لا يكون إلا في المركباتفإذا اتصف المركب بالقدس فذلك المسمىحظيرة القدس أي المانعة قبول ما يناقضكونها قدسا و مهما لم تمنع فلا تكون حظيرةقدس فإن الحظر المنع وَ ما كانَ عَطاءُرَبِّكَ مَحْظُوراً أي ممنوعا فالقدسحقيقة إلهية سيالة سارية في المقدسين‏

/ 694