سره في صورة الجمال أثر في نفسه هيبة فإنالجمال نعت الحق تعالى و الهيبة نعت العبدو الجمال نعت الحق و الأنس نعت العبد فإذااتصف العبد بالهيبة لتجلى الجمال فإنالجمال مهوب أبدا كان عن الهيبة أثر فيالقلب و خدر في الجوارح حكم ذلك الأثراشتعال نار الهيبة فيخاف لذلك سطوته فيسكنو علا منه فيه في الظاهر خدر الجوارح وموتها فإن تحرك من هذه صفته فحركته دوريةحتى لا يزول عن موضعه فإنه بخيل إليه إنتلك النار محيطة به من جميع الجهات فلا يجدمنفذا فيدور في موضعه كأنه يريد الفرارمنه إلى أن يخف ذلك عنه بنعت آخر يقوم به وهو حال ليس هو مقام و لما كان هذا الاصطلامنعت الشبلي كان يدور لضعفه و خوفه غير إنالله كانت له عناية منه فكان يرده إلىإحساسه في أوقات الصلوات فإذا أدى صلاةالوقت غلب عليه حال الاصطلام بسلطانه فقيلللجنيد عنه فقال أ محفوظ عليه أوقاتالصلوات فقيل نعم فقال الجنيد الحمد للهالذي لم يجر عليه لسان ذنب فما أحسن قولالجنيد لسان ذنب فإنه أخيذ وقته فليسبصاحب ذنب و الغريب يشهده تاركا للصلاة ومن أعجب حكم الاصطلام الجمع بين الضدينفإن الخدر ينفي الحركة فهو مخدور الجوارحبل هو محرك يدار به و هو صاحب خدر هكذا يحسهمن نفسه وَ الله يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَيَهْدِي السَّبِيلَ
«الباب الثالث و الثلاثون و مائتان فيالرغبة»
رغبت عنه و فيه
مقام من هو مثلي
لله سيف حسام
للكل إذ ينتضيه
من أجل ما يقتضيه
في كل ما يرتضيه
للكل إذ ينتضيه
للكل إذ ينتضيه
الرغبة على ثلاثة أنحاء
الرغبة في اصطلاح القوم على ثلاثة أنحاءرغبة محلها النفس متعلقها الثواب و رغبةمحلها القلب متعلقها الحقيقة و رغبة محلهاالسر متعلقها الحق فأما الرغبة النفسيةفلا تكون إلا في العامة و في الكمل من رجالالله لعلمهم بأن الإنسان مجموع أمور أنشأهالله عليها طبيعية و روحانية و إلهية فعلمإن فيه من يطلب ثواب ما وعد الله به فرغبفيه له إثباتا للحكم الإلهي و أما العامةفلا علم لها بذلك فيشترك الكامل و العاميفي صورة الرغبة و يتميز في الباعث كل واحدعن صاحبه كالخوف يوم الفزع الأكبر يشتركفيه الرسل عليهم السلام و هم أعلى الطوائفو العوام و هم المذنبون و العصاة فالرسلعليهم السلام خوفا على أممها لا علىأنفسها فإنهم الآمنون في ذلك الموطن والعامة تخاف على نفوسها فيشتركان في الخوفو يفترقان في السبب الموجب له كان بعضالكمل قد برد ماء في الكوز ليشربه فنامفرأى في الواقعة المبشرة حوراء من أحسن مايكون من الحور العين قد أقبلت فقال لها لمنأنت فقالت لمن لا يشرب الماء المبرد فيالكيزان ثم تناولت الكوز و هو ينظر إليهافكسرته فكانت له فلما استيقظ وجد الكوزمكسورا فترك خزفه في موضعه لم يرفعه حتىعفي عليه التراب تذكرة له فعلم إن فيه منيطلب ربه و فيه من يطلب تلك الجارية و لذلكاستفهمها فأعطى كل ذي حق حقه فلم يكن ظلومالنفسه فإن من المصطفين من عباد الله منيكون ظالما لنفسه أي من أجل نفسه يظلم نفسهبأنه لا يوفيها حقها لنزوله في العلم عنرتبة من يعلم أن حقائقه التي هو عليها لاتتداخل و لا تتعدى كل حقيقة مرتبتها و لاتقبل إلا ما يليق بها فلا تقبل العين إلاالسهر و النوم و ما يختص بها و لا تقبل منالثواب إلا المشاهدة و الرؤية و الأذن لاتقبل في الثواب إلا الخطاب إذ ليس الشهودللسمع و الكامل يسعى لقواه على قدر ماتطلبه و هو إمام ناصح لرعيته ليس بغاش لهافإن ظلمها فإنما يظلمها لها في زعمه و ذلكلجهله بما علم غيره من ذلك
كسلمان الفارسي و أخيه في الله أبيالدرداء في حالهما فرجح رسول الله صلّىالله عليه وسلّم سلمان فإنه كان يعطي كل ذيحق حقه فيصوم و يفطر و يقوم و ينام و كانأبو الدرداء مع كونه مصطفى ظالما لنفسهيصوم فلا يفطر و يقوم فلا ينام
و أما الرغبة القلبية في الحقيقة فإنالحقيقة في الوجود التلوين و المتمكن فيالتلوين هو صاحب التمكين ما هو المقابلللتلوين لأن الحقيقة تعطي أن يكون الأمرهكذا لأن الله كل يوم في شأن فهو فيالتلوين فهذا القلب يرغب في شهود هذهالحقيقة و جعل الله محلها القلب ليقرب علىالإنسان تحصيلها لما في القلب من التقليبو لم يجعلها في العقل لما في العقل منالتقييد فربما يرى أنه يثبت على حالةواحدة لو كانت هذه الرغبة في العقل بخلافكونها في القلب فإنه يسرع إليه التقليبفإنه بين أصابع الرحمن فلا يبقى على حالةواحدة في نفس الأمر فيثبت على تقليبه فيأحواله بحسب شهوده و ما يقلبه الأصابع فيهو أما الرغبة السرية التي