الدلالة على صحة ما يدعو إليه فهذا هو حكمالحال فإن كان وليا دون رسول تعين عليهالجري بحكم الموطن لا بحكم الحال فإن ظهرمن هذا الولي ما يدل على منزلته من ربه بمايعطي من التمكن و التصرف في العالم و ليسبرسول فهو رعونة و صاحب نقص فإن ظهر بعلمغريب فهل يكون مثل صاحب الحال النفسيالمؤثر أم لا قلنا لا فإن العلم الذي لايكون معه أثر كوني سوى نفسه لا يقوم عندالعامة و لا عند الخاصة له ذلك الوزن و لالصاحبه ذلك التميز إلا عند الأكابر من أهلالله و ممن له تحقق و استشراف على ذلكالمقام الأعلى و لذلك قال الله لنبيه (ص)قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً من أجل الموطنو ما أظهر آية في دعائه إلى الله في كل وقتو لا عند كل مدعو مع حاجته إلى ذلك و لكنلما كان مأمورا بالتبليغ ما عليه إلاالبلاغ فإن شاء الحق أيده كان بالمعجزات وإن شاء زاد دعاؤه من أرسل إليهم فرارا ممادعاهم إليه من توحيده كنوح (ع) فأخبر فقالإِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِيإِلَّا فِراراً وَ إِنِّي كُلَّمادَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْجَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَ أَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً و للحكماءالسياسة في العالم بالطريقة المشروعةالتي شرع الله لعباده ليسلكوا فيهافيقودهم ذلك السلوك إلى سعادتهم انتهىالجزء السابع و مائة
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الباب السابع و الستون و مائة في معرفةكيمياء السعادة
إن الأكاسير برهان يدل على
إن العدو بإكسير العناية إذ
في الحين يخرج صدقا من عداوته
فصحح الوزن فالميزان شرعتنا
الكيمياء مقادير معينة
فكن به فطنا إن كنت ذا نظر
تلحق برتبة أملاك مطهرة
و ترتقي رتبا عنعالم البشر
ما في الوجودمن التبديل و الغير
يلقى عليهبميزان على قدر
إلىولايته بالحكم و القدر
و قد أبنتفكن فيه على حذر
لأن كم عدد فيعالم الصور
و لا تردنكالأهواء عن النظر
و ترتقي رتبا عنعالم البشر
و ترتقي رتبا عنعالم البشر
الكيمياء ما هو؟
الكيمياء عبارة عن العلم الذي يختصبالمقادير و الأوزان في كل ما يدخلهالمقدار و الوزن من الأجسام و المعانيمحسوسا و معقولا و سلطانها في الاستحالاتأعني تغير الأحوال على العين الواحدة فهوعلم طبيعي روحاني إلهي و إنما قلنا إلهيلورود الاستواء و النزول و المعية و تعددالأسماء الإلهية على المسمى الواحدباختلاف معانيها
فالأمر ما بين مطوي و منشور
تاهت مراكبنا على بسائطها
و الوحي ينزل أحكاما يشرعها
و الحكم مابين منهي و مأمور
كالكيف والكم أحوال المقادير
نية امتيازبسر غير مقهور
و الحكم مابين منهي و مأمور
و الحكم مابين منهي و مأمور
علم الكيمياء على قسمين
فعلم الكيمياء العلم بالإكسير و هو علىقسمين أعني فعله إما انشاء ذات ابتداءكالذهب المعدني و إما إزالة علة و مرضكالذهب الصناعي الملحق بالذهب المعدنيكنشأة الآخرة و الدنيا في طلب الاعتدالفاعلم أن المعادن كلها ترجع إلى أصل واحد وذلك الأصل يطلب بذاته أن يلحق بدرجةالكمال و هي الذهبية غير أنه لما كان أمراطبيعيا عن أثر أسماء إلهية متنوعة الأحكامطرأت عليه في طريقه علل و أمراض من اختلافالأزمنة و طبائع الأمكنة مثل حرارة الصيفو برد الشتاء و يبوسة الخريف و رطوبةالربيع و من البقعة كحرارة المعدن و برده وبالجملة فالعلل كثيرة فإذا غلبت عليه علةمن هذه العلل في أزمان رحلته و نقلته منطور إلى طور و خروجه من حكم دور إلى حكم دورو استحكم فيه سلطان ذلك الموطن ظهرت فيهصورة نقلت جوهرته إلى حقيقتها فسمي كبريتاأو زيبقا و هما الأبوان لما يظهر منالتحامهما و تناكحهما من معادن لعلل طارئةعلى الولد فهما إنما يلتحمان و يتناكحانليخرج بينهما جوهر شريف كامل النشأة يسمىذهبا فيشرف به الأبوان إذ كانت تلك الدرجةمطلوبة لكل واحد من الأبوين من