لو لا النور ما كانت ظلمة - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



كالسراج فلا يظهر لهذا العلم ثمرة إلا فيالعلماء به كما لا يظهر للدهن حكم إلا فيالسراج القائم بالفتيلة و هنا يقع لهاكتساب الأوصاف التي نزهنا الأصل عنها فيذلك المقام و في هذا المقام نصفه بها منأجلنا لا من أجله فهذا الوصف للآثار لا لهكان الله و لا شي‏ء معه و سيأتي الكلام علىهذا الأصل في الباب الخمسين و ثلاثمائة منهذا الكتاب و مما يتضمنه هذا المنزل علمخلق الأجسام الطبيعية و أن أصلها من النورو لذلك إذا عرف الإنسان كيف يصفي جميعالأجسام الكثيفة الظلمانية أبرزها شفافةللنورية التي هي أصلها مثل الزجاج إذا خلصمن كدورة رملة يعود شفافا و جلى الأحجار منهذا الباب و معادن البلور و المها و إنماكان ذلك لأن أصل الموجودات كلها الله مناسمه نُورُ السَّماواتِ و هي ما علا وَالْأَرْضِ و هي ما سفل فتأمل في إضافتهالنور إلى السموات و الأرض و لو لا النوريةالتي في الأجسام الكثيفة ما صح للمكاشف أنيكشف ما خلف الجدران و ما تحت الأرض و مافوق السموات و لو لا اللطافة التي هي أصلهاما صح اختراق بعض الأولياء الجدران و لاكان قيام الميت في قبره و التراب عليه أوالتابوت مسمرا عليه مجعولا عليه التراب لايمنعه شي‏ء من ذلك عن قعوده و إن كان اللهقد أخذ بأبصارنا عنه و يكشفه المكاشف منا وقد ورد في ذلك أخبار كثيرة و حكايات عنالصالحين و لهذا ما ترى جسما قط خلقه اللهو بقي على أصل خلقته مستقيما قط ما يكونأبدا إلا مائلا للاستدارة لا من جماد و لامن نبات و لا من حيوان و لا سماء و لا أرض ولا جبل و لا ورق و لا حجر و سبب ذلك ميلة إلىأصله و هو النور فأول موجود العقل و هوالقلم و هو نور إلهي إبداعي و أوجد عنهالنفس و هو اللوح المحفوظ و هي دون العقلفي النورية للواسطة التي بينها و بين اللهو ما زالت الأشياء تكثف حتى انتهت إلىالأركان و المولدات و بما كان لكل موجودوجه خاص إلى موجدة به كان سريان النور فيهو بما كان له وجه إلى سببه به كان فيه منالظلمة و الكثافة ما فيه فتأمل إن كنتعاقلا فلهذا كان الأمر كلما نزل أظلم وأكثف فأين منزلة العقل من منزلة الأرض كمبينهما من الوسائط ثم لتعلم إن جسمالإنسان آخر مولد فهو آخر الأولاد مركب منحَمَإٍ مَسْنُونٍ صَلْصالٍ و هو كما رأيتمائل إلى الاستدارة و إن كانت له الحركةالمستقيمة دون البهائم و النبات و فيه منالأنوار المعنوية و الحسية و الزجاجية مافيه مما لا تجده في غيره من المولدات بماأعطاه الله من القوي الروحانية فما قبلهاإلا بالنورية التي فيه فهي المناسبة لقبولهذه الإدراكات و لهذا قال تعالى وَ آيَةٌلَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُالنَّهارَ

لو لا النور ما كانت ظلمة


فاعلم إن النور مبطون في الظلمة فلو لاالنور ما كانت الظلمة و لم يقل نسلخ منهالنور إذ لو أخذ منه النور لانعدم وجودالظلام إن كان أخذ عدم و إن كان أخذ انتقالتبعه حيث ينتقل إذ هو عين ذاته و النهار منبعض الأنوار المتولدة عن شروق الشمس فلولا إن للظلمة نورا ذاتيا لها ما صح أن تكونظرفا للنهار و لا صح أن تدرك و هي مدركة ولا يدرك الشي‏ء إن لم يكن فيه نور يدرك بهمن ذاته و هو عين وجوده و استعداده بقبولإدراك الأبصار بما فيها من الأنوار له واختص الإدراك بالعين عادة و إنما الإدراكفي نفسه إنما هو لكل شي‏ء فكل شي‏ء يدركبنفسه و بكل شي‏ء أ لا ترى الرسول صلّىالله عليه وسلّم كيف كان يدرك من خلف ظهرهكما كان يدرك من أمامه و لم يحجبه كثافةعظم الرأس و عروقه و عظامه و عصبه و مخه غيرإن الله أعطى الظلمة و الكثافة الأمانةفهي تستر ما تحوي عليه و لهذا لا تظهر مافيها فإذا ظهر فيكون خرق عادة لقوة إلهيةأعطاها الله بعض الأشخاص و إذا أمر من أودعالأمانة من أودعها أن يظهرها لمن شاءهالمودع و هو الحق تعالى فله أن يؤديها إليهفلا أمين مثل الأجسام المظلمة على ماتنطوي عليه من الأنوار و قد نبه الله علىأمانتهم بذكر بعضهم في قوله وَ هذَاالْبَلَدِ الْأَمِينِ فسماه أمينا و هوأرض ذو جدران و أسوار و تراب و طين و لبنفوصفه بالأمانة و أقسم به كما أقسم بغيرهتعظيما لمخلوقات الله و تعليما لنا أننعظم خالقها و نعظمها بتعظيم الله إياهالا من جهة القسم بها فإنه لا يجوز لنا أننقسم بها و من أقسم بغير الله كان مخالفاأمر الله و هي مسألة فيها خلاف بين علماءالرسوم مشهور أعني القسم بغير الله فكلمااعوجت الأجسام كانت أقرب إلى الأصل الذيهو الاستدارة فإن أول شكل قبل الجسم الأولالاستدارة فكان فلكا و لما كان ما تحته عنهكان مثله و ما بعد عنه كان قريبا منه و لولم تكن الطبيعة نورا في أصلها لما وجدت بينالنفس الكلية و بين الهيولى الكل والهيولى الذي هو الهباء أول ما ظهر الظلامبوجودها فهو جوهر مظلم فيه ظهرت الأجسامالشفافة و غيرها فكل ظلام في العالم منجوهر الهباء الذي هو الهيولى و بما هي فيأصلها من النور قبلت جميع الصور النوريةللمناسبة فانتفت ظلمتها بنور صورها فإنالصورة أظهرتها فنسبت إلى الطبع الظلمة فياصطلاح العقلاء و عندنا ليست الظلمة عبارةعن شي‏ء سوى الغيب إذ الغيب لا يدرك بالحسو لا يدرك به و الظلمة تدرك و لا يدرك بهافلو لا إن الظلمة نور ما صح أن تدرك و لوكانت غيبا ما صح أن تشهد فالغيب لا يعلمهإلا هو و هذه كلها مفاتيح الغيب و لكن لايعلم كونها مفاتح إلا الله يقول تعالى وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلَّا هُوَ و إن كانت موجودةبيننا لكن لا نعلم أنها مفاتح للغيب و إذاعلمنا بالأخبار أنها مفاتح لا نعلم الغيبحتى نفتحه بها فهذا بمنزلة من وجد مفتاحبيت و لا يعرف البيت الذي يفتحه به عالِمُالْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى‏ غَيْبِهِأَحَداً ثم لتعلم بعد ما عرفتك بسريانالنور في الأشياء أن الخلق بين شقي و سعيدفبسريان النور في جميع الموجودات كثيفها ولطيفها المظلمة و غير المظلمة أقرتالموجودات كلها بوجود الصانع لها بلا شك ولا ريب و بما له الغيب المطلق لا تعلم ذاتهمن طريق الثبوت لكن تنزه عما يليقبالمحدثات كما أن الغيب يعلم أن ثم غيبا ولكن لا يعلم ما فيه و لا ما هو فإذا وردتالأخبار الإلهية على ألسنة الروحانيين ونقلتها إلى الرسل و نقلتها الرسل عليهمالسلام إلينا فمن آمن بها و ترك فكره خلفظهره و قبلها بصفة القبول التي في عقله وصدق المخبر فيما أتاه به فإن اقتضى عملازائدا على التصديق به عمله فذلك المعبرعنه بالسعيد و هو مما أَلْقَى السَّمْعَوَ هُوَ شَهِيدٌ و له الجزاء بما وعده بهمن الخير في دار القرار و النعيم الدائمالذي لا يجري إلى أجل مسمى فينقطع بحلولأجله من حيث الجملة حكما إلهيا لا يتبدل ولا ينخرم و لا ينتسخ و من لم يؤمن بها و جعلفكره الفاسد أمامه و اقتدى به و رد
الأخبار النبوية إما بتكذيب الأصل و إمابالتأويل الفاسد فإن كذب المخبر بما أتاهبه و لم يعمل بمقتضى ما قيل له إن اقتضى ذلكعملا زائدا على التصديق به فذلك المعبرعنه بالشقي و هو من جهة ما فيه من الظلمةكما آمن السعيد من جهة ما فيه من النور و لهالجزاء بما أوعده إن كذب من الشر في دارالبوار و عدم القرار لوجود العذاب الدائمالذي لا يجري إلى أجل مسمى و إن كان له أجلفي نفس الأمر من حيث الجملة حكما إلهياعدلا كما كان في السعيد فضلا لا يتبدل و لاينخرم و لا ينتسخ و في هذا خلاف بين أهلالكشف و هي مسألة عظيمة بين علماء الرسوممن المؤمنين و بين أهل الكشف و كذلك أيضابين أهل الكشف فيها الخلاف هل يتسرمدالعذاب عليهم إلى ما لا نهاية له أو يكونلهم نعيم بدار الشقاء فينتهي العذاب فيهمإلى أجل مسمى و اتفقوا في عدم الخروج منهاو إنهم بها ماكثون إلى ما لا نهاية له فإنلكل واحدة من الدارين ملؤها و تتنوع عليهمأسباب الآلام ظاهرا لا بد من ذلك و هميجدون في ذلك لذة في أنفسهم بالخلافالمتقدم باطنا بعد ما يأخذ الألم منهمجزاء العقوبة حدثني عبد الله الموروري فيجماعة غيره عن أبي مدين إمام الجماعة أنهقال يدخل أهل الدارين فيهما السعداء بفضلالله و أهل النار بعدل الله و ينزلون فيهمابالأعمال و يخلدون فيهما بالنيات و هذاكشف صحيح و كلام حر عليه حشمة فيأخذ جزاءالعقوبة الألم موازيا لمدة المعمر فيالشرك في الدنيا فإذا فرغ الأمد جعل لهمنعيم في النار بحيث إنهم لو دخلوا الجنةتألموا لعدم موافقة المزاج الذي ركبهمالله فيه فهم يتلذذون بما هم فيه من نار وزمهرير و ما فيها من لدغ الحيات و العقاربكما يلتذ أهل الجنة بالظلال و النور و لثمالحور الحسان لأن مزاجهم يقضي بذلك أ لاترى الجعل في الدنيا هو على مزاج يتضرربريح الورد و يلتذ بالنتن كذلك من خلق علىمزاجه و قد وقع في الدنيا أمزجة على هذاشاهدناها فما ثم مزاج في العالم إلا و لهلذة بالمناسب و عدم لذة بالمنافر أ لا ترىالمحرور يتألم بريح المسك فاللذات تابعةللملائم و الآلام لعدم الملائم فهذا الأمرمحقق في نفسه لا ينكره عاقل و إنما الشأنهل أهل النار على هذا المزاج بهذه المثابةبعد فراغ المدة أم لا أو هم على مزاج يقتضيلهم الإحساس بالآلام للأشياء المؤلمة والنقل الصحيح الصريح النص الذي لا إشكالفيه إذا وجد مفيدا للعلم يحكم به بلا شك فـالله عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و إنكنت لا أجهل الأمر في ذلك و لكن لا يلزمالإفصاح عنه فإن الإفصاح عنه لا يرفعالخلاف من العالم و بعض أهل الكشف قال إنهميخرجون إلى الجنة حتى لا يبقى فيها أحد منالناس البتة و تبقي أبوابها تصفق و ينبتفيها الجرجير و يخلق الله لها أهلا يملؤهابهم من مزاجها كما يخلق السمك في الماء وعالم الهواء في الهواء و عالم‏

/ 694