و ما جربوه و اختبروه ثم اعتباره فيالصفات بما تقتضيه طريقنا في هذا الكتابمختصرا كافيا إن شاء الله تعالى
بدء خلق الإنسان المعتدل النشأة
اعلم أن الله تعالى إذا أراد أن يخلقإنسانا معتدل النشأة ليكون جميع حركاته وتصرفاته مستقيمة وفق الله الأب لما فيهصلاح مزاجه و وفق الأم أيضا لذلك فصلحالمني من الذكر و الأنثى و صلح مزاج الرحمو اعتدلت فيه الأخلاط اعتدال القدر الذيبه يكون صلاح النطفة و وقت الله لإنزالالماء في الرحم طالعا سعيدا بحركات فلكيةجعلها الله علامة على الصلاح فيما يكون فيذلك من الكائنات فيجامع الرجل امرأته فيطالع سعيد بمزاج معتدل فينزل الماء في رحممعتدل المزاج فيتلقاه الرحم و يوفق اللهالأم و يرزقها الشهوة إلى كل غذاء يكون فيهصلاح مزاجها و ما تتغذى به النطفة في الرحمفتقبل النطفة التصوير في مكان معتدل ومواد معتدلة و حركات فلكية مستقيمة
السمات البدنية و النفسية للإنسانالمعتدل النشأة
فتخرج النشأة و تقوم على أعدل صورة فتكوننشأة صاحبها معتدلة ليس بالطويل و لابالقصير لين اللحم رطبة بين الغلظ و الرقةأبيض مشربا بحمرة و صفرة معتدل الشعرطويله ليس بالسبط و لا الجعد القطط في شعرهحمرة ليس بذاك السواد أسيل الوجه أعينعينه مائلة إلى الغور و السواد معتدل عظيمالرأس سائل الأكتاف في عنقه استواء معتدلاللبة ليس في وركه و لا صلبه لحم خفي الصوتصاف ما غلظ منه و ما رق مما يستحب منه غلظةأو رقته في اعتدال طويل البنان للرقة سبطالكف قليل الكلام و الصمت إلا عند الحاجةميل طبائعه إلى الصفراء و السوداء في نظرهفرح و سرور قليل الطمع في المال ليس يريدالتحكم عليك و لا الرئاسة ليس بعجلان و لابطيء فهذا قالت الحكماء أعدل الخلقة وأحكمها و فيها خلق سيدنا محمد (ص) ليصح لهالكمال في النشأة كما صح له الكمال فيالمرتبة فكان أكمل الناس من جميع الوجوهظاهرا و باطنا
دور الأم في تكوين النشأة الإنسانية
فإن اتفق أن يكون في الرحم اختلال مزاجفلا بد أن يؤثر ذلك الاختلال في نشأةالإنسان في الرحم في عضو من أعضائه أو فيأكثر الأعضاء أو في أقلها بحسب ما تكونالمادة في الوقت لذلك العضو من القوةالجاذبة التي تكون في النطفة فيخرج ذلكإما في كلية النشأة و إما في بعض أعضائها
الملامح الظاهرية الدالة على الطبائعالنفسية
فمن ذلك و الله الموفق أن البياض الصادقمع الشقرة و الزرقة الكثيرة دليل علىالقحة و الخيانة و الفسوق و خفة العقل فإنكان مع ذلك واسع الجبهة ضيق الذقن أزعرأوجن كثير الشعر على الرأس فقال أهلالفراسة من الحكماء إن التحفظ ممن هذهصفته كالتحفظ من الأفاعي القتالة فإن كانالشعر خشنا دل على الشجاعة و صحة الدماغ وإن كان لينا دل على الجبن و برد الدماغ وقلة الفطنة و إن كان الشعر كثيرا علىالكتفين و العنق دل على الحمق و الجراءة وإن كثر على الصدر و البطن دل على وحشيةالطبع و قلة الفهم و حب الجور و الشقرةدليل على الجبن و كثرة الغضب و سرعته والتسلط و الأسود من الشعر يدل على السكونالكثير في العقل و الأناة و حب العدل والمتوسط بين هذين يدل على الاعتدال و إنكانت الجبهة منبسطة لا غضون فيها دل علىالخصومة و الشغب و الرقاعة و الصلف فإنكانت الجبهة متوسطة في النتو و السعة وكانت فيها غضون فهو صدوق محب فهم عالميقظان مدبر حاذق و من كان عظيم الأذنين فهوجاهل إلا أنه يكون حافظا و من كان صغيرالأذنين فهو سارق أحمق و إن كان الحاجبكثير الشعر دل على الغي و غث الكلام فإنامتد الحاجب إلى الصدغ فصاحبه تياه صلف ومن رق حاجبه فاعتدل في الطول و القصر وكانت سوداء فهو يقظان فإن كان العين أزرقفهي أردأ العيون و أردأ الزرق الغير و زجيةفمن عظمت عيناه و جحظت فهو حسود وقح كسلانغير مأمون و إن كانت زرقاء كان أشد و قديكون غاشا و من كانت عيناه متوسطة مائلةإلى الغور و الكحلة و السواد فهو يقظان فهمثقة محب فإذا أخذت العين في طول البدنفصاحبها خبيث و من كانت عينه جامدة قليلةالحركة كالبهيمة ميت النظر فهو جاهل غليظالطبع و من كان في عينه حركة بسرعة وحدةنظر فهو محتال لص غادر و من كانت عينهحمراء فهو شجاع مقدام فإن كان حواليها نقطصفر فصاحبها أشر الناس و أرداهم و إن كانأنفه دقيقا فصاحبه نزق و من كان أنفه يكاديدخل في فمه فهو شجاع و من كان أفطس فهو شبقو من كان أنفه شديد الانتفاخ فهو غضوب وإذا كان غليظ الوسط مائلا إلى الفطوسة فهوكذوب مهذار و أعدل الأنوف ما طال غير طولفاحش و من كان أنفه متوسط الغلظ و قناه