معرفتهم عن كشف إلهي فإن لهؤلاء صفا علىحدة يتميزون به عن سائر الخلق
الرؤية يوم الزيارة تابعة للاعتقاد
و الجامع لهذا الباب أن الرؤية يومالزيارة تابعة للاعتقادات في الدنيا فمناعتقد في ربه ما أعطاه النظر فما أعطاهالكشف و ما أعطاه تقليد رسوله فإنه يرى ربهفي صورة وجه كل اعتقاد ربط عليه إلا أنه فيتقليد نبيه يراه بصورة نبيه من حيث ماأعلمه ذلك الرسول مما أوحى به إليه فيمعرفته بربه فلمثل هذا ثلاث تجليات بثلاثةأعين في الآن الواحد و كذلك حكم صاحب النظروحده أو صاحب الكشف وحده أو صاحب التقليدوحده
الأولياء الذين لا يحكم عليهم مقام
فتتميز مراتب الأولياء الأتباع فيالزيارة بتقديم الأنبياء عليهم والطبقتان اللتان ليستا بأنبياء و لا أتباعفهم أولياء الله لا يحكم عليهم مقاميتميزون عن الجميع بالنسب الصحيح إلى ربهمغير أن أصحاب النظر منهم في الرتبة دونأصحاب الكشف فبين الحق و بينهم في الرؤيةحجاب فكرهم كلما أرادوا أن يرفعوا ذلكالحجاب لم يستطيعوا كاتباع الأنبياء كلماهموا برفع حجب الأنبياء عنهم حتى يروه دونهذه الواسطة لم يستطيعوا ذلك فلا تكونالرؤية الخالصة من الشوب إلا للأنبياءالرسل أهل الشرائع و لأهل الكشف خاصة و منحصل له هذا المقام مع كونه تابعا أو صاحبنظر جمع له على قدر ما عنده و لو كان علىألف طريق
العلم الإلهي الواسع
و أما الرجال الذين صوبوا اعتقاد كل معتقدبما وصله إليه و علمه و قرره فإنه يومالزيارة يرى ربه بعين كل اعتقاد فالناصحنفسه ينبغي له أن يبحث في دنياه على جميعالمقالات في ذلك و يعلم من أين أثبت كلواحد ذو مقالة مقالته فإذا ثبت عنده منوجهها الخاص بها الذي به صحت عنده و قالبها في حق ذلك المعتقد و لم ينكرها و لاردها فإنه يجني ثمرتها يوم الزيارة كانتتلك العقيدة ما كانت و هذا هو العلم الإلهيالواسع
لم يخرج عن الله نظر ناظر و لا يصح أنيخرج
و الأصل في صحة ما ذكرناه أن كل ناظر فيالله تحت حكم اسم من أسماء الله فذلك الاسمهو المتجلي له و هو المعطي له ذلك الاعتقادبتجليه له من حيث لا يشعر و الأسماءالإلهية كلها نسبتها إلى الحق صحيحةفرؤيته في كل اعتقاد مع الاختلاف صحيحةليس فيها من الخطاء شيء هذا يعطيه الكشفالأتم فلم يخرج عن الله نظر ناظر و لا يصحأن يخرج و إنما الناس حجبوا عن الحق بالحقلوضوح الحق فهذه الطائفة التي هي بهذهالمثابة من العلم بالله صف يوم الزيارةبمعزل إذا انصرفوا من الزيارة يتخيل كلصاحب اعتقاد أنه منهم لأنه يرى صورةاعتقاده فيها كصورته فهو محبوب لجميعالطوائف من يكون بهذه الصفة و كذلك كان فيالدنيا و هذا القول الذي ذكرناه لا يعرفهإلا الفحول من أهل الكشف و الوجود و أماأصحاب النظر العقلي فلا يشمون منه رائحةفاجعل بالك لما ذكرناه و اعمل عليه تعطيالألوهية حقها و تكون ممن أنصف ربه فيالعلم به فإن الله يتعالى أن يدخل تحتالتقييد أو تضبطه صورة دون غيرها و من هناتعرف عموم السعادة لجميع خلق الله و اتساعالرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍانتهى الجزء الخامس و الثمانون
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(السؤال الثامن و الستون) ما حظوظالأنبياء من النظر إليه
الجواب لا أدري فإني لست بنبي فذوقالأنبياء لا يعلمه سواهم إن أراد الأنبياءالذين خصهم الله بالتشريع العام و الخاصبهم فإن أراد أنبياء الأولياء فحظهم منهعلى قدر ما عندهم من وجوه الاعتقادات فيالله فإن حصل على الجميع فحظه ما للجميعفهو في النعيم العام فيلتذ بلذة كل معتقدفما أعظمها من لذة و إن حصل على البعضفلذاته بحسب ما حصل له و إن انفرد بأمرواحد فحظه ما انفرد به من غير مزيد فافهمما ذكرناه
(السؤال التاسع و الستون) ما حظوظالمحدثين من النظر إليه
الجواب الحجاب الأقرب فإذا شاهد ربه حصللهم في المشاهدة من الحظ مثل ما يحصل لهممن الكلام إلا أن المحدثين يتميزون فيالرؤية عن سائر الخلق بأن التجلي يتنوععليهم في المشهد الواحد و سائر الخلق ليسلهم هذا المقام فإنه مخصوص بالمحدثين
(السؤال السبعون) ما حظوظ سائر الأولياءمن النظر إليه
الجواب الأولياء على مراتب فتختلف حظوظهمباختلاف مراتبهم فولى حظه من النظر إليهلذة عقلية و ولي حظه من ذلك لذة نفسية و وليحظه من ذلك لذة حسية و ولي حظه من ذلك لذةخيالية و ولي حظه من ذلك لذة مكيفة و وليحظه من ذلك لذة غير مكيفة و ولي حظه منذلك