مراقبة الحياء - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



العبد ربه و لا يعلم ذاته و لا نسبته إلىالعالم فلا يتصور وجود هذه المراقبة لأنهاموقوفة على العلم بذات المراقب بفتح القافو ثم طائفة أخرى قالت بصحة تلك المراقبةفإن الشرع قد حدد كما ينبغي لجلاله فهومعنا أينما كنا و هو عَلَى الْعَرْشِاسْتَوى‏ و هو في الأرض يعلم سرنا و جهرناو هو في السماء كذلك و ينزل إليها و هوالظاهر في عين كل مظهر من الممكنات فقدعلمنا هذا القدر منه فنراقبه على هذا الحدفمراقبتنا للأشياء هي عين مراقبتنا إياهلأنه الظاهر من كل شي‏ء فمن الناس من قالما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله يعنيالمراقبة و آخر بعده و آخر معه أو آخر فيهفمثل هؤلاء يصححون هذه المراقبة

مراقبة الحياء


و المراقبة الثانية مراقبة الحياء منقوله أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهيَرى‏ فهو يراقب رؤيته و هي تراقبه فهويرقب مراقبة الحق إياه فهذه مراقبةالمراقبة و هي مشروعة

مراقبة العبد قلبه و نفسه‏


و المراقبة الثالثة هي أن يراقب قلبه ونفسه الظاهرة و الباطنة ليرى آثار ربهفيها فيعمل بحسب ما يراه من آثار ربه وكذلك في الموجودات الخارجة عنه يرقبهاليرى آثار ربه فيها منها و هو قولهسَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وَ فيأَنْفُسِهِمْ و لهذه المراقبة تعلق بالحقإذ لا فاعل إلا الحق‏

المراقبة دوام المراعاة للموازينالشرعية الخمسة


و المراقبة دوام المراعاة بحيث أن لايتخللها وقت لا يكون العبد فيه مراقبافاعلم ذلك و تحققه تعلم شئون ربك في نفسك وما يدركه من الموجودات بصرك و ما يصل إليهفكرك و عقلك و ما يشهدك في مشاهدتك و ماتطلع عليه من الغيوب في كونك أو حيث كان ومن هنا تعرف خواطرك و للمراقبة جاءتالموازين الشرعية و هي خمسة موازين الفرضو الندب و الإباحة و الحظر و الكراهة

درجات المراقبة عند العارفين‏


و للمراقبة درجات عند أرباب الأنس والوصال من العارفين و مبلغها سبع مائةدرجة و أربع و سبعون درجة و عند أربابالأدب من العارفين ثلاث مائة درجة و تسع وسبعون درجة و عند الملامية من أهل الأنسسبعمائة و ثلاث و أربعون درجة و عندالأدباء منهم ثمان و أربعون و ثلاثمائةدرجة و لها نسب إلى العوالم منها إلى عالمالملك نسبتان و إلى عالم الملكوت نسبةواحدة عند الأدباء من الطائفتين و ثلاثنسب عند أهل الأنس إلى عالم الجبروت‏

واقعة برزخى وقعت لابن عربى ليلة تقييدهذا الباب‏


و اعلموا أن الله تعالى أطلعني في ليلةتقييدي هذا الباب على أمر لم يكن عندي فيواقعة وقعت لي برزخية قيل لي فيها أ لمتسمع أن الدنيا أم رقوب قلت نعم قيل ليفاجعل لها فصلا في هذا الباب فاستخرت اللهعلى ذلك‏
(وصل)
قال رسول الله (ص) إن للدنيا أبناء
و إذا كان لها أبناء فهي أم لهؤلاءالأبناء و من عادة الأم أن ترقب أبناءهالأنها المربية لهم و لها عليهم حنوالأمومة و الحذر عليهم إن تؤثر فيهم ضرتهاو هي الآخرة فيميلون إليها فتحفظهم منمشاهدة خير الآخرة فتشتد مراقبتهالأحوالهم‏

الدنيا هي الدار الأولى؟ القريبة إليناالحفيظة علينا الرحيمة بنا


ثم لتعلموا إن الدنيا هي الدار الأولىالقريبة إلينا نشأنا فيها و ما رأيناسواها فهي المشهودة و هي الحفيظة علينا والرحيمة بنا فيها عملنا الأعمال المقربةإلى الله و فيها ظهرت شرائع الله و هيالدار الجامعة لجميع الأسماء الإلهيةفظهرت فيها آلاء الجنان و آلام النارففيها العافية و المرض و فيها السرور والحزن و فيها السر و العلن و ما في الآخرةأمر إلا و فيها منه مثل و هي الأمنيةالطائعة لله أودعها الله أمانات لعبادهلتؤديها إليهم و هذا هو الذي جعلها ترقبأحوال أبنائها ما يفعلون بتلك الأماناتالتي أدتها إليهم هل يعاملونها بما تستحقكل أمانة لما وضعت له فمنها أمانة توافقغرض نفوس الأبناء فترقبهم هل يشكرون اللهعلى ما أولاهم من ذلك على يديها و منهاأمانات لا توافق أغراضهم فترقب أحوالهم هليقبلونها بالرضى و التسليم لكونها هدية منالله فيقولون في الأولى الحمد لله المنعمالمفضل و يقولون فيما لا يوافق الغرضالحمد لله على كل حال فيكونون من الحامدينفي السراء و الضراء فتعطيهم الدنيا هذهالأمانات نقية طاهرة من الشوب‏

أمزجة الأبناء الدنيا هي كالبقاع للماء وكالأوعية لما يجعل فيها من غذاء


فبعض أمزجة الأبناء الذين هم كالبقعةللماء و الأوعية لما يجعل فيها فيؤثر مزاجتلك البقعة في الماء فإن الماء كله طيب عذبفي أصله و هو المطر فإذا حصل في بقع الأرض وهي مختلفة البقاع في المزاج ظهر العذب فيالمزاج الحسن فأبقاه على أصله كما وردطاهرا نظيفا و زاده من مزاجه طيبا و حلاوةزائدة على ما كان عليه و هو الماء النمير وبقعة أخرى جعلته ملحا أجاجا و بقعة أخرىجعلته قعاما مرا فأثر في الحال النقي هذهالأوعية و الشرع إنما تعلق بأفعال الأبناءلا بالأم بل قال وَ بِالْوالِدَيْنِإِحْساناً و بما قال فَلا تَقُلْ لَهُماأُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُماقَوْلًا كَرِيماً وَ اخْفِضْ لَهُماجَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ وَ قُلْرَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِيصَغِيراً فما أوصى الله تعالى بهذه الأمورإلا لعلمه بأنه في الأبناء من يصدر منهممثل هذه الأفعال فأمرهم إن يراقبوا هذهالأحكام في‏

/ 694