الباب الثامن و التسعون و مائة في معرفةالنفس بفتح الفاء - فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة جلد 2

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة - جلد 2

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





لا يتمكن للعارف فكيف للمحب أن يمر عليهنفس و لا حال لا يكون المحبوب فيه مشهوداله بعين قلبه و وجوده و ما بقي حجاب إلا فيالحس بإدراكه المحسوسات حيث يراها ليستعين محبوبه فيحجبه فيطلب اللقاء لأجل هذاالحجاب فإذا ذهب المحسوس عن حسه في ظاهرالصورة كما يذهب في حق النائم انصرف الحسإلى الخيال فرأى مثال محبوبه في خياله وقرب من قلبه فرآه من غير مثال لأن الخيالما بينه و بين المعنى واسطة و لا درجة كماأنه ليس بينه و بين المحسوس واسطة و لادرجة فهو واسطة العقد إليه ينزل المعنى وإليه يرتفع المحسوس فهو يلقي الطرفينبذاته فإذا انتقل العارف أو المحب منالمحسوس إلى الخيال قرب من معنى المحبوبفشاهده في الخيال ممثلا ذا صورة و شاهده وهو في الخيال لما عدل بنظره إلى حضرةالمعاني المجاورة لحضرة الخيال عاينالمعنى مجردا عن المثال و الصورة ثم نظرإلى المثال و إلى المحسوس فعلم أنه لو تصورهذا المعنى في المحسوس لكان جميع صورالمحسوسات صورته فغاب هذا المشاهد عن شهودكل محسوس إنه غير صورة محبوبه بل كل محسوسصورة محبوبه و لا بد فذهب عنه صورة المحسوسإنها غير صورة محبوبه فصار يشاهده في كلشي‏ء فهذا هو الذهاب و منه المذهب الذي هوالطريق سمي مذهبا للذهاب فيه فهذا المحبذاهب في صور المحسوسات كلها إنها صورة عينمحبوبه فلا يزال في اتصال دائم في عالمالحس و في حضرة الخيال و في حضرة المعانيفله الذهاب في هذه الحضرات كلها و صارتمذهبا له حتى نفسه في جملة الصور و لهذايقول‏




  • أنا من أهوى
    و من أهوى أنا



  • و من أهوى أنا
    و من أهوى أنا





و مثل هذا قلنا في قصيدة




  • أنا محبي أنا حبيبي
    أنا فتاي أنافتاتي‏



  • أنا فتاي أنافتاتي‏
    أنا فتاي أنافتاتي‏




و قد قلنا في هذا الباب أيضا من قصيدة




  • فإنني ما عشقت غيري
    فعين فصلى هواتصالي‏



  • فعين فصلى هواتصالي‏
    فعين فصلى هواتصالي‏





الباب الثامن و التسعون و مائة في معرفةالنفس بفتح الفاء






  • نفس الأكوان من نفسه
    و كلام الحق شاهده
    إن موسى قبل أبصره
    معدن الراحات فيه فمن
    ناظر فيه و فيحرسه‏



  • و هو وحي الحق فيجرسه‏
    أثر في الكون مننفسه‏
    في اشتعال النار فيقبسه‏
    ناظر فيه و فيحرسه‏
    ناظر فيه و فيحرسه‏





كان رسول الله (ص) قبل أن يعرف بعصمته منالناس و هو قوله وَ الله يَعْصِمُكَ منالنَّاسِ إذا نزل منزلا يقول من يحرسناالليلة مع كونه يعلم أن الله عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ حَفِيظٌ

و

قال (ع) لما اشتد عليه كرب ما يلاقي منالأضداد إن نفس الرحمن يأتيني من قبلاليمن‏

فكانت الأنصار

أن الموجودات هي كلمات الله التي لا تنفد



اعلم أن الموجودات هي كلمات الله التي لاتنفد قال تعالى في وجود عيسى (ع) إنهكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‏ مَرْيَمَ و هوعيسى (ع) فلهذا قلنا إن الموجودات كلماتالله من حيث الدلالة السمعية إذ كان لايصدقنا كل أحد فيما ندعي فيه الكشف أوالتعريف الإلهي و الكلمات المعلومة فيالعرف إنما تتشكل عن نظم الحروف من النفسالخارج من المتنفس المتقطع في المخارجفيظهر في ذلك التقاطع أعيان الحروف علىنسب مخصوصة فتكون الكلمات و بعد أن نبهتكعلى هذا لتجعل بالك لما نورده في هذا البابفاعلم أن الله سبحانه ما استواء على عرشهإلا بالاسم الرحمن أعلاما بذلك أنه ماأراد بالإيجاد إلا رحمة بالموجودين و لميذكر غيره من الأسماء و ذكر الاستواء علىأعظم المخلوقات إحاطة من عالم الأجسام فإنالآلام ليس محلها إلا التركيب و أماالبسائط فلا تقبل في ذاتها قيام معنى بهابل هي عين المعنى يدل على شمول الرحمةللعالم و إن طرأت عوارض البلايا فإنهارحمة كما ذكرنا في شرب الدواء الكرية ليسالمقصود منه عذاب من شربه و لا إيلامه وإنما المقصود من استعماله ما يؤول إليه مناستعمله من الراحة و العافية

أن الله تعالى تسمى بالظاهر و الباطن‏



ثم اعلم بعد هذا أن الحق تسمى بالظاهر والباطن فالظاهر للصور التي يتحول فيها والباطن للمعنى الذي يقبل ذلك التحول والظهور في تلك الصور فهو عالم الغيب منكونه الباطن و الشهادة من كونه الظاهر و قدأعلمتك أن العالم نسخة إلهية على صورة حق ولذلك قلنا علم الله بالأشياء علمه بنفسهفلذلك حكمنا عليه بالصورة

/ 694