لها و ليس عندنا في العلم الإلهي مسألةأغمض من هذه المسألة فإن الممكنات علىمذهب الجماعة ما استفادت من الحق إلاالوجود و ما يدري أحد ما معنى قولهم مااستفادت إلا الوجود إلا من كشف الله عنبصيرته و أصحاب هذا الإطلاق لا يعرفونمعناه على ما هو الأمر عليه في نفسه فإنهما ثم موجود إلا الله تعالى و الممكنات فيحال العدم فهذا الوجود المستفاد إما أنيكون موجودا و ما هو الله و لا أعيانالممكنات و إما أن يكون عبارة عن وجود الحقفإن كان أمرا زائدا ما هو الحق و لا عينالممكنات فلا يخلو أن يكون هذا الوجودموجودا فيكون موصوفا بنفسه و ذلك هو الحقلأنه قد قام الدليل على أنه ما ثم وجودأزلا إلا وجود الحق فهو واجب الوجود لنفسهفثبت أنه ما ثم موجود لنفسه غير الله فقبلتأعيان الممكنات بحقائقها وجود الحق لأنهما ثم وجود إلا هو و هو قوله وَ ماخَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ و هوالوجود الصرف فانطلق عليه ما تعطيه حقائقالأعيان فحدث الحدود و ظهرت المقادير ونفذ الحكم و القضاء و ظهر العلو و السفل والوسط و المختلفات و المتقابلات و أصنافالموجودات أجناسها و أنواعها و أشخاصها وأحوالها و أحكامها في عين واحدة فتميزتالأشكال فيها و ظهرت أسماء الحق و كان لهاالأثر فيما ظهر في الوجود غيرة أن تنسب تلكالآثار إلى أعيان الممكنات في الظاهر فيهاو إذا كانت الآثار للأسماء الإلهية والاسم هو المسمى فما في الوجود إلا اللهفهو الحاكم و هو القابل فإنه قابل التوبفوصف نفسه بالقبول و مع هذا فتحرير هذهالمسألة عسير جدا فإن العبارة تقصر عنها والتصور لا يضبطها لسرعة تفلتها و تناقضأحكامها فإنها مثل قوله وَ ما رَمَيْتَفنفى إِذْ رَمَيْتَ فأثبت وَ لكِنَّ اللهرَمى فنفى كون محمد و أثبت نفسه عين محمدو جعل له اسم الله فهذا حكم هذه المسألة بلهو عينها لمن تحقق فهذا معنى ترك العبوديةفي خصوص العلماء بالله
عبودية التصريف و عبودية الإمكان
و أما من نزل منهم عن هذه الطبقة فإنه يقوللا يصح تركها باطنا لوجود الافتقار الذيلا ينكره المحدث من نفسه فلا بد أن يذلهفتلك الذلة عين العبودية إلا أن يؤخذالإنسان عن معرفته بنفسه و أما تركها منباب المعرفة فهو أن العبد إذا نظرته من حيثتصرفه لا من حيث ما هو ممكن و أطلقت عليهاسم العبودة من ذلك الباب فيمكن فيالمعرفة تركها من باب التصرف لا من بابالإمكان و ذلك أن حقيقة العبودية الوقوفعند أوامر السيد و ما هنا مأمور إلا من يصحمنه الفعل بما أمر به و الأفعال خلق اللهفهو الآمر و المأمور فأين التصرف الحقيقيالذي به يسمى العبد عبدا قائما بأوامرسيده أو منازعا له فيتصف بالإباق فبقيالمسمى عبدا على ظهور الاقتدار الإلهيبجريان الفعل على ظاهره و باطنه إمابموافقة الأمر أو بمخالفته و إذا كان هذاعلى ما ذكرناه فلا عبودية تصريف فهو أعنيالعبد موجود بلا حكم و هذا مقام تحقيقه عندجميع علماء الذوق من أهل الله إلا طائفة منأصحابنا و غيرهم ممن ليس منا يرون خلاف ذلكو أن الممكن له فعل و أن الله قد فوض إلىعباده أن يفعلوا بعض الممكنات من الأفعالفكلفهم فعلها فقال أَقِيمُوا الصَّلاةَوَ آتُوا الزَّكاةَ و أَتِمُّوا الْحَجَّوَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ و جاهِدُوا فيالله و أمثال هذا فإذا أثبتوا أن للعبدفعلا لم يصح ترك عبودية التصريف و أماعبودية الإمكان فأجمعوا على كونها و أنهلا يتصور تركها فإن ذلك ذاتي للممكن و بعضأصحابنا يلحظ في ترك العبودية كون الحققوى العبد و جوارحه فإنه يغيب عن عبوديتهفي تلك الحال فهو ترك حال لا ترك حقيقةانتهى الجزء المائة
الباب الثاني و الثلاثون و مائة في معرفةمقام الاستقامة
للمستقيم ولاية مخصوصة
للمستقيم تنزلت أرواحه
الاستقامة نزلت أربابها
هي نعته سبحانه في قصة
قد قالها فانظرهفي منصوصها
شملت جميع الكونفي تخصيصها
بالطيب المكنونفي تنصيصها
منها منازل لمتنل بخصوصها
قد قالها فانظرهفي منصوصها
قد قالها فانظرهفي منصوصها
لزوم ما لا يلزم من غير قصد إلى ذلك
جاءت هذه الأبيات لزوم ما لا يلزم من غيرقصد و كذلك أمثالها فإنما أنطق بما يجريهالله فينا من غير تعمل و لا روية